قدم ليفنجر وسنوك نظرية مستوى الارتباط في أوائل السبعينات، وحاولا من خلالها الإجابة عن سؤالين هما:
كيف يمكن التمييز بين علاقات اجتماعية تتفاوت في درجة قوتها وتوثقها؟ كيف تتغير خصائص العلاقات على المدى القريب أو البعيد؟.
مراحل ارتقاء العلاقة الاجتماعية:
تمر العلاقة الاجتماعية بين شخصين عبر ثلاث مراحل ارتقائية متدرجة، وهي:
1- الوعي، ولا يحدث في تلك المرحلة المبدئية تفاعلات متبادلة، وتقتصر على تعبير أحد الأشخاص عن اتجاهاته الإيجابية نحو الشخص الآخر.
2- الاتصال السطحي، وتشهد تلك المرحلة بزوغ تفاعلات غير متعمقة وفي الغالب يتجه التخاطب نحو مهمة معينة وتكون معلومات كل طرف عن الطرف الآخر محدودة، وغير دقيقة.
3- التبادل، وفيها يتميز التفاعل بالتفرد بين الشخصين، مع زيادة رصيد الخبرات المتبادلة، وصياغة توقعات حول المستقبل.
ويشير ليفنجر وسنوك إلى تفاوت المحددات التي تيسر ارتقاء العلاقة من مرحلة إلى أخرى، فمن المتغيرات المؤثرة في انتقال العلاقة من المستوى الأول إلى المستوى الثاني القرب المكاني، والمناخ المعتدل، وتماثل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية وخصائص الشخصية وتقارب العمر، أما الانتقال من المستوى الثاني إلى الثالث فيتأثر بكل المتغيرات السابقة إضافة إلى مشاعر الحب بين الشخصين ودرجة الرضا عن العلاقة والصراحة والثقة وتوافق الحاجات والقيم والاتجاهات.
وقد أضاف ليفنجر ثلاث خصائص رئيسية تكشف عن درجة ارتقاء العلاقة الاجتماعية وهي:
1- الاستغراق: ويشير إلى درجة التداخل بين الشخصين أو المشاركة في الاهتمامات.
2- الالتزام: ويعني تميز حدود العلاقة الداخلية والخارجية بالصلابة.
3- التناسب: بين مقدار الاستثمارات والإثابات لطرفي العلاقة.
علاقة ارتقاء مراحل العلاقة بالمدعمات الاجتماعية:
يشير ليفنجر إلى العلاقة الوثيقة بين التدعيم وارتقاء العلاقة الاجتماعية وهو يتفق على أن المبدأ الأساسي في التدعيم ينطبق تماماً في مجال التجاذب بين الأشخاص، وهو المبدأ الذي يذهب إلى أن الأشخاص يحبون من يثيبهم ويكرهون من يعاقبهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ويصنف ليفنجر المدعمات الاجتماعية في ثلاث فئات تنهض كل فئة منها بوظيفة خاصة وهي:
1- الظروف التي تيسر تكوين أو مواصلة العلاقة بين الشخصين وتشمل القرب والألفة.
2- الخصائص النفسية التي تسهم في تحقيق الانسجام بين الشخصين وتشمل التماثل في الخلفية الاقتصادية والاتجاهات والقيم.
3- الإفصاح عن المشاعر المتبادلة والمساندة والحب.
نظرية النفاذ الاجتماعي
قدم ألتمان وتايلور أهم النظريات المفسرة لنمو وارتقاء العلاقات الاجتماعية، وتسمى نظرية "النفاذ الاجتماعي".
وتكتسب نظرية النفاذ الاجتماعي أهميتها لاعتبارات عديدة من أبرزها:
1- التأثير الواضح في دراسات الإفصاح عن الذات.
2- التناول المفصل لارتقاء العلاقات الاجتماعية وعمليات التبادل بين الأشخاص والقائمة على المقارنة بين الإثابات والتكاليف.
3- الاستناد إلى إطار نظري متكامل يتناول العلاقات المحتملة بين العديد من المتغيرات، منها محكات تقويم الرضا عن العلاقة، ومظاهر التخاطب اللفظي وغير اللفظي، وتغيرها مع الوقت.
مراحل النفاذ الاجتماعي:
افترض ألتمان وتايلور أن عملية النفاذ الاجتماعي ترتقي عبر أربع مراحل رئيسية، وهي:
1- التوجه:
تظهر في هذه المرحلة الاستجابات الاجتماعية المنمطة، مع تفاعل لفظي مقيد في حدود المناطق السطحية من الشخصية، كما يتسم الأشخاص في هذه المرحلة بالحذر والحرص وتجنب تقويم الآخرين أو انتقادهم أو الإفصاح عن المناطق المركزية أو الحميمة في الشخصية.
2- التبادل الوجداني الاستطلاعي:
تتضمن تلك المرحلة محاولات للكشف عن الذات وتبادل الإفصاح عن مناطق أكثر تفردا، وفيها يتسع التواصل في المناطق الخارجية للشخصية مع مزيد من التفاصيل، وتتسم التفاعلات بالسلاسة، وفيها يزداد التسامح بين الأفراد كما يتضح من تقبل آرائهم، ويتميز التفاعل أيضاً بالمودة والارتياح، مع التجنب التام للتفاعلات التي تستهدف المناطق المركزية للشخصية. وتقف نسبة كبيرة من العلاقات عند هذا المستوى.
3- التبادل الوجداني:
تميز هذه المرحلة علاقات الصداقة الوثيقة، وفيها يتوافر للأفراد تاريخ (سابق) عن المعرفة الجيدة ببعضهم البعض، وتتسم التفاعلات بالارتياح والصراحة والاتساع في المناطق الخارجية، ويبدأ الأفراد في الإفصاح عن المناطق المركزية في الشخصية، رغم بقاء بعض الحرص. وترسي تلك المرحلة قواعد العلاقة الحميمة طويلة الأجل.
4- التبادل المستقر:
يصل القليل من العلاقات الاجتماعية إلى هذه المرحلة، وتعكس التفاعلات عندئذ الصراحة والثراء والتلقائية في المناطق العامة والمركزية، ويقل سوء الفهم بين الأشخاص وتستخدم التعبيرات غير اللفظية بحرية أكبر.
اضافةتعليق
التعليقات