تكتسح الأسواق العديد من تصاميم الثياب حيث يبتاعها الأشخاص بحسب أذواقهم وميلانهم لما يناسب أعمارهم، وما لفت انتباهنا مؤخرا زخرفة نقش الشماغ لبعض ثياب النساء لتصبح (ترند) في عالم الموضة، وللتقصي حول ميول السيدات لهكذا أزياء وعن أصول هذه الزخارف العريقة كان لـ (بشرى حياة) هذا الاستطلاع...
نوع من التغيير
تقول نسرين عبد الله/ طالبة جامعية أن سبب ابتياعها لثياب تحمل زخرفة الشماغ هو كنوع من التغيير فبطبيعة المرأة تحب أن تكون مميزة لذا ترى أن أي موضة سائدة تطرح في السوق وتكون غريبة تسعى لارتدائها لتكون ملفتة عن قريناتها.
فيما ترى الهام الياسري موظفة أن ما يطرح بمجمعات الثياب هو من صنع مصممو المصانع المختصة والتجار ليكون بذلك طرح الموسم ليكون الاقبال عليه.
مضيفة، أن أكثر من يقبلن على ابتياع هكذا ثياب الفتيات الاصغر سنا لتعلقهن بهوس (الموديل) المطروح في الأسواق.
كما تعترف الياسري، بعدم سعيها خلف هكذا تقليعات فهي بسيطة باختيار ثيابها بما يناسب عمرها ووضعها المادي.
هوس الموضة
من جانبها قالت الباحثة الاجتماعية بتول ناصر: لا بأس أن يهتم الشخص بهندامه ولكن بالمعقول وليس إلى حد الهوس فنحن نعيش زمن العولمة المتطورة إذ هناك سرعة فائقة في تغيير تصاميم الثياب إذ لا يمكن للمرء تحمل أعباء كل ما يطرح في المجمعات التجارية المعنية بهذا الأمر.
كما أرى أن الأهم من هذا هو الاهتمام باختيار الزي المناسب بما يوافق تقاليدنا الاسلامية وعدم الانجراف خلف هوس الموضة.
أصوله سومرية
وكان للباحث الاجتماعي والتاريخي رضا نصر مشاركة حول أصل الشماغ حدثنا قائلا: تعود كلمة (شماغ) أو يشماغ أو يشمر إلى الحضارة السومرية وتعني غطاء الرأس.
وقد رسم عليه شبكة الصيد وأمواج الماء وهو النمط المستخدم في توزيع الألوان (الأحمر والأبيض) أو غيرهما إذ يعود إلى حضارات ما بين النهرين القديمة، ويعتقد أن هذه الأنماط اللونية قد استخدمت محاكاة لشبكات صيد السمك أو إلى سنبلة القمح والحنطة.
ويرى بعض الباحثين أن فكرة هذا الغطاء بدأت عندما كان الصياد السومري يضع شبكة الصيد على رأسه اتقاءً للشمس المحرقة في الصيف فاستحسن الفكرة وحاك غطاء برسم شبكة الصيد وموج الماء.
كما هناك صورة لتمثال الملك السومري (كوديا) في متحف اللوفر بفرنسا وهو يرتدي شماغ ملفوف على الرأس وهذا يعني أن السومريين العراقيين هم أول من لبس الشماغ.
وأضاف: ويعرف الشماغ بالغترة أيضا ويصنع بالعادة من القطن أو كتان ومزخرفة بألوان عديدة أشهرها اللون الأحمر والأبيض والأسود والأبيض، وتكون الزخرفة مربعة الشكل أو مثلثة وتوضع على الرأس وأحيانا على الكتف.
كما هناك روايات تنقل أن الشماغ باللون الأسود الغامق يرتديه أهالي بغداد والفاتح لعشائر الوسط، أما الأحمر لقبائل الغرب والصابئة، واللون الأخضر للكرد.
كما يدل ارتدائه على دلالات كثيرة حيث يعطي الوجاهة والهيبة، وتعددت أوضاعه على الرأس ومنهم من لبس فوقه العقال، ومنهم من لفّه على الرأس بأشكال مختلفة، ويطلق عليها اسم (جراوية أو العصفورية) ومن ألبسة الرأس العراقية الأخرى العمامة والكشيدة والسدارة، فالعمامة منها بيضاء اللون وهي خاصة بالعلماء والشبان المتدينين الذين يدرسون العلم والفقه، أما العمامة الخضراء فإنها تكون للسيد، وهناك العمامة المصنوعة من الحرير المقصب وتسمى بالكشيدة ويلبسها التجار والوجهاء.
اضافةتعليق
التعليقات