أقام ملتقى المودة للحوار جلسته الثقافية الشهرية الالكترونية تحت عنوان: الثورة الفكرية في النهضة الحسينية، وذلك تزامنا مع ذكرى عاشوراء واستشهاد الامام الحسين عليه السلام، وكان ضيف الملتقى سماحة الشيخ مرتضى معاش، وعقد الملتقى بتاريخ: 22/8/2020، الموافق 2 محرم 1442.
وكانت محاور الملتقى:
1. كيف تؤثر الأفكار في صياغة المجتمعات؟
2. كيف تساهم الرسالة الفكرية للإمام الحسين (عليه السلام) في تحريك المجتمعات؟
بدأ الشيخ مرتضى كلامه قائلاً:
قال الله تعالى في كتابه الكريم: "قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون، "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها".
في هذا الحوار نحاول التركيز على ثورة التفكير التي قادها الامام الحسين عليه السلام لتحريك المجتمع الجامد أو الراكد واخراجه من حالة الشلل الفكري وانتشاله من العجز عبر التفكير المتحرك أو تحريك الفكر، فحركة الامام الحسين كانت ثورة وحركة في مواجهة ذلك النمط من التفكير السائد المتخلف المادي الاستسلامي والذي يريد ايقاف التاريخ وعجلة التقدم.
ولكن هل يكفي أن نقول أن نهضة الامام الحسين عليه السلام كانت نهضة فكرية؟!
البعض يقول كانت فيها رسائل سياسية واجتماعية وأخلاقية، هذا صحيح، لكن كل هذه الأشياء تستند على الأفكار، الأفكار هي التي تحرك المجتمع، تحرك الانسان، لذلك نقول كانت ثورة الامام الحسين ثورة فكرية، لأنها كانت في النتيجة تؤدي إلى ثورة اجتماعية وسياسة وأخلاقية، وكل أنواع التغيير تأتي من خلال ثورة الأفكار أو الثورة ضد الأفكار السائدة.
الانسان بطبيعته هو كائن يعيش على التفكير لأنه عاقل، ولأنه عاقل فهو مفكر، فكل مايفعله هو مسؤول عن أفعاله وأعماله وسلوكه، لأنه خرج من طيات أفكاره، كذلك فإن الانسان الغرائزي المنفعل هو انسان لم يفكر، بل دفعته غرائزه لكي يسلك هذا الطريق، أو انفعالي، بينما الانسان المفكر ناضج.
فكل مايفعله الانسان يخرج من أفكاره أو من غير أفكاره أي لا يفكر، وسلوكيات الانسان والمجتمع بشكل عام تظهر من خلال البنى الفكرية التي يعيش عليها، فالإنسان كل ما يفعله في أي تحرك أو فعل جوهري لابد أن يحمل نمطا فكريا، لأن كل أنماط السلوك والتشكل السياسي أو الاجتماعي أو الأخلاقي تعتمد على بنى فكرية أو منظومة أفكار تشكل العقل العملي للانسان. فأي أحد منا يعمل عمل ما أو يسلك سلوكا فإن عمله هذا يأتي عبر لاوعيه فهناك فكرة معينة في داخله وفي أعماقه هي التي جعلته يسير بهذا الطريق، أو يخرج منه هذا السلوك، فكل الأشياء الانسانية والمجتمعية قائمة على بنى فكرية، واختلاف المجتمعات بسلوكياتها وطرقها وحياتها ومعايشها لأنها تختلف في البنى الفكرية التي تقوم عليها.
مثلا، الانسان الذي يقبل أن يحكمه الدكتاتور هذا الانسان كما البعض أنه يريد حاكما دكتاتورا، فهو لا يحب أن يعيش تحت ظل الحرية، لأنه يعتبر أن الحرية فوضى والاستبداد أمن بالنسبة له، هذا الشخص ليس لأنه مع القضية الأمنية وإنما استحكمت به عقيدة الاستبداد فأصبحت فيه بنية تحتية مترسخة.
يقال أن بعض الطيور التي تعيش أو تعلمت أن تعيش حرة في الطبيعة، إذا أمسك بها ووضعت في أقفاص تنتحر في أقفاصها، لذلك هؤلاء الذين يريدون أن يجعلوا الطيور مدجنة، يجعلون الطيور منذ صغرها في أقفاص فتتعلم على الأسر، فلاحظوا كيف أن العبودية والحرية تعليم وتربية وانغراس عميق للانسان في عقيدته.
