كان لأحد المزارعين مزرعة في غاية الجمال، والحنطة في هذه المزرعة كانت أفضل من بقية الأراضي من حيث الشكل والطعم، في يوم من الأيام شاهد المزارع بأن هناك آثار التخريب في جانب ما من مزرعته ورأى الثعلب وعرف بأن الثعلب وراء هذا الخراب حينئذ حقد على الثعلب وأخذ يفكر ماذا يعمل به، بعد ذلك نصب له فخاً وجعل بعض التبن على ذيل الثعلب وأحرق التبن، ركض الثعلب المسكين كي ينجو ويطفئ النار، لم تمضِ دقائق واحترقت المزرعة بالكامل لم يبقى أثر من تلك المزرعة الجميلة التي كانت يضرب بها المثل حيث تبدلت إلى خراب..
كل فرد فوق هذه المعمورة مسؤول عن مزرعته وعليه أن يقدم أفضل ما لديه، لذلك يحثنا الدين الحنيف وأئمتنا الأطهار على الإبتعاد عن هذه الآفات، حيث يقول مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: إحترِسوا مِن سَورةِ الجَمْد والحقد والغضب والحسد، وأعِدُّوا لكلّ شيءٍ من ذلك عُدّةً تجاهدونه بها من: الفِكْر في العاقبة، ومَنعِ الرذيلة، وصلاح الآخرة، ولُزوم الحِلْم »*1.
ويقول: سببُ الفتنِ الحقد *2.
لو نلاحظ جيداً نجد إن الحقد آفة تأتي بكثير من المشاكل حيث تشعل نار الحسد والهجرة في نفس الإنسان، ويدفعه للانقطاع عن الشخص المحقود، ويبدأ بالتكلم عنه ويقع في دائرة المعاصي: يكذب ويتهم، ويتكلم بسوء ويهتك حرمة الآخرين، ويظهر عيوبهم، يشمت بهم ويفرح اذا أصابه من البلاء، ويشعر بالسعادة عندما يرى عثرات وهفوات ذلك الشخص حيث يصغر مقامه ويمنع بعض حقوقه كقطع صلة الرحم فيكون أبعد الناس شبها ًمن رسول الله صلّى الله عليه وآله حيث قال: «ألا أُخبِرُكم بأبعدِكم منّي شَبَهاً؟»، قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: «الفاحشُ المتفحّش البذيء، البخيل المختال، الحقود الحسود»*3.
علاج الحقد:
-عن طريق الإيمان بالله واتباع الهداية الإلهيّة والاستعانة به.
-وضع النفس في مكان الآخرين كي يشعر الانسان بما يشعرون.
-الابتعاد عن التدقيق في جزئيات الأمور وأن يترك الانسان التوافه والتدقيق في كل صغيرة وكبيرة بل يكون مرحاً كي يرتاح.
-الابتعاد عن العتاب الزائد كما قال الإمام عليٍّ عليه السلام: «إحتَمِلْ أخاك على ما فيه، ولا تُكثرِ العتاب، فإنّه يُورِث الضغينة»*4.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: إحصدِ الشرَّ مِن صدر غيرِك بقَلْعهِ من صدرك»*5.
-مساعدة الآخرين في الشدائد كما قال أمير المؤمنين سلام الله عليه: «عند الشدائد تَذهب الأحقاد».
-أن يعرف المرء بأن الحقد طريق الخسارة حيث يخسر الانسان الشخص الذي يحقد عليه ويخسر الآخرين لما يصدر منه من السوء.
الحقد هو آفة الجمال مهما يكون الشخص جميلاً سيكون أقبح الناس عندما يعاني من الرذائل الأخلاقية حيث يغير الشكل الظاهري مهما بلغ جمال الانسان ويحرق المزرعة بوحشية، سنمكث في هذه الدنيا لأيام ياترى كيف نتعامل مع هذا الثعلب في مزرعة وجودنا وحياتنا؟.
اضافةتعليق
التعليقات