شيخ الانصار: هو حبيب بن مُظهر، أو مظاهر بن رئاب الأسديّ الكنديّ، الفقعسيّ.
أشرقت شمس الهداية من عنان السماء، ابتسمت تيجان الزهور وأينعت، أسبلت سنابل القمح حباتها، أغصان الاشجار الخضراء تلاعب الهواء، في نجد تلوح خطوط الشمس، تبتهل بألوانها، وتشاركني فرحتي، فأرى الشمس توزع أفق الفرح في الوجوه، وإن لمحت خيط الفرح حتى اشعر بالأمل والرجاء، ابصر لهذا الجمال الباذخ، كل شيء يبتسم، وبهذه الاجواء، يا حُسن حظي! من حقي أن افتخر بين نساء قومي، انني زوجة حبيب، يغمرني الشعور بالسعادة، يحث خُطاي ويستعجلني الفرح، حتى يصل الخبر الى آخر بقعة من الارض، استمع انغام مختلفة ترسلها حناجر الطيور، ورنين الفراشات المحلقة في مدينة نجد، تجعلني أحلق معها من دون اجنحة.
لم يكن هذا الصباح كغيره، ثمة اشارة تدل على حدث عظيم، نظرت الى أطراف المدينة العتيقة، على الجانب منها دار حبيب، الدار التي سأعيش فيها، هنا بدأت الحياة الزوجية، أجر بنفسي وأوصال الفرح مازالت تعانق روحي، وقلبي يدق بسرعة، ويخفق مرة اخرى، جف لساني وأحدقت عيناي في وجه حبيب الذي كان يشع منه النور، وتُعرف من ملامحه الشجاعة، أنت حبيب ولا حبيب بعدك، قلتها وعلامات الخجل تعلو ملامحي.
تنطوي السنين، كما تنطوي الاوراق، وتبقى عليها اثر الايام، هذا هو الوحيد الذي لا يمكننا أن نحذفه من حياتنا، في ليالي الوحدة أناجي رب حبيب أن يحفظ لي حبيباً ويرده من الحرب سالماً، اياماً قضاها في الحرب، فلم يدع معركة إلا وقد شارك فيها، وكان من شرطة الخميس (إنّ أقلّ درجاته أنه من شرطة الخميس، وهي وحدها تكفي لإثبات جلالته ووثاقته)، أنجبت ثلاثة ذكور القاسم، محمد، وعبد الله، ويكنّى حبيب أبا القاسم، وقد كانوا ينادونه سيّد القرّاء.
ذات ليلة رقدت في فراشي، رفرفت روحي في عالم الرؤيا، فأقبلت إليها مكسورة الأضلاع فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقالت لي يا أسدية، كيف حال حبيب؟ قلت: بخير وعافية، فقالت لي: يا أسدية قولي لحبيب تُسلم عليك، مولاتك فاطمة الزهراء، وتقول لك خضب كريمتك يا حبيب.
اصبحت وجسدي يرتعش، وقلبي يكاد لا ينبض، أقبلت الى حبيب وقلت له: يا حبيب إن مولاتك فاطمة الزهراء تسلم عليك، وتقول لك: خضب كريمتك، فقال حبيب: حباً، وألف كرامة لله تعالى، ولسيدتي فاطمة الزهراء (عليها السلام).
فقام حبيب من وقته، وساعته، ومضى الى السوق، وجلس عند عطار من عطارين الكوفة، ليستام الى كريمته خضاب، فبينما هو كذلك وإذا هو برجل غائض في الحديد، وهو مضيق لثامه، فتأمله حبيب، وبينما هو سائر في طريقه، التقى بالرجل وإذا هو مسلم بن عوسجة، فقال له: مالي أراك لابس السلاح، فإلى أين تريد؟ فقال له مسلم: يا حبيب، أما علمت بأن مولاك الحسين (عليه السلام) قد نزل بطف كربلاء منذ خمسة أيام؟ أو ما ترى اهل الكوفة مجتمعين على حربه، وقتاله.
