قال الإمام علي عليه السلام: "الحزن يهدم الجسد والهم يذيب الجسد".
بات من المسلم به علمياً على الصعيد الصحي والنفسي أن المشاعر المؤلمة تؤثر على الجسد بشكل سلبي، والمشاعر الإيجابية تؤثر على الجسم بشكل ايجابي، وهذا مايشير إليه الإمام علي عليه السلام في مقولته هذه من أن الحزن الكبير والعميق كشعور سلبي يؤثر على صحة الجسد ويجعله ضعيفا وكذلك الهم والغم ينحله، لأن الحزن والهم مع استمراره يؤدي إلى دخول الشخص في حالة من الاكتئاب والذي يؤدي بدوره إلى العزلة وفقد الشهية في الأكل مما يؤدي إلى الهزال والضعف البدني.
ويؤكد العلم اليوم أن كثيراً من الأمراض الجسدية سببها وأساسها المرض النفسي أو الصدمات النفسية المتعلقة بالجانب العاطفي للإنسان، وأن العلاج النفسي من شأنه أن يساهم كثيراً في العلاج الجسدي، وأنه كلما كان الشخص المريض جسدياً قوياً نفسياً ولديه مشاعر إيجابية كلما كان ذلك مساعداً وداعماً لعلاج جسده، وعلى العكس كلما كانت نفسيته ومشاعره سلبية كالحزن والخوف واليأس فإن ذلك سيسهم في تقليل فرصته في العلاج بسبب تأثير تلك المشاعر على بيولوجية الجسم من حيث قدرة الجهاز المناعي على مواجهة المرض ومقاومته.
من هنا نفهم ذلك الترابط بين التفكير والمشاعر والسلوك، وذلك يعني فهم العلاقة بين العقل والنفس والجسم وانهم منظومة واحدة بحيث إذا تأثر العقل فإن النفس ستتأثر وسيتبعها تأثر الجسم تبعاً لذلك، وفهم هذا المعنى يعطينا قاعدة مهمة تقول إذا وضعت في عقلك أفكار إيجابية فإنها ستُولد لديك مشاعر إيجابية وهذه المشاعر ستؤثر على جسمك وعلى سلوكك بشكل ايجابي بحيث تمنحه الطاقة والقوة والحيوية والعكس صحيح.
يؤكد المختصون ان سوء الحالة النفسية للشخص، يؤدي إلى نشاط الفيروسات والبكتيريا بعد ضعف المناعة الذاتية للجسم. فتنشط بافراز سمومها لتفتك بالجسد واعضاءه المختلفة، وتعطل عملها الطبيعي، فتظهر اعراض الامراض النفسية أولاً، كالكآبة، والانطواء، والتوتر العصبي، وبعد فترة من الزمن – ان لم تعالج وتزول مسبباتها – تتحول من امراض نفسية إلى أمراض عضوية تفتك بصحة الجسد. فتظهر اعراض جديدة لهذه الأمراض العضوية ويصاب الجسد بأمراض فتاكة مثل ارتفاع ضغط الدم، الذبحة الصدرية، السكري، قرحات المعدة والاثني عشري والقولون العصبي، والاكزيما الجلدية وداء الصدفية وغيرها الكثير من الامراض العضوية ذات المنشأ النفسي والعصبي. كما تنهار المناعة الذاتية للجسد فيحدث ان تهاجم خلايا المناعة الدفاعية الخلايا والانسجة السليمة بالجسد وتفتك بها معتقدة انها اجسام غريبة غازية، حيث تفقد القدرة على التعرف عليها. وتبدأ بمهاجمتها ومعاملتها كعدو غريب. وهذا ما اطلق عليه العلماء اسم امراض المناعة الذاتية.
اضافةتعليق
التعليقات