ومثال على ذلك، الشخص المتلون الذي يحاول أن ينتهز الفرص دون أن يكون هناك رادع أخلاقي أو ديني أو انساني أمامه، عندما تسأله لماذا تفعل ذلك يقول: "الغاية تبرر الوسيلة"، "إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب"، "لا أستطيع العيش إن لم أكن ذئبا، لأن الذئاب تأكلني"، فهذا نمط من التفكير، إذا تلاحظون اليوم أحد أسباب التخلف، هي الأمثال الشعبية التي يستعملها الناس، هذه بالواقع بنى فكرية تحرك السلوك، فالإنسان يتحرك على ضوء هذا المثل الشعبي الذي انغرس في داخله منذ الصغر، فيصبح سلوكا عاما له، ولاحظوا ذلك في الواقع، كيف أن من يستخدم تلك الأمثال، لتبرير سلوكه أو شرح أو تحليل قضية أو حالة معينة.
عموما، المجتمعات تحب أن تتجمد ولا تتحرك نحو المستقبل، خوفا ورعبا من فقدان مصالحهم، وحفاظا على وتيرة حياتها، لأنها تعتبر التحرك نحو التقدم قد يزعزع مكاسبها، وهذا يكشف عن فقدانها للإيمان واستكانتها للقدر، لذلك تصنع المجتمعات الراكدة أصنامها لتبرر لها الركود والتخلف والتخلي عن جوهر الوجود الانساني الموجود في أعماق الفطرة، فنوعية الأفكار وأسلوب التفكير هو الذي يتحكم بحركة الانسان والمجتمع، لذلك كانت بعثة الأنبياء ومنهجية الأئمة عليهم السلام هي إثارة التفكير وتغيير المجتمعات الراكدة بإثارة التفكير الحر وتفكيرهم بهدفية الانسان ودوره الجوهري في الحياة، وقد قال الامام علي عليه السلام في نهج البلاغة: (فبعث فيهم رسله وواتر إليهم أنبيائه ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكروهم منسي نعمته ويحتجُ عليهم بالتبليغ ويثير لهم دفائن العقول).
فكانت حركة الأنبياء والأئمة هي حركة ضد الأفكار النمطية السائدة التي تجعل المجتمع متخلفا، راكدا، نائما، جامدا، وكانوا يريدون تذكير الناس بهدفية الحياة وميثاق الله الذي عقده مع البشر، ويذكروهم بالنعم، وبدور العقل الذي هو حجة على الناس، فهي حركة لتحريك أفكار الانسان نحو المستقبل.
ماهي المظاهر التي نشاهدها في المجتمعات المتخلفة؟
سوف أذكر هذه المظاهر بإيجاز سريع، حتى نستطيع أن نصل للنتيجة:
1- الركود والجمود وايقاف عجلة التاريخ والزمن:
حيث لا يتقدم المجتمع، زمنه يتوقف، ليس له قيمة، حاضره يبقى يعيش في الماضي، ماضيه يتحكم بحاضره وحاضره يكون جامدا ويضع جداراً أمام المستقبل أو الحركة نحو المستقبل. ويكون التمسك المطلق بالتقاليد الروتينية.
2- العبودية للطاغوت:
من المظاهر التي نشاهدها في المجتمعات المتخلفة، حيث يتصور الناس أنهم ينعمون بالأمن والمال، لأن الحاكم الفرعون هو الذي يعطيهم الأمن والمال، إذا حاولوا التمرد عليه يسلب منهم الأمن فيعيشون في ظل القلق، فيرون أن الأفضل لهم الاستكانة لهذا الحاكم.
3- الفوضى واللامبالاة وعدم الالتزام والانضباط، وعدم احترام المجتمع فالجميع يعيش لنفسه، ضمن دائرته الخاصة منعزلاً عن التكامل الاجتماعي.
4- الانغماس المادي، واعتبار اللذة الجسدية هي الهدف، والاهتمام بالطعام والشراب واللباس والسكن، فيعيش من أجل أن يأكل، من أجل أن يلبس، وأن يشتري سيارة جميلة، بيت جميل، فيغرق في عالم الاستهلاك، هذا أيضا من المظاهر في المجتمعات المتخلفة التي ليس لها روح، لا تفكير للإنسان في هدفيته في الحياة، وماهو هدفه في الوجود؟
5- الاكتئاب، وهو نتيجة حتمية لما قلناه سابقا من مظاهر، لأن الانسان الذي يعيش في إطار المادة، يصل لمرحلة معينة يصبح ليس له احساس بالحياة، يسيطر عليه الاكتئاب وعدم الاحساس بأهمية المستقبل والوجود، لذلك المجتمعات المادية الصرفة توجد فيها أكثر حالات الانتحار، فالفرد ليس لديه مشكلة مادية أو أمنية لكنه فقد الشعور بالحياة، لأن الهدف الحقيقي في الحياة هو الروح والعقل، والجسد مجرد وسيلة لهما.
