"يشعر الكثير من الناس بالإنهاك التام وعدم القدرة على الموازنة بين الحياة والعمل نظرا لكثرة الواجبات الملقاة على عاتقهم".
حول هذا الموضوع قمنا باستطلاع رأي طرحنا فيه السؤال التالي: برأيكم كيف نحقق التوازن بين الحياة والعمل؟!
أبدى الأستاذ مصطفى الزيدي رأيه قائلاً: نحقق التوازن من خلال إدارة الوقت دائما، ومن ثم الاستمتاع بسائر الوقت خارج العمل، في الـ(اطلاع، وتطوير القدرات، وتذوق الأشياء الجميلة) بهذا تُحقق السعادة.
وأجابتنا الطالبة مريم علي: التوازن بين العمل والحياة هو مقدار الوقت الذي يمنحه الشخص لحياته المهنية والشخصية على التوالي، وبينت أن الهدف هو الحفاظ على الرضا في مكان العمل والوفاء لاحتياجات حياتك خارج العمل، مما يساعد على الحد من التوتر، كذلك تجنب الإجهاد وتحقيق الأهداف في كلا المجالين، مع ذلك ليس الموضوع سهل دائماً، حيث يصارع العديد من الأشخاص لتحديد أولويات المهام والمساواة بينها وإنشاء حدود واقعية بين العمل والحياة المنزلية.
وأجابنا الدكتور ازاد حسن: يمكن أن نحقق ذلك بالقناعة لقول الامام علي علية السلام:
خذ القناعة من الدنيا وارضَ بها
وجعل نصيبك منها راحة البدن
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير القطن والكفن.
فالاشارة الأولى للحياة والاشارة الثانية للعمل.
وأبدت رأيها أم علي/ ربة منزل: يمكن أن نحقق التوازن بالرغبة في تحقيق ذلك لأنه سوف يساعد على تحسن صحتك ورفاهيتك الشخصية وتكون أكثر إنتاجية في العمل وسوف تساعد على الاستمتاع بالعمل ولن نشعر بروتينه، وإن تحقيق التوازن الجيد بين العمل والحياة؛ غالباً ما يعود إلى قدرتك على تحديد الأولويات وفقاً لما هو أهم بالنسبة إليك، حيث يتعلق الأمر بما تضحي به في حياتك الخاصة من أجل حياتك المهنية، حيث يمكن أن يكون العمل الإضافي لكسب دخل إضافي فكرة رائعة، لكن لا يجب التضحية بعلاقاتك وحياتك الاجتماعية نتيجة لذلك.
وأبدت رأيها رقية علي: نستطيع أن نحقق التوازن بين العمل والحياة بعد تحديد أهدافنا، بعدها يمكن أن نرسم خريطة نستطيع من خلالها توضيح كيفية الوصول إلى الوجهة، وأضافت إن التوازن مهم لأنه يؤثر مباشرة على سعادتنا إذا وجدنا معنى لعملنا وحققنا الرضا في حياتنا الشخصية وبالتوازن يمكننا تقليل الإصابة بالارهاق وزيادة الدافع للوصول إلى أهدافنا.
الحفاظ على التوازن:
هناك ثلاثة جوانب أساسية في حياة كل منا يجب أن تحظى باهتمام متزايد حتى نتمكن من الحفاظ على التوازن الذي نبحث عنه:
1- الدروس التي يجب عليك تعلمها:
اسأل نفسك بشكل مباشر ما طبيعة الدروس التي يجب علي تعلمها في هذه الحياة؟ المقصود من هذا السؤال مساعدة المرء على إحاطة حياته بطبيعة الدروس التي عليه تعلمها لا طبيعة المشاكل التي ينبغي عليه حلها.
السبب الرئيسي الذي يجعل البعض يحجمون عن طرح هذا السؤال على أنفسهم يعود لكونهم يربطون الدروس بالألم الذي يصاحبها، لكن علينا أن ندرك بأن هناك الكثير من الدروس التي لا تجلب الألم، فلو كان من بين الإجابات التي ذكرتها لسؤالك أنه عليك تعلم الاهتمام بنفسك أكثر لتخلق نوعا من التوازن بينك وبين اهتمامك بعملك فهذا الدرس لا يمكن أن يأتي بالألم أبدا.
2- الخبرات التي يجب عليك اكتسابها:
المقصود بالخبرات هي تلك التي تجعلك أكثر وعيا لما يدور من حولك وللفرص التي تتاح لك. يرى البعض أن أهم خبرة يشعرون بضرورة امتلاكها هي خبرة السفر والتعرف على العالم من حولنا عن قرب، فلا أحد ينكر الفوائد الكبيرة للسفر. وهناك من يجد أنه يمتلك موهبة ما، ولو تمكن من اكتساب خبرة إتقانها فلا بد وأن تجعل حياته أفضل على المدى القريب أو حتى البعيد.
3- الخدمة الرئيسية التي تريد أن تقدمها للآخرين:
يهبنا الله الكثير من النعم التي يمكن أن يكون الكثيرون بحاجة إليها والتي يمكنك تقديمها لهم. لكن عندما يشعر المرء بأنه لا يمتلك التوازن بين حياته الشخصية وعمله يجد بأنه غير قادر على تقديم أي خدمة لأحد.
لكن تفكير المرء بهذا الاتجاه سيجعله ينتبه للنعم المنسية بين يديه التي ستسهل عليه مسألة استعادة توازنه من جديد عندما يفتح ذهنه للتفكير بغيره ولا يقتصر تفكيره على عمله بشكل رئيسي.
اضافةتعليق
التعليقات