يعتبر الكذب عند الأطفال من أهم المشاكل التي تواجه الوالدين في مرحلة التربية الأساسية، والتي تجعلهم في حيرة من أمرهم، ويعتقدون أن عليهم اتخاذ التدابير الصارمة،
فلا يكاد الطفل ينطق بكلمات حتى يبدأ بالكذب، ويبدأ الوالدين بالقلق والحيرة ولاسيما انهاعادة سيئة.
عالمة تربوية تقول: يكذب الطفل لأنه يخشى من ردة فعل والدية، كالضرب أو الصراخ، أو لأنه يخجل من فعلته فيكذب، فهل سيتخلى عن هذه العادة فيما بعد؟
يكتشف الطفل بعد الخمس سنوات أن بإمكانه أن لا يقول كل شيء، وأن من حقه أن يُخفي بعضاً مما يراه سراً من وجهة نظره، فيبدأ باختراع مواقف معينة تخدم غايته من سلوك معين، بُعداً أو قُرباً من ذلك السلوك، وهذا بالطبع متوافق مع القدرة على النطق، لهذا لا يستطيع الطفل قول ما يحب أوإخفاء ما يحب عن الآخرين.
وبسبب عدم قدرة الطفل على تمييز الواقع من الخيال، فهو يستمتع بتلك القصص والروايات المختلفة في تلك السن تحديداً، لكن بمجرد الوصول إلى سن الثامنة تبدأ سن التمييز بين الصح والخطأ تباعاً مع تطوره الأخلاقي والقيمي، ويصبح قادراً على تمييز الحقيقة وإظهارها، لأنه أصبح يعرف أن قول الحقيقة أمر مرغوب فيه اجتماعياً وأسرياً، وحتى ذاتياً أمام نفسه.
وبالرغم من ذلك يبقى الكذب سلاحاً جانبياً يُعلِّم الطفل الدفاع عن نفسه وقت الحاجة إلى ذلك.
تواجهين صعوبة في التعامل مع مشكلة الكذب عند طفلك؟!
اليكِ الحل:
_اجعلي طفلك يشعر أنه يمكنه أن يأتي ويتحدث معك فيما يخفيه ومن دون عقوبة أو خوف، واعلمي أن طفلك يتجنب إخبارك خوفاً من غضبك عليه.
_العمل على تهيئة الأجواء النفسية المريحة في الأسرة، فالشخص المطمئن لا يمكن أن يلجأ إلى الكذب مهما كانت الظروف.
_حاولي أن تشجعي طفلك على قول الصدق، بمدحه أو تقديم هدية تناسبه حتى يعلم قيمة الصدق ومكانته ويبتعد عن الكذب.
_اجعلي طفلك يفهم أن كذبه سيكون له عواقب مع عدم التركيز على فكرة العقاب، وذلك لأن العقاب يأتي من منطلق الغضب ولكن العواقب تأتي من منطلق تصحيح السلوك الخاطئ،
_يجب عليك أن تحاولي اكتشاف السبب الحقيقى وراء كذب طفلك، وهل يكذب طفلك عليك كنوع من اللعب أو الخيال، أو كنوع من التفكير والتخطيط.
- _لا تتسرعي في إلصاق التهمة بولدك قبل أن تتأكدي؛ لأن هذا سيضعف من موقفك التربوي لطفلك، والاتهام العشوائي يشعر الطفل بروح العداء والكراهية نحو والديه.
_استخدام الألعاب والقصص التي تثبت أهمية الصدق، ومصارحته أننا بهذا نريد مصلحته ولا نقصد جرح مشاعره.
الأهم انكما لاتكذبان أمامه، عندما يطرق الباب أو الهاتف، لا تطلبان منه أن يكذب، عندما تتحدثون معه لا تكذبون وان كان صغيرا، فصغير اليوم كبير غدا.
اجعلي علامة خاصة بينكما وقولي له أن الكذب له رائحة، وان كذبت عليك أن تغسل فمك وتطهر ثيابك. فهذا درس في نظافة اللسان. الكذب وتصوير المواقف الملفقة أمام الأطفال حتى لا يحاولوا محاكاة ما يفعله الأهل بهذه الطريقة الخاطئة.
_عدم الاستخفاف بكلامه، ومواجهته.
_عدم نعته بالكاذب.
_محاولة إرشاده، وتجنب تعنيفه.
_عدم إخافته ، وتعزيز ثقته في نفسه.
_تقديم الاحترام له حين يقول الحقيقة.
_إشعاره بأنه سيفقد ثقة الأهل إذا استمر بالكذب.
بعد هذه المقدمة نلفت النظر بشدة إلى أن الأهل يمكن أن يكونوا مدرسة الكذب التي يتعلم منها الطفل هذه العادة السيئة، حين يقترفون الكذب فيما بينهم، ويخلفون الوعود، فيفقدون الصدق أمام الأبناء، ويصبح الكذب عادة لدى االصغير والكبير داخل المنزل الواحد بقدوة الأب والام.
اضافةتعليق
التعليقات