من أجمل القوانين الكونية تأثير الفراشة : على أثر رفرفة جناح الفراشات ممكن أن تحدث فيضانات في مناطق أخرى هذه النظرية من الصعب ان يقتنع بها الانسان من الصعب أن نفكر ان عملا بسيطا منا يمكن أن يأخذ حيزا كبيرا لاسعاد حياة الآخرين أو يكون سبب بؤسهم كلمة واحدة تخرج من أفواهنا ربما تسبب الحزن مدى العمر لشخص ما أو تضيء دربهم مدى الحياة بسبب مسمار ما سقطت دولة ! ربما نستبعد القضية و نشك في صحة عقل صاحبها ولكن عندما نركز نرى انها صحيحة مئة في المئة بسبب مسمار سقط الحصان و بسبب الحصان سقط الفارس الذي كان يمتطي الحصان و بسبب الفارس سقطت الفرسان و هكذا انتهت المعركة و سقطت دولة كاملة بسبب عدم اتقان ادخال المسمار بصورة صحيحة في نعل الحصان. هذه القصة تكشف الغطاء عن خساراتنا و عدم نجاحنا حيث ندرك كل شيء يبدأ منا و نحصل على مانقدم قمة العدل كما قال ربنا عزوجل في محكم كتابه الكريم :( أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم، فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ). كم من عمل نقوم بجزء منه و نجهضه قبل فوات الأوان وكم من عمل يصاب بخيبة بسبب عدم اتقاننا له بعد معرفة هذه الحقيقة ندرك عظمة مسؤوليتنا تجاه أنفسنا و الآخرين . أهمية مانقوم به وما نلفظ به هل من نصرة الحق أم الباطل؟ قيل أحدهم للعلامة الأميني لماذا تذمون عمر؟ أولم يكن السبب في نشر الاسلام و اكثار المسلمين ؟ قال نعم الاسلام الذي نشره عمر كان اسلام دون السلم فهؤلاء هم أنفسهم الذين هجموا على دار فاطمة سلام الله عليها و أحرقوا دارها و اسقطوا جنينها و اقاموا الحروب على اميرالمؤمنين و اغتالوا الامام الحسن و ذهب الآلاف في معركة الجمل . هؤلاء من أسلموا على يد عمر و من ثم حرضوا الناس على الوقوف امام ابن بنت نبيهم و قتله و بعد نهب خيامه صلوا صلاتهم و تركوه عريانا على رمضاء كربلاء قد بقي هذا العمل و سبب في انتشار الظلم و اكثار الظلمة مدى الدهر . ليس فقط من يقوم بالعمل بل الأمر أدق كذلك من أحب عمل قوم أشركه الله معهم روي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّه قال: (من أحب قوما حشر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم) فمن رضي بالظلم فقد يُكتب في سجل الظلمة و بالعكس. نقل أحد المؤمنين أنّ المرحوم المؤلّف الجليل الشيخ عباس القمّي قدّس سرّه صاحب الكتب العديدة وفي طليعتها كتاب مفاتيح الجنان الذي يستفيد منه ملايين المؤمنين كان في صحن أمير المؤمنين سلام الله عليه في إحدى الزيارات المعروفة - وكان الشيخ في أواخر عمره مريضاً متعباً قد اتّكأ على جدار الصحن - فسأله: لماذا أنت واقف هنا؟ أجاب: إنّ الحسرة تغمرني إذ أرى المؤمنين يوفّقون للزيارة من قرب الضريح الطاهر وأنا محروم من ذلك. فقلت له: انظر كيف أنّ كلّ من يدخل الحرم الشريف آخذ بيده نسخة من كتاب مفاتيح الجنان؟! فأنت تدخل مع كلّ زائر. فبعد ألف سنة من تاريخ المعصومين (سلام الله عليهم) نرى أن الشيخ عباس قد فاز فوزاً عظيماً … وعندما سألوه لماذا تميّز كتاب مفاتيح الجنان عن بقية مؤلّفاتك الكثيرة؟ قال: ببركة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، لأنّي عندما ألّفته قصدت بكتابته السيّدة الزهراء (سلام الله عليها)، وربما لم يصرف الشيخ عباس القهمّي من عمره إلاّ القليل في تأليف هذا الكتاب، ومع ذلك بلغ هذه العظمة بحيث إنّ كلّ من يقرأ مفاتيح الجنان يؤجر معه الشيخ عباس، كما في الحديث الشريف: «الدالّ على الخير كفاعله». بالطبع هذه الفرصة متاحة لجميع الناس إذا قصدوا بأفعالهم القربة إلى الصدّيقة الزهراء (سلام الله عليها) صاحبة العظمة عند الله وأهل البيت (عليهم السلام) فإنّهم بلا شكّ يصلون إلى هذا المقام العظيم فمن احب صديقتنا الطاهرة كان له توفيق لا يناله الا ذو حظ عظيم. ومن أبغضها و كان راضيا بأفعال الظلمة و المسمار الذي أدخل في صدرها كان من المغضوب عليهم ، فبسبب مسمار سقطت أمة بأكملها و بسبب مسمار غُصب حق وليها و قُتلت سيدة الاولين و الاخرين و حل الظلام محل نور ال محمد، فيا نور ال محمد العجل.
اضافةتعليق
التعليقات