• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

العمل في رمضان.. أيادٍ تطهرت بقدسية الشهر واغتسل جبينها بعرق الصيام

زهراء جبار الكناني / الأثنين 03 حزيران 2019 / ثقافة / 2270
شارك الموضوع :

بدت الشمس متوهجة أكثر من ذي قبل وكأنها قد دخلت في تحدٍ حام مع الطبيعة، تبعث بلهيب أشعتها الحيوية والطاقة، كأنها تمرر بأناملها أخاديد الخليق

بدت الشمس متوهجة أكثر من ذي قبل وكأنها قد دخلت في تحدٍ حام مع الطبيعة، تبعث بلهيب أشعتها الحيوية والطاقة، كأنها تمرر بأناملها أخاديد الخليقة الغضة النضرة حتى تكاد تسمع لهيث الزهور وهي تتلظى عطشا. لقد كان جالسا في الجزرة الوسطية في منتصف الشارع يلوذ خلف جدار (كون كريتي) ليستظل به من أشعة الشمس, تارة يمسح جبينه من العرق المتفصد في جبهته وتارة يغسل وجهه الذي لفحته حرارة الشمس برشة ماء خفيفة.

الشاب أمير يوسف لم يتجاوز عمره التاسعة عشر كان يملأ قناني من مادة (الكاز) ليبيعها على المارة في الشارع من أصحاب الدراجات النارية أو (الستوتات) والسيارات.

(بشرى حياة) رصدت أصحاب الأعمال الحرة والتقت بهم لتنقل طبيعة عملهم وصبرهم لمواصلة صيامهم.

يعترف أمير قائلاً: هذه السنة الأولى التي أصوم بها, ففي السابق لم اكترث للالتزام بالواجب الديني, لكن بعد دخولي لمحو الأمية أصبحت أهتم لهذه الأمر والفضل يعود لأستاذي.

وأضاف: أنا أعمل بائع متجول منذ ثلاث سنوات وهذا عملي الوحيد الذي اقتات منه قوت يومي, وبالرغم أنه يخلو من المجهود العضلي إلا أن حرارة الجو تجعلني أشعر بالدوار والعطش.

ختم حديثه: بأنه سيواصل صيامه ويلتزم بصلاته حتى ما بعد رمضان ويكفي ما فاته سابقا.

رحلة صبر في حب الله

الكثير من العوائل العراقية التي تنتمي إلى شريحة السكان الأكثر فقراً تعيش ظروفاً قاسية.

مشاهد كثيرة رصدناها لهذه الفئة من الناس حيث يعملون أعمال تكاد تكون شاقة طوال السنة ليسدوا قوت يومهم.

وما يزيد الأمر عناءً ومشقة حينما تقسوا عليهم الطبيعة ليتزامن الشهر الفضيل مع فصل الصيف وهم يزاولون أعمالهم تلك, إذ يواصلوا صيامهم دون ملل أو كلل في رحلة صبر في حب الله.

كفاح مستمر

(شسوي لعد هذا شغلي وماعندي غيره) أول جملة استهل بها المواطن عقيل كاظم كلامه.

مضيفا: إنه اعتاد على الأمر فهو يعمل نجاراً في المباني السكنية منذ الصغر بعد تركه للمدرسة.

وتابع قائلا: حاولت جاهدا توفير عمل أفضل لكن دون جدوى, فأنا لا أجيد غير العمل في هذا المجال, ويبدو أني سأبقى في كفاح مستمر من أجل لقمة العيش, وبالرغم من التعب الشديد إلا إني مازلت أواصل صيامي طوال اليوم, وسأكمل صيام شهر رمضان بفضل الله تعالى لمنحه لي الصبر والتحمل.

ومن جهته حدثنا شاكر كريم عن طبيعة عمله القاسية فهو يعمل بأعمال البناء منذ أن كان شابا يافعا حتى إن بنيته اعتادت على حمل أكياس الاسمنت و(الطابوق).

مشيرا إلى أن عمله يعد وكأنه الجهاد في شهر رمضان حيث ينهكهم العطش وحرارة الجو, كما أن بعض العاملين معه لم يكن بمقدورهم التحمل فيعدلوا عن الصيام وهذا الأمر يحزنه.

وأضاف قائلاً: قد عمد صاحب العمل هذه السنة إلى أن نعمل باكرا مع أول خيوط الفجر حتى نعود إلى البيت بعد اذان الظهر ليتسنى لنا مواصلة صيامنا بتعب أقل.

ويروي لنا أبا رشا/ 41سنة رحلة عمله التي عمل بها منذ أن كان في الخامسة عشر من عمره قائلاً: أعمل عتال (حمال) منذ سنين خلت حتى أصبحت معروفا في السوق.