فما إن سمع حبيب كلام مسلم بن عوسجة عمد الى الخضاب ورماه من يده، وقال: والله لا اخضب شيبتي إلا من دم رأسي ومنحري، فقال لمسلم بن عوسجة: يا أخي، أما تمضي معي الى منزلي فآخذ لامة حربي، ثم امضي معك الى نصرة الحسين عليه السلام، فقال له: بلى.
ما اجمل الرسالة عندما تكتب بخط من الحسين (من الحسين بن علي إلى الرجل الفقيه حبيب بن مظاهر أما بعد يا حبيب فأنت تعلم قرابتنا من رسول الله وأنت اعرف بنا من غيرك وأنت ذو شيمة وغيرة فلا تبخل علينا بنفسك يجازيك جدي رسول الله يوم القيامة)، وصلت الرسالة الى دارنا وكنا جالسين وبين ايدينا طعام، ما إن سمعت اسم الحسين حتى غصصت بلقمة من الطعام كادت ان تخنقني، فقلت الله أكبر يا حبيب الساعة يرد كتاب كريم من رجل كريم، وإذا بطارق يطرق الباب فخرج إليه حبيب وقال: من الطارق؟ قال: أنا رسول الحسين إليك فقال حبيب: الله أكبر صدقت الحرة بما قالت ثم ناوله الكتاب ففضه وقرأه.
فسألته عن الخبر فأخبرني وبكيت وقلت بالله عليك يا حبيب لا تقصر عن نصرة ابن بنت رسول الله فقال: أجل حتى اقتل بين يديه فتُصبَغ شيبتي من دم نحري.
ما زالت ذاكرتي تحتفظ ببعض التفاصيل في جزء الممتلئة، امسح غبار العمر عن عيني، تكتب الاقدار عن حياتنا ونرى المكتوب، تتماثل لدي صدق الرؤيا، وإن حبيب مهاجراً الى ارض العراق، لا اعرف ان كنت جيدة في تفسير الرؤيا، جلست القرفصاء، وبيدي تدور المسبحة، لا جدوى من جلوسي هنا، لحظة صمت، في قصاصة المتاهة، وبينما انت تتابع مسيرتك مع زينة الشباب (مسلم بن عقيل) لا تحتاج الى خارطة لتوصلك الى خط الطريق، فأنت راحلاً مع السفير، لا تدعه يسلك طريق الفردوس وحده، كن معه، فالطريق الى الفردوس يبدأ من الكوفة وينتهي الى السماء، سار حبيب مع كبار القادة ورجالات الكوفة، كان بينهم محدثاً صدوقاً، صوت من الراحلين يخبرني إنه مازال يسير على خارطة الطريق والآن هو في منتصف الطريق، لعمري ما أشد شوقي لرؤيتك، طالما كنت أنيسي في هذه المدينة، رحلت منها وبقيت انا وحيدة في المنفى.
لم يتردد، ولم يقل اني بلغت من العمر عتيا، بل لبى النداء وكان بنداء ربه حفيا، تركت السنين علامة في جسده فأصبح شيخ الانصار، ولم يتوقف عن المشاركة في الحرب، ولا يعرف الخسارة في القتال، ما يعرفه هو النصر أو الشهادة، الوعود كثيرة والرسائل التي عرضت عليه لا تعد ولا تحصى، لكنه كان يراها سرابا، في سجل الاعمار كان يبلغ (خمسة وسبعون عاما).
حاول حبيب أن يكتم أمره عن عشيرته وبني عمه لئلا يعلم به أحد خوفاً من ابن زياد، فبينما حبيب ينظر في اموره وحوائجه ورحلته الى كربلاء، إذ أقبل بنو عمه إليه وقالوا: يا حبيب بلغنا انك تريد ان تخرج لنصره الحسين ونحن لا نخليك ما لنا والدخول بين السلاطين، أخفى حبيب ذلك وأنكر عليهم فرجعوا عنه.