ماهي أساليب التفكير التي تمنع المجتمعات من التحرك والتقدم؟
نذكر بعض الأنماط، من أساليب التفكير التي تجعل المجتمع راكدا وجامدا:
1. التفكير التبريري، وهو ديدن وأسلوب الفاشلين، الذين يبررون أخطاءهم ويلقون اللوم على الآخرين، ويكثرون من العتب.
2. التفكير المصلحي:
يقول الامام الحسين (عليه السلام): (الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحيطونه مادرّت معايشهم، فإذا محصّوا بالبلاء قل الديانون).
هؤلاء حتى اتباعهم للدين هو اتباع مصلحي أو العيش مع السائد وليس لديهم مبادئ، هذا التفكير خطر على الانسان، يحول الانسان إلى انتهازي ازدواجي ومنافق، هذا يسلب أخلاقيات الانسان، وهو أمر خطير.
3. التفكير المادي:
وهو يرى أن الحياة فقط مادة، نحن جئنا لنأكل ونعيش ونلتذ جسدياً.
قال الامام علي (عليه السلام): (أيها الناس إياكم وحب الدنيا فإنها رأس كل خطيئة، وباب كل بلية، وقران كل فتنة واداع كل رزية).
كل المشكلات في العالم اليوم هي مشكلات ناشئة من حب الدنيا، لأنها باب وصندوق الشرور، تجعل الانسان يفعل كل شيء وينتهك كل شيء حتى يحصل على شيء من الدنيا.
4. التفكير الانعزالي، بعض الناس يرون أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا، فينغلقون بإطارهم الخاص ويعيشون حياتهم الخاصة بعيدا عن كل مايجري في الحياة، وهذا أمر خطير جداً، الاعتزال جيد بشكل نسبي، لكن يحتاج إلى ادارة وهذا النوع من الانعزال المطلق يؤدي في بعض الأحيان إلى الانحراف، لأن الانسان المنعزل يؤسس لنفسه أفكار جديدة تخلقها بيئة الانعزال.
لذلك نرى تاريخيا أن المتصوفة لديهم أفكار منحرفة، لأنهم أصبحوا منعزلين وعاشوا في اطارهم الخاص.
5. التفكير العدمي:
وهو الذي يقول أنه لافائدة من الوجود، فيسود القلق والخوف واليأس والاحباط، وهذه المعاني تجعل الانسان عبد ومرتهن، وأيضا تؤدي في جانب معين إلى القدرية والاستسلام، لذلك دائما مانسمع عن الأغلبية الصامتة، هم الذين يرون أنه ليس هناك فائدة في عملية تحمل المسؤولية وإرادة التفكير والوجود.
6. التفكير الجبري:
حيث يرى الانسان أنه ليس لديه ارادة واختيار بل هو مجبور على الوجود والانصياع المطلق للحاكم وللمجتمع، وهكذا استعبد فرعون قومه، وهكذا أسس معاوية وأعوانه للمذاهب الجبرية، فالأمويين أرادوا أن يجعلوا لأنفسهم شرعية فاعتبروا أن الانسان مجبور والله هو الذي سلط الحاكم الفاسق عليهم، فأسسوا مذاهب عقائدية لهذ الأمر، وجعلوا الانسان ليس له قدرة على العقل والتفكير.
ماهي الرسالة الفكرية في نهضة الامام الحسين عليه السلام؟
1. مواجهة الاذلال
ومواجهة ثقافة الخضوع التي يعيشها المجتمع، كما قلنا قبل قليل التفكير الجبري والانعزالي والعدمي، فالمجتمع عندما يكون لديه هذه الأنواع يكون خانعا وذليلا، وأسوأ شيء عند الانسان هو الذل والخنوع، وهو أسوأ من الفقر والموت.
الله سبحانه وتعالى خلق الانسان كريما والكرامة أهم نقطة في كون الانسان انسانا، لذلك الامام الحسين (عليه السلام) أراد أن يواجه العنف والاستبداد والعبودية للطاغوت. وبنو أمية أرادوا أن يذلوا المسلمين، عبد الملك بن مروان كان يقول: والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه.
