من الواضح عدم التزام الناس بتجنب ما هو مضر وخطير كالتدخين مثلا، على الرغم من التحذيرات الكثيرة من مخاطر الإصابة بالأمراض الخطرة والتي غالبا تؤدي إلى الموت جراء التدخين، تشير دراسات طبية إلى أن نحو مليار انسان مدخن حول العالم، هذا وان الكثير منهم بالغين، عاقلين، ومثقفين أيضا، كذلك الحال بالنسبة لأطفالنا يخالفون اوامرنا ونواهينا بشكل دائم... تساؤل يطرحه الاباء والامهات هل من شأنهم ان يقلقوا حيال عدم امتثال اطفالهم لأوامرهم؟
معارضة إرادة الآخرين من قبل الأطفال يعد أمر طبيعيا صحيا في كثير من الأحيان وضمن ظروف معينة عند الأطفال العاديين، كذلك سوء التصرف يعد طبيعي في حال لم يتجاوز الطفل السنة الثالثة من العمر، ولم يكن سلوك التمرد والعناد متعمد لديه.
أما اذا كان العكس فهو غالبا ما يكون السبب بالدرجة الأولى طرق التعامل الخاطئة مع الأطفال من قبل الوالدين والمقربين!
أسباب التمرد والعصيان عند الأطفال؛
اولا؛ غالبا ما تكون نفسية الطفل مضطربة بسبب الخلافات والمشاكل العائلية بين الابوين فيطلع على عيوبهم واخطائهم في سن مبكرة فلا يعود ينظر إليهم كقدوة حسنة ولايستجيب لأوامرهم ونواهيهم وينتهي به الأمر إما إلى الكآبة والإحباط أو التمرد والعصيان.
ثانيا؛ التفرقة بين الأخوة من قبل الأبوين والمقارنة بينهم كإظهار محاسن الآخرين ومقارنتها بأفعاله السيئة، فإحساس الولد بنفسه ونظرته عن ذاته وتكوينها يأتي من طرق التعامل معه، فأن اشعرته انه ذكي وطيب ومحبوب وذو أهمية فأنه سيكون عن نفسه فكرة انه كذلك ويظهر على سلوكياته، وان عاملته بالعكس بقلة صبر تنهال عليه باللوم والتوبيخ ليل نهار تشعره بالفشل وأنه لا جدوى منه، تقارنه بالآخرين فأنه سينشأ على ذلك ويكون فكرة سيئة عن نفسه.
ثالثا؛ طرق التعامل الخاطئة مع الأطفال من قبل الوالدين، منها أن الطفل يفتعل حالة التمرد والعصيان لكي يحصل على ما يرغب به فيلجأ إلى البكاء والصراخ والعصيان والمقاطعة والإضراب... وفي كل مرة يتنازل الابوان ويستجيبوا لطلباته فيكون الرابح ليخسر الابوان سيطرتهم عليه، وبالنتيجة ينشأ الطفل على هذه الحالة حتى يصبح عصبي غضوب وعنود وتكون حالة التمرد والعصيان جزء من شخصيته.
طرق علاج التمرد والعناد عند الأطفال لكل الحالات
اولا: تغيير طرق التعامل مع الأبناء بتبديل أسلوب توجيه الأوامر، فبدل من أن تطلب إلى طفلك المشاركة في شؤون البيت او ترتيب اغراضه بأسلوب الأمر وبنبرة صوت مرتفعة وملامح قاسية، اطلب منه ذلك بأسلوب الرجاء مستخدما كل ماهو جميل ولطيف من المفردات ثم ساعده على ذلك سيكون مستمع بالعمل الجماعي..
ثانيا؛ تخلى عن النواهي الكثيرة التي تزيد من عناد الأطفال وتجعل منهم لا يمتثلون، بوضع برنامج اسبوعي مخطط له، مثل كتابة قانون ينص على ماتتفقون عليه من قواعد انت وطفلك وارفق معه قاعدة المكافآت لتكافئه في حال امتثاله، وقاعدة العقوبات في حال عدم امتثاله، ولا تنسى أن تجعله مبسط في بداية الأمر حتى يعتاد، سيساعده ان يكون منظم ويعزز لديه الشعور بالمسؤولية فكما يقول علماء النفس ان مبدأ الثواب والعقاب دواء تربوي من شأنه بناء شخصية قوية للطفل وهو الأصل في بناء المجتمع والأفراد.
واحرص على غرس المفاهيم الصحيحة في طفلك بأفعالك قبل لسانك وبطرق ذكية مبتكرة حتى لا تثير فضوله لممارسة ما نهيت عنه كما هو الحال في المثال أعلاه، لعل النهي الكثير عن التدخين على علب السجائر جزء من الدعاية لاقبال الناس عليها (فكل ممنوع مرغوب).
اضافةتعليق
التعليقات