تتوالى الأفكار تلو الأفكار والظنون والأوهام عن مصيرنا النهائي فلكل شيء بداية ونهاية، أول وآخر، وبين الخوف والرجاء والأمل واليأس تنشر أحاديث العترة الطاهرة عليها السلام راياتها في سماء الثقة بالله سبحانه وحسن الظن به فهو أرحم من الأم الرؤوم وأحن من الأب الشفيق.
وفي الوقت الذي نحاول جاهدين أن نساوي كفتي الميزان بين الرهبة والرغبة، يقبع بعضنا في جحور مظلمة من السوداوية التي تنشب أظفارها في مهج الصغار، والتي يكون سببها في كثير من الأحيان سعينا الحثيث لإقامة سدود شاهقة بينهم وبين المعاصي فنقع مرغمين في بئر التخويف المفرط من الخالق سبحانه وتعالى غافلين عن كوننا نصنع صورة ذهنية للأطفال عنه سبحانه بعيدا عن صفاته الجمالية من رحمة ورأفة وحنان ورحمانية ورفق...
مما يولد حاجزا صعب الإزالة وجدارا غير سهل الهدم بين أطفالنا والدين، وبالتالي نكون قد قطفنا ثمارا لا تعجب الناظر ولا الزارع ناهيك عن الجاني.
فكثيرا ما يتناهى إلى مسامعنا جمل متعددة تتشابه في فحواها ومضمونها القائل بأننا معذبون لا محالة وأننا سنذوق ألوان العذاب شئنا أم أبينا، وكم من نتائج وخيمة تهطل من هذه الفرضيات لتسقي أرضا سلبية مزروعة بأشواك القنوط.
فما نفع ايماننا وأعمالنا الصالحة ونوايانا الطيبة إن كان المصير الأسود بانتظار جنائزنا ليهوي بنا في حفر النيران لا محالة.
إن من تمحص وتفحص رأى أن الله سبحانه غني عن عذابنا عطوف على صالحنا وطالحنا فما أعظم رحمته للمؤمنين وما أشد فرحه بعودة التائبين.
وهذا لا يدعو الى التيه في طرقات الضلال ولا يشجع على العزف على أوتار المعاصي والذنوب، بل يوقد شعلة الأمل برب رؤوف يريد الخير لعباده والفوز بجنات تتفجر فيها العيون والأنهار.
فما أرسل الرب سبحانه الكتب والأنبياء والرسل عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام إلا انقاذا للبشر ورغبة في هدايتهم ولو شاء لتركهم عميانا عن سبل الإيمان والتقوى، ومن هنا لابد لنا من جذب الآخرين من شيب وشباب إلى ديننا القويم بإيصال صفاته الرحمانية عزوجل إلى أذهانهم.
فلندعو إلى اسلامنا الجميل بالحكمة والموعظة الحسنة وليكن لساننا عذبا كماء رقراق تهفو له نفوس الظامئين للهداية والنور، لنكن مبشرين كما أمرنا ربنا لا منفرين وكما كان أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ولنذّكر برحمة الله عسى أن تنالنا قطرة من بحار رحمته اللا متناهية.
اضافةتعليق
التعليقات