سمعت حديثهم وتراكم الحزن في صدري، وخجلت من حالي، فقلت له: يا حبيب كأنك كاره للخروج لنصرة الحسين فأراد ان يختبر حالي.
فقال: نعم ، فبكيت وقلت: أ نسيت كلام جده في حقه وأخيه الحسن حيث يقول: ولداي هذان سيدا شباب الجنة وهما امامان قاما أو قعدا وهذا رسول الحسين وكتابه أتى إليك ويستعين بك وأنت لم تجبه.
فقال لي حبيب: أخاف على أطفالي من اليتم وأخشى أن تُرملي بعدي.
فقلت: ولنا التأسي بالهاشميات والأيتام من آل الرسول والله تعالى كفيلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل.
عزم على المسير والخروج الى كربلاء وعند خروجه قلت له: إليك حاجة.
فقال حبيب وما هي؟ قلت بالله عليك يا حبيب إذا قدمت على الحسين قبّل يديه نيابة عني واقرأه السلام عني.
فقال: حباً وكرامة.
في ساعات اللقاء تتوقف عقارب الساعة، وعند الوداع لا تشعر إلا في اللحظة الاخيرة هي التي تجعلك تقاتل الزمن من اجل الوقوف عند هذه الثانية، خرج متخفياً كأنه ماض إلى ضيعة له خوفاً من أهل الكوفة، فأقبل على جواده وشده شداً وثيقاً وقال لعبده: خذ فرسي وامض به ولا يعلم بك أحد وانتظرني في المكان الفلاني فأخذه العبد ومضى به وبقي ينتظر قدوم سيده، فاستبطأه الغلام وأقبل على الفرس وكان قدامه علف يأكل منه فجعل الغلام يخاطبه ويقول له: ياجواد إن لم يأتِ صاحبك لأعلون ظهرك وأمضي بك إلى نصرة الحسين، فإذا به قد أقبل حبيب فسمع خطاب الغلام للجواد فجعل يبكي ودموعه تجري على خده وقال بأبي وامي أنت يا بن رسول الله.
العبيد يتمنون نُصرتك فكيف بالأحرار؟ ثم قال لعبده يا غلام أنت حر لوجه الله فبكى الغلام وقال: سيدي والله لا أتركك حتى أمضي معك وأنصر الحسين بن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وأُقتل بين يديه فجزاه عن الله خيراً، وحين كان الحسين نازلاً في طريقه وقد عقد اثنتي عشرة راية وقد قسم راياته بين أصحابه وبقيت راية، فقال الحسين: يأتي إليها صاحبها، وقالوا له: يا بن رسول الله دعنا نرتحل من هذه الأرض فقال لهم: صبراً حتى يأتي من يحمل الراية فبينما الحسين وأصحابه في الكلام؛ فإذا هُم بغبرة ثائرة من طرف الكوفة، قد أقبل حبيب معه غلام فاستقبله الحسين وأصحابه فلما صار حبيب قريباً من الإمام ترجل عن جواده وجعل يُقبل الأرض بين يديه وهو يبكي فسلم على الإمام وأصحابه فردوا.
فسمعت زينب بنت أمير المؤمنين فقالت: من هذا الرجل الذي قد أقبل؟ فقيل لها: حبيب بن مظاهر فقالت: اقرأوه عني السلام.
عندما يصبح التراب ذهباً، والفضة لُجين، والماء زمزم، والحجر يصبح ياقوت، الثرى ثريا، يحق أن يلطم عندها حبيب على وجهه ويحث التراب على رأسه ويقول: من أنا ومن أكون حتى تسلم عليَّ بنت أمير المؤمنين.
