طريق سرت فيه ووجدت نفسي بين الدمعة الساكبة واللطمة، هنا كانت حسرات في قلبي تدمى لها العيون وتقرح الجفون.
عندما تسير في هذا الطريق تتذكر تفاصيل قصة مرت عليك وكل سنة تعود لتعيش لحظاتها، فكل خطوة تمشي رجليك لها تعني عبرة وموعظة، فيا لها من عبر ومواعظ وحكم تحيكها في مخيلتك البالية.
في هذا الطريق تجد من يواسيك من يحمل عنك، من يفقدك، من لا ينساك،، ولما تضيع يبقى يبحث عنك يلتفت إليك كل ثانية لكي لا تضيع من بين يديه.
هكذا هي لحظات الطريق وعمره الذي بدأ يدون حكايا هذا الوقت، هنا وقفت ثواني لما سمعت من أصوات تلك المواكب التي تنادي بإسم سيدتي ومولاتي زينب عليها السلام، وهناك يقول الناعي (انا زينب اليسألون عني سليت المصايب ماسألني).. وإلى اخر ما قاله.
هنا دمعت عيناي وذهبت مخيلتي إليها وبدأت بالأسئلة التي تراودها؟
حينما ينادي صاحب الموكب بعبارات هلا بالزاير هلا.. وتفضل عدنا يا زاير.. واستريح يمنا يا زاير.. وكل شيء موجود عدنا، وهكذا رددت شعارات أخرى والكل كان يرحب بنا..
لكن وقفت قلت سيدتي انت جئت من هذا الطريق لكن لا أحد هناك، قد تعثرت بخطواتك في الطريق ووقعت ولم يكن أحد يساعدك!.
ونحن اليوم يدللون بنا لماعبرنا بجانبهم وبذكر أسمك يقولون لنا ما هذا العطاء سيدتي؟ وما هذا الصبر الذي لكي؟
سيدتي كم كان لديكِ من الصبر لتتحملي مشاق الطريق، وتعب الفراق واللوعة والألم؟!
سيدتي وأنا أسير في الطريق اتذكر كل لحظة مرت عليكِ أتصورها في مخيلتي واسكب دمعاتي لمواساتك.
سيدتي لم تهدأ انفاسك التي غطّاها رَماد الخِيام، لم تعالج تلك الأقدام التي لامست حسكَ السعدان فآه آه يامولاتي.. ياحسرتي عليكِ ياسيدتي.
هناك كنت أرى الأطفال يتسارعون للقاء لا أعرف ماذا يرون؟
لكنهم سيدتي لم يضيعوا من أهليهم ووجدت نفسي بين رقية وسكينة عليهم السلام، دموعي حيرى تبكي عليكِ ياسيدتي تندبكي وتجري دموعها، آه على مصابك، وها هنا وصلنا لطريقك لنلتقي بمحبوب ومعشوق الملايين لننادي:
لبيك ياحسين يامظلوم.. لبيك ياسيدي ومولاي.. لبيك ياحبيب قلوب الملايين.. فالحياة معك جنة وبعدها نار.
كم كان لطريقي قصص وعبر استفدت منها.. كم كانت هناك صور واثار بقيت في افكاري عالقة، لحظات اتذكر فيها ماجري على أهل البيت عليهم السلام واندبهم بدموعي وجزعي لعلي اوفي بلحظة واحدة.
وانتهى طريقي بالوصوك لسيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين عليه السلام.
اضافةتعليق
التعليقات