شعورك بوجود أجنحة بين جنبيك يحركها خفق قلبك فتبدأ بالطيران لبرهة من الزمن، ما هو إلا نتيجة روحية تشعر بها بعد عطائك.
(كلنا كرماء بالفطرة حتى نعطي باليد اليسرى فنبخل)، في هذا المقال لا أريد أن أتحدث عن العطاء نفسه وأنواعه وما فيه، لأننا لا نولد بخلاء في حقيقة الأمر، بل نتغير بتأثير المجتمع وما نراه من مردود سلبي على عطائنا لذلك يتردد المثل (لا تسوي خير، شر ما يجيك) ويقابله آخر يظنون أن فيه رؤية إيجابية ألا وهو (سوي خير وذبه بالشط)، وغيرها من الأمثال الي بُنيتْ على تجارب غير منطقية أو عطاء لأشخاص لا يستحقون.
إن أغلب حالات الامتناع عن تقديم العطاء تكون نتيجة لعدم وجود اهتمام من الطرف الآخر بنوع العطاء ورده بالشكر وهذه الحالة تقود إلى الاحباط، وما دام من غير المنطقي أن نجبر الآخرين على الشكر، فنستطيع أن نغير وجهة نظرنا تجاه العطاء، وحسب وجهة النظر نستطيع أن نعطي تقسيم جدير بالاهتمام كونه يؤثر على الجانب المعنوي والمادي، فنقول هناك نوعين من العطاء:
الأول: عطاء باليد اليسرى وهذا العطاء يكون فيه التعامل أفقي، حيث تنتظر من المقابل أن يرده أو إذا ما صرتَ في نفس الموقف سيتصرف معك وفق طريقتك، هذا التعامل غالبا ما يؤثر عليك سلبا كون الأمر مبني على سقف التوقعات حيث ترسم توقعات على الآخر قد لا يستطيع تنفيذها أو ليست ضمن مبادئه، فتهدي نفسك للصدمة لأن تعاملك من البداية كان بخط أفقي مع الأشخاص فقط، وتتوقف عن تقديم أي خدمة للآخرين.
الثاني: عطاء باليد اليمنى وهذا يكون عمودي لله فتعطي للأشخاص في سبيل الله وهنا تتحقق طمأنينة داخلية بأن الله من سيعيدها إليك في الوقت الذي تحتاجه، وهنا لا تنتظر ردا من الأشخاص ولا يلازمك الإحباط، فالله يقول في محكم كتابه: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً)، فإنها تعود البتة.
هذا التعامل العمودي يرفعك أمام نفسك ويجعلك متواضعا للناس فضلا عن ذلك يهديك إلى السكينة فتكون معبأ لا يحويك فراغ التعامل بالمثل، والحقد. وما يترتب عليه من آثار سلبية.
فليكن عطاؤك باليمنى حتى لا يفنى عطاؤك.
اضافةتعليق
التعليقات