فبنوا حكمهم على السيف، لكن نهضة الامام الحسين جاءت لتنسف تلك الثقافة، ثقافة السيف، العنف، الاستبداد، اذلال الانسان.
هذا صراع بين الثقافتين، اليوم العالم يعيش هذه الثقافتين، ثقافة قوة المنطق، ومنطق القوة.
فسيرة الحسين (عليه السلام)، وسيرة الأنبياء قائمة على قوة المنطق، بينما سيرة الطغاة والمستبدين والمنحرفين تقوم على القسوة واستعباد البشر.
وقد قال الامام الحسين عليه السلام في رسالته الفكرية:
(لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرار العبيد).
وقال أيضا عليه السلام: (ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات من الذلة، فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما).
2. تحمل المسؤولية والوظيفة الشرعية
الانسان كما قلنا كائن مفكر مسؤول فلابد من أن يتحمل المسؤولية، لا أن يعيش في الحياة برغباته الخاصة، هو انسان مسؤول وهناك حساب وكتاب في الدنيا والآخرة، لذلك الامام الحسين (عليه السلام) يقول ويحرض الناس ويتكلم بلغة عظيمة وعميقة: (ألا ترون أن الحق لا يُعمل به، وأن الباطل لا ينتهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً).
هذا هو معنى المسؤولية الشرعية، الانسان في داخله فكرة المسؤولية ومسؤولية التفكير، حتى يستطيع أن يعمل بوظيفته الشرعية ويعمل مع الحق ولايستسلم للباطل ولا يذل تحت حكم الباطل.
3. بناء الانسان العاقل المفكر:
في رسالة الامام الحسين الفكرية يقول الامام: (إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم).
أي لكي تكون انسانا لابد أن تكون حراً ولكي تكون حراً لا بد أن تكون مفكراً، هذا يحرض الناس على التفكير، فمن خلال التفكير يصل الانسان إلى هذه النتيجة وهي الحرية.
فالانسان بحد ذاته، بفطرته يحتاج لأن يكون حراً، وهذا يقوده بالإحساس بيوم المعاد ونحو الايمان بالدين.
واجباتنا تجاه النهضة الحسينية:
1. العمل الثقافي الموسع لنشر ثقافة الامام الحسين عليه السلام:
وهو من أوجب الواجبات، وهو الطريق لإنقاذ العالم من الانحدار، وهو الطريق الذي يحض الناس ويحرضهم على التفكير، العمل الثقافي مهم جداً، نحن ضعفاء في نشر ثقافة الامام الحسين عليه السلام وخصوصاً ثقافة عاشوراء، هذه الثقافة العظيمة التي لو انتشرت في كل الأرض للاحظنا هناك انفراجا كبيرا في حياة الناس وخروجها من هذه الأزمات وهذه المشكلات.
2. نشر ثقافة المسؤولية في الحياة:
تعني التعاون، النظام، اللاعنف، الاحترام، التكامل، التعايش، كل هذه النقاط مهمة ولابد أن نرسخها من خلال نشر ثقافة المسؤولية، الانسان المسؤول هو انسان مفكر، حر.
3. التأكيد على الالتزام بالمبادئ من خلال نهضة أخلاقية تنبذ السلوكيات والأنانية:
الانسان المصلحي لاينجح في حياته، والانسان الأناني انسان فاشل، لا يحصل على شيء من حياته، الانسان المبدئي هو الانسان الرابح مطلقا، هل تعتقدون أن الناس تؤمن بالانسان الكاذب؟، كلا، الانسان الصادق الأمين هو الذي ينجح في حياته.
4. ايجاد تحول في المجالس الحسينية
بالعمل التثقيفي نحو تغيير مجتمعاتنا بالالتزام بثقافة أهل البيت عليهم السلام، جوهراً ومظهراً:
فالمجلس الحسيني أكبر نعمة، علينا انقاذ عوائلنا ومجتمعنا وأبنائنا بالتربية الصالحة، ولابد من استثمار المجلس الحسيني بشكل كبير جدا لتطوير حياتنا وتغيير أنفسنا.
5. نشر المقال الحسيني والكتاب الحسيني
وبناء أجيال من الصحفيين والمؤلفين والأدباء والمثقفين لنشر الكلمة الحسينية في أرجاء العالم، "ومثل كلمة طيبة كمثل شجرة طيبة".
