قال رسول الله (ص): ألا أنبئكم لم سمى المؤمن مؤمنا لائتمان الناس إياه على أنفسهم وأموالهم ألا أنبئكم من المسلم، المسلم من سلم الناس من يده ولسانه ألا أنبئكم بالمهاجر، من هجر السيئات وما حرم عز وجل*١.
جميل أن يتحلى المؤمن بهذه الصفات ويصمت ويتكلم الآخرين عن افعاله الحسنة هنا وهناك كما يشهد بعض المقربين من هذه السيدة الجليلة على صفاتها الحسنة هذه العابدة التي تحملت أذى الفراق والغربة بعد التهجير من كربلاء المقدسة، فتقول إحدى القريبات إنها كانت صبورة جداً والحلم من ابرز صفاتها وكانت توصينا دائما بأن نتحلى بالصبر والحلم، لم تتكلم على أحد بكلام السوء وكانت في حذر دائم على تصرفاتها وكلماتها، اذا كانت تشعر بأن هناك خطب ما كانت تعتذر حتى وإن لم تكن هي السبب حفاظاً على كيان العلاقات ومن يعتذر أولاً فقد يظهر بأنه صاحب سمو واخلاق الرفيع حيث يهمه أمر الآخرين، فقد كانت تبتعد عن الكلام الزائد حيث انه من صفات المتقين ولا تحب أن تتكلم على الآخرين بسوء.
كانت عابدة ومحافظة على المستحبات وتسقي شجرة الإيمان بصلاة الليل ومناجاة الله كانت تختم القرآن كثيراً وتهدي ثوابها إلى حضرات المعصومين عليهم السلام، ومحبة لأهل البيت عليهم السلام خصوصاً امير المؤمنين عليه السلام.
منذ بداية طريقها عرفت بالزهد والعبادة وسباقة إلى الخير عندما كانت تسمع هناك مشروع لبناء المساجد والحسينيات كانت تشارك ولو بشيء جزئي فيقول مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام: لاَ تَسْتَحِ مِنْ إِعْطَاءِ الْقَلِيلِ، فَإِنَّ الْحِرْمَانَ أَقَلُّ مِنْه.
كانت ذات إرادة وهمة عالية كما قال أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام: يطير المرء بهمته كما يطير الطائر بجناحيه. الهمة والعزم يصنعان المستحيل مع كثرة أشغالها كانت تقضي ساعات طويلة على التأليف ومطالعة الكتب من أبرز مؤلفات التي ورثت:
1/الأخلاق
2/المحاضرات
3/لقاء الموعود
4/من كلمات الإمام العسكري عليه السلام
5/من كلمات الإمام الحسين عليه السلام
6/نبذة عن حياة المعصومين عليهم السلام
7/خلفاء السقيفة في محكمة التاريخ
8/أحاديث ومعجزات المعصومين عليهم السلام.
وهكذا سترت نفسها من النار فقد قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (إذا مات مؤمن وترك ورقة واحدة عليها علم كانت تلك الورقة ستراً بينه وبين النار، وأعطاه الله بكل حرف عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرات).
الرحيل يهمس باستمرار في أذن الأحياء إستعدوا فأنا في طريقي إليكم، بما إن الموت في طريقه إلينا ياترى ماذا فعلنا لتك الرحلة التي هي أصعب وأطول الرحلات وتحتاج إلى زاد التقوى
والخير، يوماً ما سيقال مات أو ماتت ماذا قدمنا لآخرتنا وماذا تركنا وراءنا في دار الدنيا؟
هل هي أموال ومكتنزات أم أسمى وأرقى....
فخير ما يترك الإنسان في دار الدنيا كما قال رسول الله (صلـى الله عليه وآله وسلم): إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ مـن ثلاث صدقة جارية أو كتب علم يُنتفع بها أو ولد صالح يدعو له.
تركت هذه العابدة الجليلة صدقة جارية وكتب في فضائل أهل البيت والأخلاق وذرية صالحة تدعو لها على الدوام ورجعت إلى ربها راضية مرضية...
هم ذاهبون ونحن بهم لاحقون فماذا نتعلم من أهل العلم والتقوى الذين تزينوا بأخلاق سادتنا الأطهار وكانوا لنا خير مثال في هذا الزمن بالتحديد، كيف نلبي نداء الرب؟.
اضافةتعليق
التعليقات