وقف في صحراء كربلاء حائراً كل الطرق تؤدي الى الحسين، رأى قلة أنصاره وكثرة محاربيه قال للحسين: إن هاهنا حياً من بني أسد فلو أذنت لي لسرت إليهم ودعوتهم إلى نصرتك لعل الله يهديهم ويدفع بهم عنك! فأذن له الحسين فسار إليهم حتى وافاهم فجلس في ناديهم ووعظهم، وقال في كلامه: يا بني أسد قد جئتكم بخير ما أتى به أحد قومه، هذا الحسين بن علي أمير المؤمنين وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قد نزل بين ظهرانيكم في عصابة من المؤمنين وقد طافت به اعداؤه ليقاتلوه فأتيتكم لتمنعوهم وتحفظوا حرمة رسول الله فيه فو الله لأن نصرتموه ليعطينكم الله شرف الدنيا والآخرة وقد خصصتكم بهذه المكرمة لأنكم قومي وبنو أبي واقرب الناس مني رحما.
فقام عبد الله بن بشير الأسدي وقال: شكر الله سعيك يا أبا القاسم فو الله لقد جئتنا بمكرمة يستأثر بها المرء الاحب فالأحب أما أنا فأول من أجيب وأجاب جماعة بنحو جوابه.
فنهدوا مع حبيب وانسل منهم رجل فأخبر ابن سعد فأرسل الأزرق في خمسمائة فارس فعارضهم ليلاً ومانعهم فلم يمتنعوا فقاتلهم فلما علموا ان لا طاقة لهم بهم تراجعوا في ظلام الليل وتحملوا عن منازلهم وعاد حبيب إلى الحسين فأخبره بما كان فقال (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) الإنسان:30.
لا اعرف ماذا جرى، همهمات بين المارة، اسمعها، اسرعت لأعرف ما الخبر، طرقت الباب تعالت اصوات النساء من الدار، جاءوا السبايا، يا ام القاسم اندبي مولاك، اقنعت نفسي بأن لا اصدق هذه الاقوال، دعيت ولدي القاسم، وقلت: يا ولدي انطلق وانظر ماذا هناك، وإن لمحت نسوة سبايا، قل لهن إن امي تقول: أ أبي حبيب بيض وجوهنا، أم لا؟.
استفسر بصوت ضعيف مشحون بالعبرات، فرأى رأس أبيه معلقاً بلبان الفرس، فجعل يصرخ ويبكي، ثم أقبل على الموكل برأس ابيه، وقال له: ادفع لي هذا الرأس وأنا أعطيك مقداراً من الدنانير، فقال اللعين: إن جائزة الأمير خير لي.
ولما قاربوا دارنا رفع ولدي حجراً، وضرب به رأسه، ودخل عليّ باكياً، يصيح أماه قومي واستقبلي رأس أبي، فخرجت، فلما رأيت رأس زوجي معلقاً بلبان الفرس، صحت: بيض الله وجهك كما بيضت وجهي عند الزهراء عليها السلام.
لم اكتفِ برأس حبيب، أرغب في سماع قصة استشهاده وكيف لرجل كحبيب ينحر، تئن روحي وتتعرج بي الدمعات، ويرتجف جسدي ويجعل له ثوباً من الأسى والوجع، مرارة الحياة تتمثل أمامي، احاول امتصاص تلك النار التي اضرمت في داخلي، انفرط الدمع من عيني كما تنفرط حبات العقد. نظرة ساخنة نحو الرأس وطافت فيه عيوني سبعة اشواط، الملامح تتلألأ، وشعاع الشهادة ختم في تلك الشيبة البيضاء المخضبة بقطرات من الدم.
قالوا لي: إن هذه الشيبة فعلت ما لم يفعله الشباب، كان ناصراً وقائداً، فعندما طلب الحسين من أصحابه ان يسألوا الجيش الأموي يكفوا عنهم لأداء الصلاة فقال الحصين بن تميم: إنها لا تقبل؟.
رد عليه الشيخ حبيب بن مظاهر: لا تقبل زعمت! الصلاة من آل رسول الله صلى الله عليه وآله، لا تقبل وتقبل منك.. (يا حمار).
قال: فحمل عليهم حصين بن تميم وخرج إليه حبيب بن مظاهر فضرب وجه فرسه بالسيف فشب ووقع عنه وحمله أصحابه فاستنقذوه وأخذ حبيب يقول: اقسم لو كنا لكم إعداداً أو شطـركـم ولـيتم اكتادا يأشر قـوم حـســبا وآدا قال: وجعل يقول يومئذ:
أنـا حـبـيـب وأبـي مـظـاهـر فـارس هـيـجـاء وحـرب تـسـعـر
أنـتـم اعـد عــدة وأكــثــر ونـحـن أوفـى مـنـكـم واصـبـر
ونـحـن اعـلـى حـجـة وأظـهر حـقـاً وأتــقــى منـكـم وأعـذر.
خرج يوم الطفّ وهو يضحك فقال له برير بن حصين الهمدانيّ وكان يقال له سيّد القرّاء: يا أخي، ليس هذه ساعة ضحك: فقال له حبيب: وأيّ موضع أحقّ من هذا بالسرور؟! والله ما هذا إلاّ أن تميل علينا هذه الطغاة بسيوفهم فنعانق الحور العين، قووا آلاف الرجال بأنوفهم الحميّة، واستقبلوا الرماح بصدورهم المفعمة بالإيمان، وجابهوا السيوف بوجوههم المشرقة؛ إذ تُعرض عليهم الأموال والأمان فيأبون،
ويقولون: لا عذر لنا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقاتل قتالاً شديداً فحمل عليه رجل من بني تميم فضربه بالسيف على رأسه فقتله. وكان يقال له: بديل من بني عقفان وحمل عليه آخر من بني تميم فطعنه فوقع فهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف فوقع ونزل إليه التميمي فاحتز رأسه فقال له الحصين: اني لشريكك في قتله فقال الآخر: والله ما قتله غيري فقال الحصين أعطنيه اعلقه في عنق فرسي كي ما يرى الناس ويعلموا إني شركت في قتله ثم خذه أنت بعد فامض به إلى عبيد الله بن زياد فلا حاجة لي فيما تعطاه على قتلك اياه قال: فأبى عليه: فأصلح قومه فيما بينهما على هذا فدفع إليه رأس حبيب بن مظاهر فجال به في العسكر وقد علقه في عنق فرسه ثم دفعه بعد ذلك إليه.
فهد مقتله الحسين (عليه السلام)، فقال: عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي، لله دَرُّكَ يا حبيب، لقد كنتَ فاضلاً تختم القرآن في ليلة واحدة.
ضربت على رأسي نادبة. أي واحبيباه. وامصيبتاه، مالي بعد الحبيب حبيبا، واين تركتم جثته؟.
دفن الامام السجاد أخاه عليّاً المسمّى بـ(علي الأكبر) منفرداً، وغيره من كبار الشهداء من بني هاشم، وهذا حبيب منفرداً، في حفرة بجوار الحسين، ليكن بقربه ويأنس بالملائكة المحفوفين بقبورهم.
بقيت لوعة الألم بفقد ابيه تغلي في قلب القاسم ولدي، لا تهدأ له عبرة ولا تسكن له زفرة حتى جاء ذلك اليوم، الذي اخذ ثأرك به ولدك القاسم من تلك العصابة التي جاهدت الحسين وتابعت على قتله، تليت آيات العزاء، بصوت العزة والفخر، اسعد ايها الحبيب بجوار الحبيب، وابتهج بتلك المكانة، فبعد طول الطريق وصعوبة الوصول، وصلت الى جنة الفردوس، كما عاهدتك، بوح جراحي مؤلم حقاً، فهل لي لقياك، يَبْقى الْقلب ينعى حبيباً مادمت انا على قيد فراقك، حتى يحين ذلك اليوم واعرج نحو الطريق الى الفردوس.
اضافةتعليق
التعليقات