اجتاحت التّكنولوجيا حياتنا بشكلٍ يصعبُ الاستغناء عنها على الأطفال، وهناك تأثير إيجابي وسلبي لاستخدام التكنولوجيا من قبل الأطفال وهي كالتالي:
التّأثيرات الإيجابيّة:
تنحصر تأثيرات التّكنولوجيا الإيجابيّة في كسب المعرفة والمهارات، وتتقيّد بشروط يجب الحرص عليها ليحصل طفلك على كلّ فوائد التّكنولوجيا، ومنها: 1_رقابة مستمرّة من شخصٍ بالغ أثناء استخدام طفلك للتّكنولوجيا.
2_تحديد أوقاتٍ معينة، بحيث لا تتجاوز السّاعتين في اليوم.
3_الحرص على ممارسة طفلك للرّياضة بعد استخدام التّكنولوجيا للحدّ من آثارها على الظّهر والرّقبة، نتيجةً للجلوس لفتراتٍ طويلة.
التّاثيرات السّلبيّة:
يُعدّ الأطفال الحلقة الأضعف فيما يتعلّق بالتّكنولوجيا، فهم علِقوا مع الكبار في دوّامة التّكنولوجيا، وأُرغموا على أن يُدمنوها من دون أخذ مخاطرها وآثارها الجانبيّة بعين الحُسبان، والّتي تتلخّص في ما يلي:
1_السّمنة: لم يعُد الأطفال في وقتنا هذا يهوون اللّعب والمرح والرّكض في الخارج، ولم يعُد الأولاد يمارسون مباريات كرة القدم وبطولاتها كما عهدناهم في السّابق، ونادراً ما نسمع أصوات الصّغار يضحكون ويلاحقون بعضهم في الحدائق والسّاحات، فانحصر لعبهم ومرحهم في عزلةٍ مع ألعابهم الإلكترونيّة الّتي طغت على حياتهم، حيث أصبحت أريكة غرفة الجلوس حديقتهم ومكان لعبهم، فيقضون يومهم بالسّاعات جالسين من دون حركة، ممّا يؤدّي إلى إصابتهم بالسّمنة، والّتي تعدّ مرض العصر.
2_العزلة والتّوحّد: تدفع التّكنولوجيا الأطفال إلى الانعزال والوحدة، فتجد أفضل صديقٍ لدى طفلك شاشة التّلفاز، ممّا يحدّ من علاقاتهم الاجتماعيّة، وتعمل على إنشاء جيلٍ أُمّيٍّ بما يتعلّق بالثّقافة الاجتماعيّة، كما وجدت الدّراسات بأنّ الأطفال دون سن الثّانية والّذين يقضون السّاعات أمام شاشات التّلفاز أكثر عرضةٍ للإصابة بمرض التّوحّد من غيرهم.
3_أضرار على النّظر: بقضاء السّاعات أمام شاشات التلفاز أو شاشات الحاسوب، وبالتّعرّض المستمرّ للأشعّة المؤذية المنبعثة منها، تتعرّض أعين الأطفال وأجسامهم بشكلٍ عامٍ إلى أذىً كبير، من ضعف النّظر إلى تحسّس العين، ممّا يؤدّي إلى الاستعانة بالنّظّارات الطّبيّة.
4_ ظهور السّلوكيّات السّلبيّة: نظراً لكثرة الألعاب العنيفة، والبرامج التّلفزيونيّة الّتي تحلّل العنف والضّرب والمصارعة، وغيرها من السّلوكيّات الّتي قد تعلق بأذهان الأطفال، وتحبّبهم بها من دون رقابة أهاليهم، فقد ينشأ جيلٌ متشبّعٌ من هذه السّلوكيّات السّلبيّة، فترى الطّفل يضرب أخويه ويتمرّد على والديه، ويهمل دروسه وواجباته تقيّداً بنجمه المفضّل في برنامجٍ ما.
أثر التكنولوجيا على قدرة الأطفال على التفكير: أظهرت العديد من الأبحاث بأن للتكنولوجيا آثار إيجابية وأخرى سلبية من حيث قدرة الأطفال على التفكير، فهي لا تؤثر فقط على طريقة تفكيرهم بل تؤثر أيضاً على طريقة نمو أدمغتهم وتطورها، حيث يؤكد الكاتب التكنولوجي نيكولاس كار على قدرة القراءة على رفع مستوى التركيز والخيال في الدماغ، وبالمقابل على قدرة التكنولوجيا على تحفيز الدماغ على تفحص المعلومات وتخزينها بسرعة وكفاءة عاليتين، مع التركيز على أن نوعية التكنولوجيا التي تقدم للأطفال وطريقة تقديمها لهم هي ما تجعلها ضارة أو نافعة لعملية تطور التفكير لدى الأطفال، خاصةً في السنوات الأولى من حياتهم.
أثر التكنولوجيا على النمو الحسي للأطفال:
يمكن أن يتعرض الأطفال الذين يفرطون في استخدام التكنولوجيا وألعاب الفيديو للعديد من المشاهد العنيفة التي تتسبب في رفع معدل الأدرينالين ومستويات التوتر لديهم، وذلك لعدم قدرتهم على تمييز حقيقة ما يشاهدونه، حيث أظهر الأطفال الذين يشاهدون الكثير من العنف عبر وسائل التكنولوجيا المختلفة ارتفاع في معدل دقات القلب بالإضافة إلى مستويات التوتر العالي للنظام الحسي.
اضافةتعليق
التعليقات