احيانا نبني جدارا صلبا في علاقاتنا مع من نحب كي يكون هناك حدود لهذه العلاقات ولكن فجأة يتبدل هذا الجدار الى مسافة تبعدنا عن احبتنا الاف الأميال ونحن من كنا السبب في ذلك، بالطبع هناك حدود يجب ان يراعيها الانسان لأجل حياة افضل وعلاقات تدوم ولكن ليس مع الجميع لأن هناك أهمية كبيرة لصداقة الاب والام مع الاطفال وبسبب غياب هذه الرابطة سوف يحدث هناك حاجز منيع يتجه الابناء بسببه الى الاخرين ويبتعدون عن والديهم ولا يثقون بهم بسبب هذه الفجوة التي باتت تكبر يوما بعد يوم.
لذلك كانت لشبكة بشرى حياة استطلاع رأي حول هذا الموضوع مع شباب وكان سؤالنا كالتالي: لماذا يبتعد الشباب عن أهاليهم ويصبحون غرباء؟
فكانت الاجابة الأولى من سوسن محمد حيث قالت: في طبيعة الحال كل بنت ترجع الى امها لتتكلم عن اسرارها ولكن في بعض الاحيان تجبرنا الظروف ان نبتعد عن اعز الاشخاص لدينا بسبب امور منها عدم المحافظة على اسرارنا فكلما تكلمت مع امي سمعت في اليوم التالي هذه الأسرار من خالتي او جدتي فكرهت ان اتكلم معها لذلك بقيت هناك اسرار لم اتمكن من بوحها لها لأنها لا تستطيع ان تحفظ كلماتي التي أمنتها عندها فهذا امر مهم جعلني ابتعد عنها بعض الشيء واشعر ان علاقتنا ليست جيدة كما يجب ان تكون!.
واحيانا اشعر انها تصبح الطفلة وانا الأم حيث تتفاعل بسرعة وتصرخ بينما اطلب منها ان تحافظ على هدوءها ونتكلم ولكن لا تسمع لما اقول، اشعر ان هناك فرق كبير بيننا ولا انسجم معها...
بينما قال علي حسان: زرع والدي في نفسي بذور الغيرة والحقد ففي كل مرة كنا نجتمع في بيت الجد كانا يتكلمان معي ويقولان ألم ترَ ابن عمك كيف يتصرف بنضج ولكن انت لا تكترث لأي شيء، فصرت اكره هذا القياس وكلماتهم لأنهم لا يحترمون وجودي فأنا لست ابن عمي أو ابن خالتي لأتصرف مثلهم ربما أكون سيئا في بعض الأمور ولكن انا أيضا لدي نقاطي الإيجابية فأتمنى ان يفتخروا بي بدل تحقيري ومقايستي بأقراني!.
ولكن زهراء احمد طأطأت رأسها وفلتت اه كبيرة من بين اضلعها حيث قالت: يشعر والدي بأنني آلة تحت أيديهم يجب ان أسمع ما يقولون واتصرف كما يريدون و لبس كما يعجبهم، نعم قال ربنا: وبالوالدين احسانا. ولكن تغير الزمان ونحن خلقنا في زمن مختلف عن زمنهم فياحبذا يشعر الوالدان بأن هناك اختلاف ولا يطلبان ان نلبس تلك الملابس التي تعجبهم هم! اتمنى ان يكون لي حرمي الخاص لان ليس من حقي ان افعل ما اشاء يجب ان اتصرف كما يريدون ولكن كثيرا ما يدور في بالي سؤال ماذا اريد ان افعل هل باستطاعتي ان اقوم بعمل محرم ان حصلت على حريم خاص؟
اتمنى ان يكون لي خصوصية حيث اجلس بمفردي وافكر او اكتب خواطري ولكن انا تحت المجهر كأنني جاسوسة أو عميل سري لدى اسرائيل!.
قالت زينب محمد: تهددني والدتي على الدوام بأن اقول لوالدك ماذا فعلتِ كي تخيفني، اكره كثيرا ما تفعل خصوصا بعد ما ارى بعض صديقاتي يتكلمن مع امهاتهن عن كل شيء ولكن تحسبني امي اني لازلت تلك الطفلة التي تخاف من كل شيء، لا تشعر بأنني كبرت واوشكت على دخول الجامعة!.
انها تشعر بالغيرة من صديقاتي ولا تريد ان اجلس معهن وتريد على الدوام ان ابتعد عنهن حتى تغار من ابنة اختها، لماذا يجب ان اكون تحت تصرفها على الدوام ألا احتاج الى صديقات او فضفضة بنات؟
انها تشعر بالغيرة من كل شيء حتى موبايلي لا استطيع ان اجلس على جهازي كما اريد فكلما جلست قالت لي افعلي هذا وذاك.
وكان رأي الاخصائية في علم النفس زينب عادل: سيكولوجية المراهقة هي مرحلة العمر التى تتوسط الطفولة واكتمال الرجولة أو الأنوثة بمعنى النمو الجسمي، وفترة المراهقه تقابل مرحلتي التعليم الاعدادية والثانوية. وتعتبر هذه المرحلة من اهم مراحل النمو في حياه الفرد، حتى أن بعض العلماء يعتبرونها بدء ميلاد جديد للفرد، يشعر الفرد في هذه المرحلة بوجود مشاكل في علاقته مع الكبار خصوصا الوالدين ويسعى كي يحصل على استقلال ويتخلص من قيود الكبار لذلك يجب على الوالدين ان يحترموا احتياجات المراهق ورغباته كي يشعر بحبهم له ولا يبتعد عنهم فهذه الفجوة تستطيع ان تكبر وتكبر الى ان تهلك كل افراد الاسرة بالكامل.
خصوصا مع تطور العصر باستطاعة المراهق ان يحصل على مايريد من خلال الجهاز الذكي ويشبع غرائزه بطريقة او اخرى فدور الاهل مهم جدا لامساك هذا المراهق او هذه المراهقة بطريقة عقلانية وعاطفية في نفس الوقت كي يشعر بالحب والاطمئنان ولا يبتعد كثيرا.
فالجو النفسي للأسرة له أكبر أثر في نمو وثقة المراهق، فالذي يخرج من بيت تسوده الثقة والمحبة يكون احسن توافقا وفهماً لدور الأسرة وتكوين شخصياتهم من الذي يخرج من بيوت يسودها الخلاف العائلي.
يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:" لا تقسِروا أولادكم على آدابكم فإنّهم مخلوقون لزمان غير زمانكم "
اضافةتعليق
التعليقات