من منا لم يسمع عن محلات أو متاجر بودي شوب المشهورة في الأسواق ومن منا لم يقتن من منتجاتهم ذات الرائحة الجميلة.
ليس الكثير منا يعرف أن وراء هذا الصرح والاسم العظيم قصة نجاح وإصرار من امرأة قوية مكافحة استطاعت أن تصنع منتجات ذات قيمة وجودة عالية عن طريق "إعادة تدوير كل أداة وغرض تشاهده أمامها".
"انيتا روديك" مؤسسة وصاحبة فكرة اول متجر لسلسلة متاجر "بودي شوب" وسيدة أعمال بريطانية وناشطة في مجال حقوق الإنسان والبيئة.
ولدت في انكلترا لأبوين ايطاليين وهي الابنة الثالثة والدتها من النساء المكافحات اللاتي يعملن ليلا ونهارا وبالرغم من الحرب العالمية إلا أنها استطاعت أن تفتح مقهى صغيرا جعلت "روديك" وأبنائها الثلاثة الآخرين يعملون معها في المقهى، كانت "روديك" تذهب الى المدرسة في الصباح وتباشر العمل في المقهى بعد عودتها من المدرسة مما جعلها تكتسب من والدتها صفات عديدة أهمها السعي والكفاح من أجل الوصول للهدف.
من خلال عملها مع والدتها تعلمت منها معرفة استراتيجية الاستفادة من العلب والأدوات التي تنتهي من استخدامها وعدم رميها وعمل إعادة تدوير لها للتوفير مما ساعدها مستقبلا في مشروعها الذي أصبح علامة تجارية كبرى.
أكملت "روديك" دراستها وتخرجت من الثانوية العامة والتحقت بكلية باث للتعليم العالي قسم التربية والتعليم لتعمل بعد ذلك كمعلمة في إحدى المدارس.
تزوجت من الشاعر والرحالة الاسكتلندي جوردن روديك حيث كان محبا للسفر، بدأت معه اول رحلاتها في عالم المشاريع والأعمال حيث افتتح الزوجان اول مشروع لهما وهو عبارة عن مطعم صغير استطاع الزوجان من خلاله توفير المال لشراء فندق صغير.
بعد ذلك سافر جوردن تاركا روديك وابنتها وحدهم.
في غياب وانشغال زوجها في عمله تقدمت روديك الى العديد من الوظائف وفعلا تم توظيفها في الأمم المتحدة وكانت وظيفتها تتطلب منها السفر كثيرا الى بلدان عدة.
من خلال سفرها تعرفت روديك على عادات وتقاليد وطبائع الشعوب في العالم والتي اكتسبت تجارب عديدة استفادت منها في مشاريعها الخاصة.
قررت روديك في عام 1976 بمجازفة كبيرة تمكنت من خلالها افتتاح أول متجر لل"بودي شوب" وهو عبارة عن محل يبيع المستحضرات التجميلية المصنوعة من المواد العضوية والطبيعية الخالية تماما من المواد الصناعية، ونالت من خلاله استحسان وتقبل الكثير من الناس خصوصا ان جميع منتجاتها كانت طبيعية وغير ضارة.
وبما أن الناس كانوا متعطشين لهذا النوع من المنتجات أدى ذلك إلى اندفاع الكثير الى المنتجات الطبيعية ونبذ المنتجات الصناعية كما عملت روديك على حث الناس على اتباع النظام والاستراتيجية التي تعلمتها من والدتها وهي عدم رمي العلب وعمل إعادة تدوير لها وقد اكدت على تجنب المواد الصناعية واللجوء إلى الطبيعية لذلك عملت على اختيار لون مناسب قريب من لون الطبيعة وهو اللون الأخضر وفعلا أصبح متجر بودي شوب من المتاجر المتميزة لدى الجميع.
كما كان ل روديك دور كبير في العديد من النشاطات في مجال حقوق الإنسان والبيئة.
ففي عام 1990 أسست منظمة خيرية لمساعدة الأطفال المحرومين في أوروبا وآسيا أطلقت عليها اسم "أطفال على الحافة".
وفي عام 2003 منحت الملكة اليزابيث الثانية ل روديك لقب ووسام سيدة الإمبراطورية البريطانية.
وفي عام 2005 باعت روديك حقوقها في شركة بودي شوب الى مجموعة لوريال بمبلغ 652.3 مليون جنية إسترليني.
عندما ولدت روديك ابنتها الثانية فقدت كثيرا من الدم فاحتاجت نقل دم ولكن للأسف عملية نقل الدم التي أجريت لها نقلت إليها فيروس الالتهاب الكبدي والذي انتشر وتسبب لها بعد سنوات طويلة باصابتها بمرض تشمع الكبد المميت لتسدل الستار على نهاية قصة نجاح وكفاح ومثال يحتذى به.
اضافةتعليق
التعليقات