ولكون عملي متعب جدا اتخذت خطة عمل خاصة بي وهي تقسيم ما أجنيه كل يوم من المال طوال الشهور الماضية وادخرها, حتى يتسنى لي أن أتوقف عن العمل في شهر رمضان الكريم وأتابع صيامي وأيضا أنجز أعمال الشهر من الواجبات الدينية الأخرى.

وأضاف: في الحقيقة أنا سعيد كوني أعطيت لنفسي هذه الإجازة من كل عام في هذا الشهر الفضيل, أسأل الباري عز وجل أن يعيده علينا باليمن والبركة والسلامة.

وللمجاهدين نصيب

تتواصل الأعمال الحرة للرجال والنساء في الشهر الفضيل لتغدق عليهم رحمة الباري في تلك الأيام المباركة, كما كان للمجاهدين نصيب بتلك الأعمال المضنية إذ إن عملهم لا يقاس بغيره, بهذا الجانب حدثنا أبو مجيد/ مقاتل في الشرطة الاتحادية: بالنسبة لنا مجاهدي الحشد, وكل المقاتلين, نعمل عملا لا يقاس بأي عمل حيث نواصل صيامنا بين قتل وانفجار وجهاد وحمل درع وسلاح وحرارة الجو, وحينما يرفع صوت الأذان نجلس على التراب مغبرين لتناول وجبة الإفطار, أسأل الله أن يتم علينا صيامنا ونكون في ليلة العيد بين ذوينا.

الصيام مشروع تربوي

وشاركنا الشيخ نزار التميمي حول فريضة الصيام ومواصلة العمل قائلا: تعد فريضة الصوم من إحدى الدعائم التي بني عليها الإسلام لأنـه عبـــادة لتهـذيــب النفـــــوس والرجوع إلى الله تبارك وتعالى.

وأضاف: من هنا نرى علمائنا علماء الفقه قد اهتموا اشد الاهتمام وبذلوا قصارى جهودهم لوضع الأحكام التشريعية التي تجعل المكلف مبرئا لذمته أمام الله تبارك وتعالى، وبالتالي فالصوم هو مشروع تربوي أخلاقي يهدف إلى بناء الإنسان وصلاحه وقوته, ويكفي أن الصيام يقوي من إرادة الانسان ويعلمه على مواجهة التحديات والمصاعب.

مضافا إلى أهمية الشعور بمعاناة الأخرين, لاسيما لدى بعض الطبقات الاجتماعية, ممن لا يشعرون بمعاناة الفقراء وآلامهم فالصوم حتما كفعل وجداني سيحرك لديهم المشاعر الإنسانية تجاه إخوانهم في الدين والإنسانية.

ويضاف إلى ذلك كله هو أن الصوم يقع في عين الله ورضاه كما في الحديث القدسي "الصوم لي وأنا أجزي به", بمعنى أن وراء فعل الصوم الأجر والثواب الآخروي أي الذي لا يمكن وصفه من حيث العطاء والأجر الذي وعد الله عباده عليه، فنحن كمسلمين يفترض بنا أننا نؤمن بالغيب وبما أعده الله تعالى لعباده من الأجر والثواب العظيم الذي يعد من أهم المحفزات والدوافع لأداء مثل هذه الفريضة المقدسة.

وتابع التميمي: وبالنسبة لبعض الشرائح الاجتماعية من الكسبة أو ذوي الدخل المحدود ممن يزامن عملهم في شهر رمضان من حيث إن توقفوا عن العمل أصابهم الضرر, فهؤلاء قد ناقش الفقهاء موضوعهم وخلاصة ما قالوه هو الأهمية والأولوية هي لعل الصوم قدر الإمكان لموقعه في الإسلام كما تبين سالفا, لكن إذا كان الفرد مضطرا للعمل في هذا الشهر لمزاولة العمل  ويضره الصوم جسديا وصحيا في الوقت نفسه, قال الفقهاء ممكن أن يتناول مقدار الحاجة من الشراب أو الطعام  ليعينه على مواجهة الحر والاستمرار بالصيام, لكن عليه أن يقضي هذا اليوم أو الأيام فيما بعد شهر رمضان في أي فرصة أخرى يتمكن من الصيام من دون أن يتناول شي من ذلك.

القيم
الاسلام
العمل
الصيام
شهر رمضان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    غصن نعناع

    النشر : الأثنين 28 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    وابيضّت عيناه من الحزن

    النشر : السبت 22 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    هل ستجلس في سيارة مضادة للفايروسات؟

    النشر : الأربعاء 06 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    الانضباط الذاتي ومواجهة الأفكار المغلوطة في العالم الرقمي

    النشر : الأربعاء 02 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    علامة المؤمن وزيارة الاربعين

    النشر : الثلاثاء 31 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    لا تعافر الحياة وانتبه للتدابير الإلهية

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 12 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 733 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 657 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 442 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 353 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 352 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 953 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 906 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 780 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 756 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 733 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • منذ 22 ساعة
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • منذ 22 ساعة
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • منذ 22 ساعة
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة