إن صناعة انسان فاعل في المجتمع تتطلب جهداً وعملاً تراكمياً لذا سيكون هذا المقال هو أشبه بقصتي وبداية رحلتي مع الكتب رغم أنني اختصرت الكثير من أحداث هذه الرحلة.
إن الله حباني بنعمة التعلم السريع وأشكر الله عليها، اكتشافي لهذه النعمة كان بفضل انطلاقي بالقراءة في عمر الثانية عشر عاماً تحديداً في الصف السادس الابتدائي وأول كتاب قرأتهُ (واجه عوامل السقوط ـ لسماحة السيد هادي المدرسي) حينها كنت تلميذة ذكية دراسياً، انطوائية، لا أتفاعل مع زميلاتي كثيراً.
فكانت الكتب خير صديق في تلك الفترة التي استمرت لسنوات حين كنت أقرأ كتاباً بعد الآخر بفترات قياسية مقارنة بعمر صغير، بدأ رصيدي المعرفي يزداد وعقلي يتّقد بالمعلومات فأنا الوحيدة التي ترفع يدها للإجابة في الصف عندما تسأل المُدرسة سؤالاً خارج المنهج الدراسي وأبتكر طرق جديدة للحل في مسائل الرياضيات.
ففي عمر الـ 14 عام كنت أقرأ وأترجم قصص باللغة الإنكليزية إضافة للكتب الأدبية، وفي عمر الـ 16 بدأت بقراءة الفلسفة وعلم النفس والتاريخ، وحتى هذا اليوم عند عمر الـ23 أكملت قراءة أكثر من 150 كتاب كاملاً في مجالات متعددة وصعبة وأكثر من 50 كتاب قرأت أكثر من نصف صفحاتها، إضافة لقراءة ما يقارب ال500 مقال متنوع، وأكثر من 20 ورقة بحثية في مجال تخصصي الدراسي في هندسة الطب الحياتي.
أخيراً عند عمر 20 عام بدأت بقطف ثمار هذه الرحلة حين بدأت بالعمل كعضو في أسرة تحرير موقع بشرى حياة والكتابة في ثلاث مجلات ورقية، قدمت ورشات متعددة في مجال القراءة العامة والقراءة التخصصية وأساليب القراءة التحليلية النقدية وعدة مواضيع متنوعة في الجامعة بحضور الكوادر التدريسية ورؤساء الجامعة.
إن هذه الرحلة كانت طويلة شاقة والأهم من هذا إنها كانت مثمرة بحق، تتطلب تنازلات من الشخص نفسه، أنا أتمنى من قارئ هذا المقال الذي يتصفح هذه الرحلة أن يبدأ برحلته مع الكتب ليعيش حياة مختلفة فالأبواب مفتوحة ومتاحة للجميع كما أنني سأذكر فوائد القراءة بشكل عام:
1. تطوير مهارات اللغة: تساعد القراءة اليافعين على تعلم مفردات جديدة وتحسين قواعد اللغة والتعبير، إن الاطلاع على أساليب مختلفة للكتابة وأساليب الرؤية الأدبية، وهذا يؤثر إيجابًا على مهاراتهم في التحدث والكتابة.
2. توسيع المعرفة: يتاح لليافعين فرصة اكتشاف عوالم جديدة من خلال الكتب. يمكنهم استكشاف ثقافات مختلفة وتاريخ المجتمعات، وذلك يساعدهم على فهم العالم بشكل أوسع وتوسيع آفاقهم.
3. تطوير التفكير النقدي: يمكن للقراءة تعزيز التفكير النقدي لليافعين فعندما يقرأون، يتعاملون مع أفكار وآراء مختلفة ويجيدون التحليل والتقييم، يتعلمون كيفية تشكيك واستيعاب المعلومات، ويكتسبون القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة.
4. تنمية الخيال والإبداع: تعزز القراءة قدرات الخيال والإبداع لدى اليافعين عندما يقرأون الروايات والقصص الخيالية، يدخلون عوالم خيالية مثيرة ويطورون قدراتهم على التصور والابتكار.
5. تقوية القدرات العقلية: تعتبر القراءة نوعًا من التمرين للعقل، حيث يحتاج القارئ إلى التركيز والانتباه والذاكرة لمتابعة الأحداث وتكوين صورة واضحة للقصة.
6. فتح أبواب العالم المهني: إن القراءة تفتح آفاق للتحدث مع كبار العقول واستثمار عقلك بجانبهم بالتالي فإن اثبات الذات سيكون من خلالهم فهذا يفتح فرص وظيفية وتكوين علاقات عامة في عدة مجالات وأماكن.
اضافةتعليق
التعليقات