في ليل كل يوم تتكدس الذكريات فوق بعضها البعض لتحرق الأضلع بلهيب الأسى، لا شك في أن الاغلبية هذا ان لم يكن الجميع يجعلون من الليل غطاءا لأوجاعهم اليتيمة التي لو اباحت بها السنتهم في النهار لأبتلعتهم ظنون العالم او لتمكن منهم الغير ونالوا مبتغاهم، وهنا حتما ستكتب هزيمتهم بأقلام العقيق ليدونها تأريخهم ومن هذه الفقرة بالذات اتخذ اغلب البشر من الليل غطاءا لأحاسيسهم ولما تكنه صدورهم من مشاعر متعبة ومنهكة لأبدانهم!.
هذه الحياة ربما غير منصفة احيانا لكن الله تعالى منصف مع كل خلقه حتى الجماد!، إن جل جلاله الذي اهدى النفَس للأنف ليعيش الإنسان بكرامة هو الله ذاته من اعطى للجميع فرصة الليل ليحادثوا انفسهم وليستعيدوا منه قوة طاقة التحمل التي بذلوها نهارا في ضحكة أو ربما موقف استنزف كامل قواهم الحسية وبقوا على ما كانوا عليه من ثبات عميق، عميق كعمق البحر!.
ليس من المعيب ان يضعف المرء او يهزم او حتى ينسحب طالما هنالك وقتا كالليل يستطيع ان يتخذ منه وقودا ليضيء الظلام داخله...
إن تركيبة هذا الكون تصب جميعها بصالح الإنسان هذا إن اراد الإنسان ذلك حيث ان إستجابة الكون تتحد مع ارادة المرء فإن كان الإنسان لا يملك إرادة هنا سيتخلى الكون عنه تلقائيا لأن أي نظام لا يتعامل مع البائسين الذين يأخذون بأنفسهم صوب الهاوية غير مبالين بالوضع الذي هم عليه!.
في الوقت الراهن لا شيء بخير، جميعنا نحترق من الداخل لأمر ما وقد تتعدد الاسباب لكن وجعنا واحد لا تمييز فيه فمن الأفضل ان يعتاد كل فرد مع حزنه المدفون بين أضلعه وإلا سيهزم نفسه بنفسه ويعرض حاله للخطر أو ربما يضع عافيته على كف الموت بكل جنون مخيف قد يتسبب في موته حقا..
لا مشكلة لو أن الإنسان يُفعل موهبة التمثيل لديه امام الملأ ليظهر بكل قوة غير قابلة للتأرجح امامهم وحين يخلو مع نفسه يفعل ما يشاء ويمارس طقوس حزنه بأدق التفاصيل ليستعيد رباط جأشه..
على كل حال الحياة لا تنصف الضعفاء ولا تفرش الأرض بالورد لهم لأنهم فضلوا انطواء ذاتهم على تحررها من سجن احزانهم.
اضافةتعليق
التعليقات