بعد ساعات من العمل الصباحي للأم خارج المنزل(فيما لو كانت موظفة)، او داخل المنزل لتلبية متطلبات الاسرة واحتياجاتها واعداد الطعام وتهيئة المستلزمات الأخرى.... تطمح بنيل قسط من الراحة الجسدية، لتهيئة نفسها للاستعداد لفترة مابعد ذلك كتدريس الأطفال، اعداد العشاء، استقبال الضيوف، الخروج للتسوق او زيارة الأقارب وغيرها من الاهتمامات التي تحتاج الى جهد إضافي ومختلف عن ما قامت به صباحا.
وبما ان اغلب الأطفال ممن تزيد أعمارهم عن الأربع سنوات يرفضون النوم ظهرا، فتلجأ الام لأخذ قسط من الراحة.. مبتعدة عن أجواء الفوضى والصراخ التي يتسبب بها الأطفال فيما بينهم.. مغلقة بابها لكي تعيش الهدوء لساعات قلائل.. تاركة أطفالها المختلفة أعمارهم في الظهيرة... كظهيرة الصيف الطويلة، تموج في أفكارهم الصغيرة تجارب وقصص وتخيلات واستكشافات.
ربما يحاولون المساعدة في اعمال المنزل... كمحاولة الأولاد توصيل سلك الكهرباء المنقطع، تبديل الانارة المحترقة، تفكيك جهاز كهربائي عاطل ومحاولة تصليحه..... ربما تحاول البنت اعداد كعكة لذيذة تسرّ بها قلب امها عصرا او تحاول ان تصنع الخبز، او تقطّع و تشوي اللحم..
ظانين بذلك انهم يقدمون المساعدة للأم والأب بإنجازهم لتلك الأمور بدون الالتفات للخطر الذي قد يحيط بهم.... ربما قد تكون الام قد حذّرت اطفالها مرارا من ان يقوموا او يعبثوا عند نومها بأي شيء يتسبب في اذاهم... لكن عقلهم القاصر عن معرفة العواقب الوخيمة التي ستحدث نتيجة ما يفعلوه تجعلهم يقومون بتلك الأفعال دون خوف او تردد، بل يضعون نصب اعينهم الثناء الجميل الذي سيحصلون عليه نتيجة لما سيقومون به من انجاز المهام العالقة في نظرهم.
في إحصائية أجريت تبيّن ان نسبة الحوادث التي تصيب الأطفال تقع غالبا داخل وقت استراحة الظهيرة التي يخلد بها الاهل للنوم او الراحة بعد صباح من العمل الشاق، وقد فاقت هذه النسبة ال75% من الحوادث المتفرقة التي تحدث للأطفال بعيدا عن اعين الاهل وخلف الكواليس... وقد بلغت شدتها ما بين حرق وغرق وصعق كهربائي او احتراق المنزل او حوادث ابسط كالكسور وكسر الأثاث او تلفه او جروح او إصابة طفل لآخر بأدوات حادة نتيجة اللعب من دون رقابة وغيرها الكثير.
لذا خذي حذركِ عزيزتي الام وخاصةً في وقت الظهيرة ولا تتركي اطفالكِ لوحدهم من دون رقيب، وان احسستي بالتعب فاجعليهم يلعبون حولكِ او اذهبي الى مكان تواجدهم وخذي قسط الراحة بينهم لتتجنبي حوادث الأطفال وكوارثهم في هذه الفترة..
حفظ الله أطفالنا واطفالكم من كل سوء.
اضافةتعليق
التعليقات