كم مرة تردد الشهادة الثالثة (اشهد ان علي ولي الله) في اليوم؟، كم مرة تنادي يا علي؟ في كل هم وغم ينجلي يصرخ القلب بهذا الاسم، هذه الكلمة اصبحت العلامة الفارقة بين الشيعي وغيره، لو سألنا انفسنا ما مدى تطبيق هذه العبارة على حياتنا العلمية والعملية؟ كيف ستكون الاجابة؟.
نتعرض الى الكثير من المواقف والازمات في الحياة على مستوى الاخلاق والعمل، والبعض من هذه المواقف قد تخرجك من دائرة الانسانية والرحمة التي يحملها هذا الدين الاسلامي العظيم بكل ما فيه من العمل الحسن والسنة الحسنة، فعندما يصدر منك عمل سيء كان اسوء من غيرك لقولك (اشهد ان علي ولي الله)، وعند اقترابك من الحرام والجهر به كان اكثر جرما من غيرك لكونك تنتمي لمولى لم يقترب حتى من الشبهات او المكروهات فكيف اذا كان العمل حراما!.
بينما يعيش اليوم الموالي حالة من المغريات التي تعرض عليه والحرب الناعمة والشبهات التي تظهر بين الحين والاخر وقد تنتهي الشبهات الى ضياع الهوية العلوية، ويلتبس الأمر عند البعض ويسأل هل انت من اتباع الامام علي (عليه السلام)!.
ففي زمن الامام علي (عليه السلام) كانوا أصحابه ومواليه قمة في الورع والزهد والانسانية، وخير دليل ما حمله التاريخ لنا من حكاية الامام علي مع من غير ديانته، مع اليهود، واهل الكتاب، بعيدا عن جانب حياتهم العملية، فلم يتجرأ احد ان يتحدث عن قنبر خادم الامام علي لحسن خلقه والتزامه في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، واداء الواجبات بصورة تليق ان يكون مواليا، وإن شاهد شيء لا يرغب فيه تكلم معه، كما نقل ان قنبر كان يكلف من قبل الإمام
(عليه السلام) بتنفيذ أوامره، فقد ورد اسمه في الشعر المنسوب لأمير المؤمنين (عليه السلام): لما رأيت الأمر أمرا منكرا *** أوقدت ناري ودعوت قنبرا.
فلماذا الموالي اليوم يتعرض الى الكثير من الازمات وقد ينتهي عند أول ازمة اخلاقية، الجواب لأن الموالي اليوم يهتم بالمظهر الخارجي (الستايل) وعدم الاهتمام بالجوهر الداخلي ويكتفي بالقليل وإن كان على حساب العمل الجيد، المعروف أن الغير يلتزم بأوقات الصلاة، يؤدي الامانة والدليل هو في موسم الحج لا تبقى المحلات التجارية واسواق الذهب مفتوحة في وقت الصلاة ولكن هل طبقت هذه في اسواقنا، تؤلمني هذه الكلمات، وكأن الشيعي اليوم هو المسؤول عن الخراب في العالم، لماذا ينظر العالم الى الشيعي بسلبية وبغير ايجابية.
نملك الكثير من الطاقات الايجابية من الذين ينتمون الى مذهب الامام علي (عليه السلام) ولهم دور كبير في اصلاح المجتمع العربي بصورة عامة بغض النظر عن المفسد، كما في الحديث: إنّ شيعتنا مَن شيّعنا، واتّبع آثارنا واقتدى بأعمالنا.
اضافةتعليق
التعليقات