• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سخطٌ بنّاء خيرٌ من صمتٍ يهدم

مريم حسين العبودي / الأثنين 29 نيسان 2024 / ثقافة / 1106
شارك الموضوع :

النوع الأول لديه صراحة تُرافقها سَماحة، فهو صريحٌ مُصحِح، لا يسكت عن الحق، ولا يتوانى في الدفاع عن نفسه

شاهدت قبل فترة الحلقة الأشهر لـ (بودكاست فنجان) على اليوتيوب، قدمّها (ياسر الحزيمي) وكانت تتحدث عن العلاقات الاجتماعية بمختلف أنواعها، بين التحليل والنصح والتطوير، وقد صادف بعد ذلك بأيام أن قررنا أنا وزميلات العمل أن نخرج سويةً في جَمعةِ غداء، هروباً من ضغط العمل ورغبةً في قضاء وقت ممتع نتبادل فيه أطراف الحديث ونروّح عن أنفسنا مكدّرات الحياة. بعد نقاشات عديدة وتقديم اقتراحات مختلفة اتفقنا أن نذهب إلى مطعم جديد تم افتتاحه مؤخراً، كنت من المعارضين لأنني لا أفضّل المجازفة في تجربة مطاعم جديدة، لكنني وافقت على مضض لأن رأي الجماعة غلبني.

وصلنا إلى المطعم وطلبنا الطعام، لم أرتح للمكان أو نظافته، لكن قلنا عسى أن يكون الطعام مرضياً. تأخر الطلب لأكثر من نصف ساعة، وحين أتى بعد طول انتظار، كانت الصدمة، كان كل شيء بارداً وقديماً، ولا يمكن أن يؤكل، أُصبنا بصدمة قوية واحتار الجميع ماذا يفعل، فضّلت اثنتين من الزميلات الخروج بصمت ودفع المال وعدم تجربة هذا المطعم مجدداً. بينما قررت أنا وصديقتي ألا نسكت عن الأمر ولا ندفع فلساً واحداً بغير حق. فنادينا النادل ووضحنا له الأمر، فتلعثم ولم يعرف ماذا يقول لأنه بالفعل يعرف أن الطعام قديم. اعتذّر مراراً وقال إنه سيغيّر الطلب، فأخبرناه أن لا داعي لذلك لأن شهيّتنا قد سُدّت بالفعل.

ينقسم الناس وفق رأي الحزيمي في موضوع المطالبة بالحقوق الى أربعة أقسام:

·     القوي المصلح

·     الشرس العنيف

·     اللطيف الضعيف

·     الجبان الكتوم

النوع الأول لديه صراحة تُرافقها سَماحة، فهو صريحٌ مُصحِح، لا يسكت عن الحق، ولا يتوانى في الدفاع عن نفسه في موقفِ الظُلم. به تصلُح المجتمعات والأمم، ويتعلمُ كلُ ذي عملٍ أن يقوم بعمله على أحسنِ وجه، فيُتقن ويُحسن ويُحلل أجر جهوده. يطالبُ بالتصحيح بحُسن خُلق ويسامحُ بعد التنبيه والتوضيح كيلا يكرر المسيء خطأه مع شخصٍ آخر، وهو بذلك يُطبّق قوله تعالى (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).(1)

أما النوع الثاني فهو الشرس العنيف، الذي يصرّح ولا يسامح، ذاك الذي ينفجرُ ويرعد ويغضب إذا ما تعرض للظلم في أي موقف، ولا يرضيه اعتذار أو تعويض، فلا هو أصلح وصرّح ولا عفى وسامح، وهذا النوع من الناس لا تصلح به المجتمعات ولا الأمم، فلا هو وضّح اعتراضه على الجور فينبّه صاحبه ولا هو صفح وغفر.

فيما يمتلك النوع الثالث شخصية ضعيفة هشّة، فلو تعرّض للظلم ولو في موقف بسيط، صمَت وكتم حقه ولم يطالب به، يرضى عن أي شيء مهما كان، فإذا طلب عصير برتقال وأتاه عصير ليمون، لما اهتم ولما طالب بتغيير الطلب، يتغاضى عن كل شيء، فلقد عفى ولم يصلح، وهذا النوع سلبي لأبعد درجة، ولا يُستفاد منه في بناء ولا إصلاح.

النوع الأخير هو من لم يسامح ولم يُصارح، يُسر الأمر في نفسه ولا يُبده لأحد، يفتري على الناس ويشوّه سمعتهم في الخفاء. إذا دخل مطعماً ولم يرضى عنه، فإذا قُدّمت له وجبة سيئة ومرّ عليه النادل وسأله عن رأيه، لمدَح المطعم وصاحبه وبجّل وقدّس، لكنه لاحقاً يذهب وينشر مراجعات سلبية عن المكان في وسائل التواصل ويُفسد سمعته عند الجميع وينتقم من أصحاب المكان بالإسراف بممتلكاته، فيسحب كميات من المناديل ويُخرّب المكان، وبهذا النوع تفسد العلاقات والبيوت، فهو الكتوم الحاقد الذي ينتقم بغير تصريح ولا تلميح.

قد نمر في حياتنا اليومية بمواقف بسيطة نظن أنها لا تمتلك تأثيراً مجتمعياً بعيد المدى، لكن الواقع أمرٌ آخر، فاعتراض واحد على موقفِ ظلم بسيط يُنبه صاحبه فلا يكرره مع الآخرين، فمع كل اعتراض ومطالبة بحق يصلُح فرد ويُعمم الوعي وتُبنى المجتمعات ولا يستهين الناس بحقوق بعضهم البعض.

(1) الشورى / 40

الانسان
التفكير
السلوك
الشخصية
القيم
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    الدايو راما.. فن يجسد ذاكرة المكان والزمان

    النشر : الأثنين 09 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف نتعامل مع الطفل العنيد؟

    النشر : الثلاثاء 06 آب 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    العشق الالكتروني.. عشق العصر

    النشر : الأثنين 03 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    قراءة في رواية: أخف من الهواء

    النشر : الخميس 01 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    أسس بناء البيت المهدوي: التوجيه الواعي

    النشر : الأربعاء 01 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    سرابُ "يوماً ما"

    النشر : الأربعاء 07 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1212 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 444 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 435 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 414 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 393 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 386 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1566 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1316 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1212 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1172 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1108 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 756 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة