عالم التكنولوجيا عالم واسع استطاع أن يقتحم الحياة ليخفف الكثير من الأعباء على الأفراد وفي قبال ذلك، هو عالم يحتاج لعناية وتطوير دائم فقبل 3 أعوام كانت فكرة تصميم مركبة قطرية ذاتية القيادة في أذهان 5 شباب قطريين وعرب، وبعد مرور تلك السنوات بات حلم هؤلاء الشباب واقعا على الأرض.
فقد أسس الشباب الخمسة شركة "إيرليفت" (Airlift) التي اعتمدت على التمويل الذاتي في حصتها الكبرى، لتنجح أخيرا في إطلاق أول مركبة ذاتية القيادة متخصصة بتوصيل الطلبات في دولة قطر ومنطقة الشرق الأوسط، بعد فترة الاختبار التي استمرت أكثر من شهرين في شوارع هولندا، وكذلك في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا بالدوحة التي تحتضن الشركة.
وتخصصت المركبة ذاتية القيادة تزامنا مع انتشار جائحة كورونا بتوصيل الطلبات إلى الوجهة المحددة عن طريق فتح أبوابها تلقائيا دون تلامس، وهذا باستخدام العميل رمز الاستجابة السريع فقط.
ويمكن استخدام المركبة في نقل الوجبات ومنتجات البقالة والأدوية وغيرها من المنتجات المختلفة، كما أنها يمكن أن تنقل منتجات يصل وزنها حتى 120 كيلوغراما، وهذا يجعلها قادرة على القيام بالعديد من الأدوار.
وأكد رائد الأعمال والمدير التنفيذي لشركة إيرليفت القطري أحمد محمد علي في حديث للجزيرة نت، أن عملية تصميم وتطوير المركبة استمرت عامين حتى إطلاق النسخة الأولى من المركبة إيرليفت ذاتية القيادة التي يتم اختبارها حاليا في مدينة بريدا الهولندية ضمن أول تجربة لمركبة ذاتية القيادة على الطرق العامة في هولندا.
ويرى علي أن المركبة صمّمت لتكون متعددة الأغراض، لكن الوظيفة الأساسية للنسخة الحالية هي توصيل البضائع، في حين سيكون لها العديد من الوظائف الأخرى، ولكن يجري العمل عليها حاليا في مجالي الفحص وجمع البيانات آليا.
وكشف المدير التنفيذي لشركة إيرليفت عن أن خطة الإنتاج تهدف حاليا إلى جذب الاستثمار الكافي لإنتاج 100 مركبة بحلول عام 2022، وإطلاقها في شوارع قطر وأوروبا.
وثمّن رائد الأعمال القطري الدور الذي قامت به واحة العلوم والتكنولوجيا التابعة لمؤسسة قطر باحتضان شركة إيرليفت منذ التأسيس، وهذا يتضمن توفير مساحة مكتبية ومختبر للتطوير، وخدمات أخرى للشركة.
وأشار إلى أن جائحة كورونا أدّت إلى ارتفاع الطلب عالميا على تقنيات النقل التي تقلل من تعرض المستخدمين لنواقل الأمراض، حيث توفر مركبة إيرليفت عملية توصيل آمنة تشمل فتحا آليا لأبواب الخزائن، وتعقيما ذاتيا للبضائع التي تنقل عبر المركبة.
وبشأن مواصفات المركبة أوضح علي أن المركبة تعمل بمحرك كهربائي تغذّيه بطاريات قابلة للشحن لتمكن المركبة من السير مسافة 70 كيلومترا بسرعة قصوى 25 كيلومترا في الساعة، مشيرا إلى أن المركبة مخصصة للسير على الأرصفة ومسارات الدراجات، ولهذا جرى تحديد حجمها حتى تتوافق مع قواعد وقياسات هذه الطرق، المركبة قادرة على حمل 120 كيلوغراما.
وأضاف أن ارتفاع المركبة لا يتجاوز 175 سنتيمترا حتى يتسنى للمارة رؤية البيئة خلف وفي محيط المركبة بسهولة، كما أن عرض المركبة هو 90 سنتيمترا، وهو متوسط حجم مسارات الدراجات في أغلب الطرق.
وبيّن أن المركبة مزودة بحزمة من الحساسات تعمل على التزامن لتضمن سيرا آمنا ومتوافقا مع الشروط والمقاييس الأوروبية لهذا النوع من المركبات، وجرى تطوير أهم هذه الحساسات وهو حساس الليزر ثلاثي الأبعاد من قبل مهندسي إيرليفت وهو قيد التسجيل لبراءة اختراع حاليا.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة إيرليفت أن الشركة تختص بالتقنية وتطوير البرمجيات والأجهزة لتوظيفها في تقنيات القيادة الذاتية ولديها مقر في العاصمة القطرية الدوحة، كما أن لها مقرا آخر في مدينة روتردام الهولندية ضمن خطة التوسع في السوق الأوروبية.
ويمكن لذلك التطور التكنولوجي أن ينقذ حياة البشر. ذلك أن نحو 1.2 مليون إنسان في العالم يموتون سنوياً بسبب حوادث المرور.
وجميع تلك الحوادث تقريباً سببها أخطاء البشر، وذلك أمر يمكن تفاديه بإحالة العمل الذهني إلى أجهزة الكمبيوتر يقول بيرنز: "أجهزة الكمبيوتر الخاص بتلك الشاحنات يمكنها أن ترى 360 درجة حول الشاحنة، ولا تقود السيارة في حالة سكر، ولها مقدرة كبيرة على التعامل مع المستجدات لاتخاذ القرارات اللازم اتخاذها".
ولهذا، يعتقد بيرنز أن تلك التكنولوجيا ذات أهمية عالمية، ويقول: "إذا كان لدينا دواء يقضي على 90 في المئة من أسباب الوفاة، ألا يحق لنا السعي للتوصل إليه بأسرع وقت ممكن؟ إن إنجاز هذه المركبات ذاتية القيادة قبل عام واحد من الموعد المحدد يعني إنقاذ حياة مليون شخص".
اضافةتعليق
التعليقات