تأكيدا لقول الامام الصادق (عليه السلام): عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير، ولأنهم الأداة العاملة التي تُحدد ما اذا كان البُنيان سيستقيم أو لا، تبنَّت جمعية المودة والإزدهار للتنمية النسوية في محافظة كربلاء المُقدسة برنامجاً طويل الأمد حول بناء الشخصية الناجحة وفق المعايير التي حددها الأسلام المُحمدي والمنهج العلوي، يستهدف شريحة الفتيات الشابات بشكل خاص، حيثُ يُركز الضوء على أهم عوامل بناء الشخصية وطرق بناءها ومواجهة نقاط الضعف وكيفية التخلص منها بالوقت الذي يُدعَّم نقاط القوة وإستغلال أهم الفرص المُتاحة..
وكان هذا البرنامج قد خُطط له ليكون في أيام العُطل الصيفية من أجل تفرغ أكبر شريحة مُمكنة من الفتيات وبالتالي تتحقق الإستفادة القصوى لهم، ولهذا فقد إنطلقت في هذه العطلة الصيفية دورة (بوصلة التوازن) ولمدة اسبوعين والتي قدمتها مروة ناهض، حيثُ كانت تدور محاورها عن كيفية تحقيق التوازن في مجالات الحياة السبعة من أجل أن يرتقي الفرد نحو النجاح وتحقيق سمات الشخصية الناجحة، بعد أن يعرف أن حياته تتمحور حول سبعة أبعاد لابد ان يُحقق فيها التوازن حتى يتمكن من السيطرة على يومه بفعالياته المُختلفة، وهذه الأبعاد هي:
١- البعد الروحي
٢- البعد الشخصي
٣- البعد العائلي
٤- البعد الأجتماعي
٥- البعد الصحي
٦- البعد المهني
٧- البعد المالي
إن العمل على تحقيق حالة من الإعتدال (الوسطية) في حياة الفرد حيثُ (لا إفراط ولا تفريط) هي حالة صحيَّة منشودة في سيرة الناجحين ولكن قبل تحقيق هذه الحالة لابد من إدراك أهميتها وكيف إنها المسؤولة عن إدارة الذات حينها فقط سيتمكن الفرد من تحقيقها ..
هذا وقد ركزَّت الدورة على توضيح ماهو التوازن؟ وماهي أهميته في حياتنا؟
وتشخيص أسباب عدم تحقيقه والمشاكل التي تنجم عن غيابه وطُرق علاجها وكيف يمكنني النجاح في جعل حياتي مُتوازنة.
وكذلك التعرف عمليا لروايات أهل البيت (سلام الله عليهم) التي تُساعدهم للوصول لحالة مُعتدلة فكرياً وعملياً وسلوكياً ..
وقد أشادت الفتيات المُشاركات بمحتوى الدورة وأيضاً الموضوع المُنتخب حيثُ إنهم لم يدركوا سابقاً أهمية التوازن في حياتهم وجاءت آراء البعض منهن كآلاتي:
قالت إحداهُنَّ: إنها لم تكن تدرك هذا الجانب واهميته في حياتها وانها تعلمت كيف تحققه وستعمل على تحقيقه لما رأت من أهمية له في تحقيق أهدافها ..
وأوضحت الأُخرى: تعلمتُ كيف أجلس مع نفسي وأُفكر بصورة اكثر دقة وكيف أُحاول جعل عجلة حياتي متوازنة ونبهتَّني لأهمية الأخلاق في حياتنا وكيف إنه هو الربح الحقيقي للأنسان..
بينما وضحت إحداهُنَّ قائلة: أجابت هذه الدورة عن كثير من الاسئلة التي كانت تدور في فكري وعلمتني كيف أكون اكثر إنضباطاً في حياتي وأسعى دائماً لأكون متوازنة حتى أُحقق النجاح الذي أريد..
وأسترسلت أُخرى قائلة: جعلتني أنتبه لايجابياتي واعمل على تحسينها وأُحدد سلبياتي وأحاول التخلص منها قبل أن تصبح عندي عادة من الصعب التخلص منها، علمتني كيف أُنظم وقتي من خلال تنظيم أولوياتي، وكيفية التخطيط لمستقبلي وتحقيق أهدافي من خلال جعل حياتي متوازنة.
وأما آراء البقية فقد كانت لا تخرج من هذا النطاق ومن دائرة الهدف الذي كانت تصبو اليه الدورة:
وهو كيف نوقظ حس المسؤولية في عقول فتياتنا بأنهنَّ قوة المستقبل ولا يمكن النجاح في شيء مالم يتم تحقيق التوازن في ايامنا واهتماماتنا..
جدير بالذكر أن جمعية المودة والازدهار النسوية تهدف الى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها واعداد العلاقات التربوية الواعية التي تُعنى بشؤون الاسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واع وتسعى الجمعية لتحقيق اهدافها عبر اقامة المؤتمرات والندوات والدورات واصدار الكراسات واعداد البحوث والدراسات المختصة بقضايا المرأة والطفل.
اضافةتعليق
التعليقات