رمتها الشمسُ بشررِ من لظاها، بعد أن رمقتْ خطوتها الزاحفة على الرمال الملتهبة كسحلية محتضرة .
هي ..
كانت منكفئة يمزّقها الظمأُ أشلاء، تشبثت بالأرض وبين أناملها المتخشّبة قبضة من رمل، اعتصرتها لتحتلب منها عصارة المستحيل .
حاولت أن تنهض فمنعها ألمٌ رهيبٌ بفعل الأشواك المنغرزة في أقدامها، ركعت على ركبتيها .
بيد نصف مشلولة خدرا تحسّست شوكة كانت منغرزة بعناد وحشي بين القلب وشغافه؛ لا يمكنها أن تتحرك سيرا، أو زحفا؛ أخذت تحبو !.
أنظارها كانت منشدّة لقنطرة تبدو من البعيد سرابا متراقصا فوق الرمال، في أعماقها المتّقدة كانت تشعر بوجودها يقينا لا ترهبه الشكوك، وحقيقة صارخة كالأشواك المنغرزة في بدنها.
لو تمكّنت من الوصول إليها فستكون معبرها من المستحيل إلى كل الممكنات العذبة!
- أيها العابر، هل هبطت من السماء، أم تفتّقت عنك هذه البيداء الجهنمية؟!
كان هناك شبح يتحّرك معلقا بين السماء ونظراتها الزائغة، تمسّكت به أنظارها المترنّحة خلف سحابة من دخان ولّدها الهجير .
- أقسمتُ عليك بمن تقدّس - إن لم تكن وهما- أن تقترب مني وتنقذني، فهذه الشوكة منغرزة في جنبي منذ الأزل، وهناك خلف تلك القنطرة تكمن مواسم فرح ادّخرتها لي السماء، ولكن هذه الأشواك تباً لها !.
- أي أقدار قذفت بك في هذا التيه المزروع شوكا وجمرا ؟
قومي فقد آن لهذه الروح المكبّلة بالأوجاع أن تُبعَثَ من جديد .
وبلطف ملائكي امتدّت يدٌ حانية أنهضت تلك التائهة في فيافي المستحيل لتبدأ قيامتها الباسلة !.
اضافةتعليق
التعليقات