تُعدّ اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية. وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من السكان ويحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من كانون الأول/أكتوبر من كل عام.
أبدعت اللغة العربية بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء.
وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات. ويزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة. وأتاحت اللغة العربية إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.
هذا التاريخ الحافل للغة العربية مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي بدأت اللغة العربية تتراجع بعد أن كانت الرسائل سابقا تكتب بالعربية الفصيحة، الآن لسهولة استخدام العامية فأصبح لها الحضور في التعليقات، أما الكتابة في اللغة الفصيحة فلا تخلو من الأخطاء الفضيعة التي تقلب المعنى رأسا على عقب فاللغة العربية لغة الدقة، الحركة فيها تقلب المعنى وتغيره فكيف بالحرف والكلمة حتى إن صياغة الجملة لها تأثير في المعنى ف"حزنتُ منك أكثر"، و"حزنتُ أكثر منك"، هناك فرق شاسع بينهما، ومن منطق اللّغة العربيّة إنّ ما تُبدأ به الجملة أهمّ من غيره من عناصرها، فإذا قلتَ «الحمد لله» كنت تتكلّم عن الحمد وتهتم به، وإذا قلت «لله الحمد» فكأنّك تقول إنّ الحمد لله وحده بلا شريك.
ومن هنا نستنتج أنّه إذا قيل لك «السلام عليكم» فقلت «وعليكم السلام»، فقد حيّيت بأحسن منها ولم تردّها فقط.
وتعرف العربيَّة بأنَّها لغة الضَّاد، ونفخر بذٰلك، ثمَّ نأتي لهذا الحرف -تحديدًا-، ونرتكب جميع صور الفظائع بحقِّه.
الأمر يستدعي الانتباه حقًّا، فالإحباط المتولِّد من قراءة رأي مكتوب يخلط فيه كاتبه -العربيّ- بين حرفي (الضَّاد والظَّاء) يضيِّع فرص هذا الكاتب في استيعاب القارئ لفكرته وإن كانت ألمعية، إنَّ اللُّغة ليست مجرَّد أداة نقل للأفكار فقط، بل جزء عضويّ من بنية الفكرة.
فعليه نحتاج إلى تكثيف التوجيه عند ملاحظة هذه الأخطاء وأن يتم تقبلها على أنها تقويمية وليست انتقاصا فضلا عن ذلك كلُّ دارس للغة العربية هو مسؤول عن توعية ما حوله عند الخطأ، هناك صفحات عملتْ على ذلك لكنها للآن لم تستطع تغطية نسبة بسيطة من الأخطاء، مسؤولية احياء اللغة العربية مسؤولية كل من ينطق بها، حتى لا تموت مفرداتها، فضلا عن ذلك حتى يفهم كلام الباري عز وجل وليستطيع العيش معه خشوعا.
اضافةتعليق
التعليقات