• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كنت أتمنى

زهراء جبار الكناني / الثلاثاء 27 كانون الأول 2016 / ثقافة / 2030
شارك الموضوع :

قد تزج بنا الحياة في مواقع ضعيفة ومواقف لا يحسد عليها، فنلوذ بالفرار بطرق شتى، وقد يكون أولها الكذب.. وهذا الملاذ الوحيد الذي وجدته، للهروب م

قد تزج بنا الحياة في مواقع ضعيفة ومواقف لا يحسد عليها، فنلوذ بالفرار بطرق شتى، وقد يكون أولها الكذب..

وهذا الملاذ الوحيد الذي وجدته، للهروب من واقعها الذي جرفها بتياره إلى  خسارة أوجعت قلبها.

لم  تكن راضية عن حياتها المتواضعة التي خيم عليها الفقر لطالما رسمت في مخيلتها حياة أخرى كانت تتمنى أن  تعيشها وكان الخجل يعتريها من مواجهة  المجتمع وتتجنب  الحديث عن عائلتها.

حتى التقت بـ مريم  في بداية عامها الدراسي الجديد وهي مرحلة الثانوية وبعد مضي فترة  قصيرة أصبحت هي و مريم أكثر من صديقات.

أحبتا بعضهما حبا جما، فقد جمعتهما أكثر من صداقة حتى أصبح حبهما حديث الكثير من صديقاتهن في المدرسة، وبرغم كل هذا لم تكن  تتجرأ  على إخبارها عن تفاصيل حياتها، عكسها تماما مريم فلم تخفِ أي شيء إلا وسردته لها حتى أدق أشيائها كانت تقصها لها.

كانت تشعر بتناقض كبير بين حياتها وحياة مريم المترفة فتلوذ بالصمت وهي تستمع إليها مدعيةً انها لاتكترث فهي تعيش نفس واقعها تماما من ترابط اسري وود وتعاون ويطول الحديث عن مزايا أسرة مريم التي تمنت أن تكون أسرتها على شاكلتهم.

و بقيت أمنياتها محشوة بجمجمة رأسها الصغيرة، (كنت أتمنى أن يكون أبي كأب مريم رجل مثقف ينظر للحياة بآفاق أوسع، كنت أتمنى إخوتي كأخوة مريم متحابين متعاونين فيما بينهم ليس كل منهم يرنو إلى مصلحته فقط  حتى وان كانت على حساب الغير، كنت أتمنى أن يكون لنا بيت مثل بيت مريم، نعم هذا هو أهم وأجمل أحلامي)، قفزت من رقدتها كأنما أرعبها كابوس فهي تكره بيت أسرتها البيت المتهالك الذي يتسرب من سقفه المطر كلما حل الشتاء كانت تتمنى لنفسها عالم آخر لا يمت لواقعها بصلة البتة. 

وفي كل ليلة تسمح  لعينيها الذابلتين بالبكاء وهي تفترش أهداب حزنها على وسادتها بأمنياتها التي تراودها حتى تغفو، كل هذه التناقضات جعلتها  تكذب، وتكذب، وتكذب، حتى بات كل حديثها مع مريم كذبا حينما تسألها وبإلحاح عن أسرتها.

فراحت تكلمها عن تلك العائلة التي طالما رسمتها في مخيلتها، حتى عنوان بيتها كذبت به خشيت أن تزورها في بيتها المتهالك، وحتى تفاصيل حياتها اليومية التي تُحدثها بها كل يوم.

لكن ذنب هذا الكذب بدأ يكبر يوم بعد يوم حتى مر عام كامل مليء بحياة مزيفة مع أغلى إنسانة على قلبها، وفي نهاية العام قررت أن تعترف لـ مريم بكل أكاذيبها فهي ليست بهذه الصفة المقيتة وما دفعها للكذب هو شيء ليس بملىء إرادتها، كل ما هنالك إنها فتاة حالمة فقط (كانت تتمنى) وهذا ليس جرماً على حد قولها متناسية عواقب الكذب.

استجمعت قواها وأخيراً فتحت فاهها لتفضي لها بأنها تعيش ظروف مريرة أجبرتها على الكذب  للتخلص من واقعها، وعدتها مريم بأنها ستسامحها مهما كان اعترافها قاسي ولن تتخلى عنها مهما كان، وهنا وقعت الصدمة فقد كانت ردة فعل مريم عكس وعدها تماماً، فلم تتقبل اعترافها رغم اعتذارها لها آلاف المرات والذي استمر لشهور لكن دون جدوى.

مسحت بكذبها أجمل ذكرياتها وانتهت تلك الصداقة بوداع مؤلم، خلفت بعده حسرة وندم جعلتها تواجه العالم أجمع بواقعها ولا تكذب مطلقاً مهما كان.

لربما يحتاج الإنسان صدمة توجع قلبه حتى يتوقف عن الكذب  وهذا ما حصل معها.

الكذب
الصداقة
الحياة
الفقر
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    فن الاستماع مهارة ضرورية

    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    آخر القراءات

    الاقتصاد المنزلي: حرب المرأة مع المال

    النشر : الأربعاء 21 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الابتذال في حفلات التخرج.. هل نجحت وزارة التعليم بإعادة حرمة الجامعة؟

    النشر : الخميس 30 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    رفقاً بقلب من لا ينسى ..

    النشر : الأربعاء 31 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    نور الحمداني.. اطلالة على ثنايا الحضارة العراقية

    النشر : الأحد 03 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    في اليوم الدولي للغة العربية.. انقذوا لغتنا من الاندثار

    النشر : الأحد 19 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    السيد محمد رضا الشيرازي .. ومآقي الرحيل

    النشر : الأثنين 03 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 828 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 735 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 413 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 408 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1242 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1206 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1137 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1057 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي
    • منذ 5 ساعة
    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات
    • منذ 5 ساعة
    فن الاستماع مهارة ضرورية
    • منذ 5 ساعة
    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة