لقد صدق المثل القائل (الوقاية خير من العلاج)، فإن الابتعاد عن المرض بمراعاة قوانين الصحة أسهل وأسلم من مداواة الأدواء التي لاتصيبنا إلا لجهلنا وعدم مبالاتنا بتلك القوانين فعلى هذا يجب على سائر الناس أن يعرفو قواعد الصحة معرفة صحيحة وهذا هو الغرض من تسويد هذه الصفحات لتكون بياناً لتلك القواعد إلى الطرق المثلى لمعالجة الامراض كثيرة الوقوع.
هذا كان المدخل لكتاب نادي أصدقاء الكتاب الشهري، "سلامة الروح وراحة الجسد" وهو ملخص التجارب الصحية والغذائية للزعيم الهندي المهاتما غاندي.
كان المهاتما غاندي أول زعماء حركة استقلال الهند، وقد استطاع بشخصيته الفذة النادرة أن يقود بلده في فترة عصيبة من التاريخ السياسي العاصف.
مما أهله ليكون واحداً من قادة العالم الذين شغلوا مكانة مرموقة في ذاكرة البشرية خلال النصف الأول من القرن العشرين وما يزال أثره وتجاربه مثار إعجاب وتقدير العالم بأسره ، فهو جدير فعلاً باللقب الذي اطلقه عليه الهنود ، إنه بحق المهاتما أو الروح العظيمة الذي برد بمواقفه الإنسانية المشرقة ، وقدم أبرز الأمثلة على التضحية والايثار والوطنية الصادقة.
ليس مرادنا الحديث عن آثار ومآثر المهاتما غاندي الكثيرة، لكننا نريد أن نركز على تجاربه ونصائحه الصحية التي دونها في هذا الكتاب والذي دونه على فصول، ونشره في أخريات حياته، وقام أحد علماء الهند من المسلمين المخلصين للزعيم غاندي والمعجبين بأفكاره بتعريبه إلى اللغة العربية، وهوعبد الرزاق المليح آبادي، بعد ان التقى غاندي وطلب منه الإذن بتعريب الكتاب، لينشره بين قراء العربية، وكم بينهم من الملايين الذين استهوتهم أفكار غاندي الإنسانية والسلمية، ولا بدّ أن يكون لهذا الأثر الذي دونه غاندي موقعه الطيب لدى الجمهور العربي المعجب بسيرة غاندي ونضاله بل إلى كل ما كان عليه غاندي من الآراء الممتازة في القضايا الاجتماعية والثقافية بالإضافة إلى آرائه الطبية التي جربها بنفسه وتضمنتها هذه الفصول المقدمة بين يدي القارىء الكريم.
قدّم لنا غاندي في كتابه هذا دراسة للغذاء المفضل لديه ولمن يريد من البشر في اتباعه بهذه النصائح الذي كان هو أول من أخذ بها بذلك، إنه درس الطعام دراسة متأنية توافق بواعثه وغاياته المختلفة، حيث إنه في قرارة نفسه ينزع إلى النسك ويحتاج إلى الطعام الذي يوافق حياة النسك التي اعتادها، ثم هو يقول بالعودة إلى الطبيعة وهذه العودة تقتضي بساطة العيش والرضا بأبسط الأطعمة وأقلها حاجة إلى عناية الطباخ وتعدد التوابل واختلاف الألوان.
وجدير بالذكر أن نادي أصدقاء الكتاب أسسته جمعية المودة والازدهار لتنمية النسوية هادفاً إلى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات