بعض الطرقات تُنزل عليك شيئاً من الالهام وتسقيك من فيض التأمل والتساؤلات، وقد توصلك الى باب معرفة سواء بصدفة او بغاية، لتسمح لك بخوض تجربة فريدة توصلك الى فهمٍ بطريقة جديدة.
كانت رحلة أُسبغت على قلوبنا شيئاً من الدفئ بحضرة أمير النحل، برفقة كوكبة من الصحبة الطيبة التي أفاضت عليّ فيض مناغاة كلام أمير المؤمنين حيث اخترنا من كتاب 5000 حكمة للإمام علي وبدأنا أرقاماً عشوائية يعبر كل رقم من الأحاديث عن رسالة روحية من الإمام، هكذا كنا نعتقد ولدينا يقين باعتقادنا حتى أحطت رحالنا على الرقم الأول الذي حوى حديثا فيه رمزاً لم نفهمه عندها كررناه لأكثر من مرة وحارت تفاسيرنا القاصرة على أن نبلغ كنهه فقررنا بعد العودة أن نبحث فيه علنا نصل إلى معنى يأخذ بيدنا الى تفسير ذلك الحديث.
ثم بعد عودتنا قررنا أن نعقد جلسة خاصة بهذا الحديث، قمنا بتقسيم المهام حسب إختيار كل واحدة بأي مجال تبحث وتأتي بتفسير للحديث، وعند اجتماعنا في الجلسة الحوارية الخاصة للنهل من معارف أمير المؤمنين علي عليه السلام بدأنا بقراءة الحديث (الجاهل إذا جحد وجد وإذا وجد ألحد).
ثم دار الحوار حوله بدءاً بتعريف الجاهل لغوياً، والبحث عن صفاته في الأحاديث الشريفة.
ثم عرّجنا على معاني الكلمات الباقية التي وردت بالحديث (جحد، وجد، ألحد) فكان لكل كلمة منها أكثر من معنى لغوي واحد.
فمن معاني جحد التي وردت باللغة هي قلة خير الرجل لبخل أو فقر أو اذا ضاق واشتد العيش،
واحدى معاني (وجد) التي ذكرت هي بمعنى حزن أو أحب الشيء كثيرا وتأتي بمعنى ظفر بالشيء وعثر عليه.
أما ماجاء في معنى (ألحد) قالوا: ألحد السهم عن الهدف أي عدل عنه وألحد فلان أي عدل عن الحق وأدخل فيه ما ليس منه.
ولنحصي الفائدة أكثر جمعنا بين معاني الكلمات ودعمناها بأحاديث شريفة أخرى وردت عنهم فضلا عن آيات القرآن الكريم التي تشترك معها في المعنى، فممكن أن نقول بأن الجاهل إذا قل خيره من بخل أو فقر وضاق عيشه حزن لذلك وساء ظنه بربه فعدل عن الحق..
أو انه انكر فضل الله عليه وترك الحق وظفر ببهارج الدنيا التي ركض وراءها فأحبها وتعلق بها فمال عن الحق وطعن به غافلا فرحا ظنا منه انه حصل على ذلك دون قدرته تعالى متناسيا انه تعالى يمهل خلقه ويختبرهم بالنعم.
فمن خلال معرفة معاني الكلمات اللغوية والاطلاع على الاحاديث الواردة بهذا المعنى نستطيع الوصول لعدة معان يحتملها الحديث، فنزداد معرفة وفائدة من التدبر والسبر في أغوار كلام أهل بيت النبوة الذي فاق عقول سائر الخلق..
فما أحلى أن نجتمع وننهل من علوم ومعارف تحيي العقول..
اضافةتعليق
التعليقات