يقترب شهر رمضان المبارك، ثلاثون يوماً تهل علينا بالخير والرحمة، شهر يجمع شتاتنا بعد أن تناثرت قلوبنا فتاتاً بين أيام الحياة المنهكة، ويعيد لروحنا وهجاً كان قد خبا.
التقرب من الله عبر الصلوات وتلاوة كتاب الله العزيز لننال المغفرة والعتق من النار هي غاية المنشود من هذا الشهر، فهذا الشهر هو إعادة صياغة لعالمنا بأوجهه كلها عبادياً، اجتماعياً، وحتى صحياً.
يجد بعض الناس حرجاً من إيلاء الإفطار أهمية، ومد السفر العامرة، إلا إنها ما يقوي الإنسان على الصيام والقيام ويمده بالطاقة اللازمة للتعبد والذكر، وهي حلقة وصل حانية بين أفراد العائلة الذين تباعدوا لعام، وهي طريقة يعبر فيها أفراد المنزل عن حبهم لبعضهم عبر إعداد وجبات مفعمة بالحب وعارمة بالدفء.
معظم النساء اليوم عاملات وأحياناً يلتزمن بأكثر من عمل واحد بالإضافة إلى إدارة المنزل، لذا يشكل شهر رمضان تحدياً لكل أفراد الأسرة، فهي إذ ترغب في القيام بعملها على أتم وجه لتحصل على أجرها حلالاً لا ريب، هي أيضاً لا تريد أن تبخس حق أسرتها، تريد أن تبهجهم بأطباق تساعد صغارها على احتمال يوم الصيام الطويل خصوصاً وإن الشهر الفضيل يتزامن مع الدوام المدرسي، وترغب في مساعدة أبيهم ونفسها على قطع أيام العمل الشاق، وهذا تحدٍ كبير لذا هذه مجموعة من المقترحات لها وله لتهيئة سفرة عامرة في هذا الشهر.
- لا تعملي منفردة
لا تحاولي رفع الحمل لوحدك، أنت إنسان أيضاً ولديه طاقات محدودة، وشهر الصيام يؤثر عليك كما يؤثر على الآخرين، اطلبي من الآخرين مساعدتك، العالم تغير كثيراً، وقد تفوق الرجال على النساء في إعداد أطباق شهية، إذ إن الطبخ مهارة وهي ليست حكراً على جنس بعينه، والأطفال أيضاً سيحبون أن يشاركوا في إعداد الوجبات هذا يمنحهم شعوراً بالفخر ويشغلهم بعيداً عن انتظار موعد الإفطار.
- اعرفي ميزانيتك
إنها ثلاثون يوماً بتمورها، وعصائرها، ومقبلاتها، وأطباقها الرئيسية، وحلوياتها، وشايها وقهوتها، وولائمها، ولنكن في غاية الصراحة إنه… أمر… باهظ، الطعام الجيد مكلف، ومع تضخم الأسعار وقدوم الشهر الفضيل الأسواق تكاد تجن تماماً، لذا تحتاجين إلى تحديد ميزانيتك والالتزام بها بدقة، هذا سيكون لديك طعام لذيذ طوال الأيام الثلاثين.
- اعدي قائمة لإفطارك
ابدأي من الآن بصنع قائمة تحتوي على ما ستتناوله خلال الأيام الثلاثين، قد يبدو هذا ضرباً من الحماقة وصورة من صور تضييع الوقت إلا إن ذلك في الواقع يوفر لك الكثير من الوقت والمجهود في أيام الشهر الفضيل، وتستطيعين التركيز على عبادتك بدل الحيرة والبحث عن قائمة طعام مناسبة.
- تسوقي بحكمة
لديك قائمة طعام مُعدة، أنت الآن قادر على التسوق تسوقاً حكيماً تختارين فيه ما تحتاجين إليه فقط، بدون منتجات عشوائية، ركزي على الخضار والفواكه، ولا بأس بالاستعانة بما هو معلب أو مجمد أحياناً.
تسوقي مسبقاً لعشرة أيام لأن السوق موجودة وعادة تنتظم الأسعار وتعود إلى مستوياتها شبه الطبيعية بعد منتصف الشهر، والأطعمة تفسد على أية حال أو تقل طزوجتها إن اشتريتها قبل وقت طويل.
قارني بين الأسعار ولا تخجلي من هذه العملية، أنت تشترين كمية كبيرة من الطعام وتلك الفروق القليلة تتجمع نهاية الأمر لتصبح مبلغاً كبيراً.
- الإعداد المسبق
قومي بتجهيز المواد التي ستستخدميها بشكل يومي في وقت فراغك بدءاً من الآن، قومي بتقطيع البصل والثوم والفلفل يدوياً أو باستخدام محضرة الطعام واحفظيه في أكياس صغيرة تكفي لوجبة واحدة، قطعي أصابع البطاطا، اعدي صلصة الطماطم الخاصة بك، قطعي اللحوم أو أفرميها وتبليها.
كذلك يمكنك نزع النوى عن التمر ليكون جاهزاً لأي حلوى، إعداد أقراص القطائف، صنع مركزات العصائر، باختصار اجعلي المجمدة صديقتك المقربة، هذا سيوفر عليك جهداً ووقتاً هائلاً.
في هذا الجزء اطلبي من أفراد العائلة مساعدتك، سيكون وقتاً ممتعاً ومفيداً، ويجعل العمل يجري سريعاً.
- تسوق من البقالة الأقرب لك
شهر رمضان شهر عطاء ومودة وتراحم، وأجمل ما قد تفعله هو أن تتسوق من البقالة الصغيرة في حيك، ادخل السرور على قلب مؤمن من خلال تشجيع عمله، صحيح إن البقالات الكبيرة مغرية بعروضها وشموليتها، إلا إن الحاج الذي يجلس في هذه البقالة الصغيرة من الصباح إلى المساء ينتظر زبوناً لكي يكسب ما يعود به لعائلته، قد نعتقد إن المساعدة فقط من خلال إعطاء السائل، ولكننا أرزاق لبعضنا البعض وأفضل المعونات هي تلك التي نقدمها لغير طالبيها.
- لا تنساقي خلف الإغراءات
العروض كثيرة، في البقالات الكبرى، وفي المطاعم، الحياة لا تتمحور حول الطعام بل الحب الذي تغلف به الوجبة والأشخاص الذين نتشارك معهم تلك الوجبة، لذا سيري وفق خطتك، وهذا سيجعلك سعيدةً في آخر المطاف.
- فكر بالتسوق بالجملة
الطحين، الرز، الزيت، السكر وغيرها من الأمور التي تستهلكها بشكل يومي وكميات كبيرة، فكر بشرائها من متاجر الجملة، هذا سيوفر عليك عناء تسوقها كل عدة أيام، كما إنه سيوفر بالتأكيد مبالغ مالية جيدة.
هل لديك اقتراحات أخرى؟ شاركنا في التعليقات لنستفد جميعاً.
أدعو لك بأوقات عامرة بالطاعات وصحة تعينك على القيام بها.
اضافةتعليق
التعليقات