6. التأكيد على مبادئ الحرية:
وتربية أبنائنا على الحرية، في مقابل سلوكيات العبودية، لابد أن نقف مقابل هذه السلوكيات السيئة التي تعلم الأبناء على الخوف والعنف، وهذا خطأ كبير، فلابد أن يشعرون بالشجاعة وعدم الخوف، ويتربون على اللاعنف، وهذه التربية تخلق من الانسان انسانا متقدما، في بعض المجتمعات يربون أبناءهم على الخوف حتى يصبح خانعا وخاضعا لأنهم يخافون من الحاكم المستبد، هذه نقطة نلاحظها كثيرا فنرى البعض حتى عمر متقدم يعيش عمره خائفا من الآخرين ومن الحاكم.
7. التشجيع على التفكير
وتربية أبناءنا على الحوار والتفكير النقدي وعدم منعهم من التفكير، لأن عدم التفكير يؤدي إلى الركود والجمود.
8. الحوار الحسيني الرصين:
هو أفضل البوابات للتواصل مع الآخرين والابتعاد عن الجدل والصدام والعنف اللفظي، الحوار هو طريق أهل البيت، لاحظوا تاريخ أهل البيت دائما كانوا يتحاورون مع المخالفين، بحوار جميل رصين هادئ يعتمد على الحجة والعقل والاستدلال ومارأيناهم يستخدمون غير الكلمة الهادئة والطيبة.
9. الشعائر الحسينية طريق عظيم للتغيير والتقدم:
لماذا؟ لأنها تحمل عناصر العاطفة والحماس والتجمع الاجتماعي الايجابي الذي يقود المجتمع نحو الخير والصلاح ويحميها من الانحراف الأخلاقي والعقائدي والنفسي والاجتماعي، لذلك لابد من استثمارها فكريا لإيجاد توجه مركز في حركة النهضة الحسينية، عندما نلاحظ حركة الشعائر الحسينية نرى أنها تهدم كل الحواجز النفسية في القلب، تجعل القلب رقيقا ناعما، وعندما ينفتح القلب ينفتح الفكر، لاحظوا التفاعل بين البكاء وبين العقل، العقل يستطيع أن يستقبل الأفكار الايجابية من خلال عاطفته وبعد البكاء، فالبكاء شيء عظيم يجعل العقل يستقبل التغيير الفكري والأـخلاقي، لذلك الشعائر الحسينية طريق للنهضة الفكرية والتقدم للأمام.
في الختام، لابد من أن نقول هذه الكلمة الأخيرة، الأفكار الحسينية والتفكير الحسيني شيء أساسي لمواجهة الانحراف الذي يمارسه البعض للحصول على السلطة والهيمنة والاستعباد وجعل المجتمع جامداً وراكداً ويحاول إيقاف حركة التاريخ أمام التقدم، لذلك لابد من الاستمرار في قراءة الأفكار الحسينية قراءة عميقة ودراستها وتحليلها لبناء نظام انساني واجتماعي وعالمي ناجح. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم في هذه المسيرة الفكرية والثقافية من أجل نشر الأفكار الحسينية لجميع الناس وتحليلها وفهم الدوافع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومن ثم نستفيد ونأخذ منها العبر من أجل تحسين حياتنا والاستمرار في حركة التقدم نحو الأفضل وبناء مجتمع ناجح، ووفقنا الله واياكم لخدمة الامام الحسين عليه السلام.
المداخلات
هاجر الأسدي / طالبة:
إن أساس كل المشاريع الناجحة والمؤثرة في أي حقبة زمنية على حدٍ سواء هي ناتجة من فكرة بسيطة.. هذه الفكرة قد تخدم الحياة اليومية للفرد أو لتطوير طبي أو ما شاكل من ذلك. ومن وجهة نظري أرى بأن هناك نوعين من الأفكار بشكل عام أفكار تنتج من خيال الإنسان وأخرى تنتج من حاجته والحاجة هي أم الاختراع وأساس المنجزات العصرية الحديثة.
يعتمد تقدم المجتمعات على صياغة الأفكار وتطبيقها على أرض الواقع بشكل ملموس سهل وسلس ومؤثر على حياة الفرد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام والتكنلوجيا والاختراعات الالكترونية خير مثال يُضرب على تطبيق وتجسيد حقيقي لأفكار كانت في زمان ما أشبه بنكتة مثيرة للسخرية. هذا على مستوى الأفكار المادية.
أما الأفكار المعنوية هي صاحبة التأثير الأعظم على المجتمع. زرع القيم الأخلاقية روح المنافسة، الإرادة والمثابرة والإستمرار في التقدم وإنتاج الأفكار وعدم التكاسل والتسويف في تطبيقها صفات لابد أن يمتلكها أفراد المجتمع كافة أو على الأقل نخبة منهم لأن الفرد الذي يتحلى بهكذا صفات هو المنجز الحقيقي والمؤثر والفرد الفعال الذي يقود مجتمعه نحو التقدم والتطوير بمنجزات هادفة.
وبالنسبة للسؤال الثاني، الإمام الحسين وأهل البيت عليهم السلام هم منهجية أخلاقية متكاملة من جميع الصفات والنواحي الإنسانية بالدرجة الأولى وهذا ما نحتاج إليه بشدة في الوقت الحالي. مجتمعاتنا تغرق نحو الهاوية بسبب التخلف والجهل والتسيد من سلطة القوي على الضعيف والغني على الفقير والتنمر بأبشع أنواعه والعنصرية على اساس اللون والعرق ووجود فجوة التفاوت بين الطبقات.
لذا لو أردنا النهوض بالمجتمع من براثن الجهل والتخلف لابد من زرع القيم الأخلاقية الإنسانية الدينية التي أوصانا بها أهل البيت وذلك بدءاً بالوالدين الحجر الأساس في تكوين شخصية الفرد الاسلامي.
خاصة ونحن في عصر العولمة حيث كل شيء في متناول اليد من الكتب الورقية والالكترونية المحاضرات المسموعة على شبكات التواصل وشاشات التلفزة.
فـ معركة الطف ومقتل الحسين وأهل بيته ليست مجرد معركة قام بعض حثالة التاريخ بقتل سادات الكون.. معركة الطف في كل تفصيل منها هو رسالة أخلاقية من الإيثار والوفاء والتضحية وتقديم كل ما يمكن تقديمه في سبيل إعلاء كلمة الحق على كلمة الباطل.
معركة الطف في كنهها وباطنها هي حرب مبادئ وقيم أخلاقية ترتقي بمجتمع كامل لأعلى المراتب.
فالإمام الحسين ضحى بكل ما يملك من أجل ترسيخ الأخلاقيات فالمطلوب منا كشيعة موالين التحلي بأخلاقهم ومبادئهم والقيم التي قدمتها هذه المعركة بكل وضوح وصراحة قبل إحياء العزاء وقبل اللطم على الصدور وقبل كل هذا.
هذا ما أراه من رسالة الحسين التي قدمها وكتبها وخلدها بدمائه الطاهرة.
أم حسين/خطيبة قالت:
لكل فكرة حضارة، وكل حضارة قيم تتقيد بها فكريا.. وقوة كل حضارة منوطة بأفكارها، وانعكاس ذلك يبدأ من روادها، أصحاب الفكرة، لذا انطلاقة كل أمة من الأمم، يعتمد على سلسلة أفكارها، وشاهدها هو سلوك أفرادها الذي ينعكس سلبا أو إيجابا.. فهو يترجم الفكرة التي يعتنقها عمليا.. وبالتالي يصنع مجتمعه في قالب فكرته..
لذا المجتمعات تدرك عافيتها، من محور أفكارها، إن صحت، تتألق.. وإن مرضت، أصبحت غثاء.. وما سلوك الإنسان إلا تبعا لأفكاره، لأنها هنا فرعا لتصوراته الفكرية..
فإن تغير الإنسان بجهده، أو بجهد غيره.. فسوف يعطي النموذج لما آلت إليه أفكاره،
إذن حصيلة الفكرة هي التي تصنع الإنسان ومنها تتفرع آليته.
لذا عدت الأفكار على قدر من الأهمية في حياة الفرد، من الممكن أن تصنع منه نجما لامعا، وأخرى تصنع منه النقيض، لأن السلوك هنا يلتزم الفكرة ويكون ظلها المقرون بها.
لذا كان دور النهضة الحسينية، والتي قوامها إعادة الأفكار البناءة لهيكلية الانسان والمجتمع، واستقرار نفسه، على الفكرة العقدية الخلاقة، وترصد الأفكار الفعالة.. في جسد الأمة لتقوم قائمته على الأسس الصائبة، واحتواءها مبدئيا وفكريا.. الذي يعد عامود الاستقامة في أي خطوة منهجية. لأن هزيمة الأمة (فكريا) يعني تجردها عن حصانتها، وتركها فريسة العلة والمرض والنقص الذاتي، والفتور والتناقض، وكل مايدعو إلى هزيمتها، وبذلك يسهل احتوائها وتفكيكها عقائديا وفكريا.
زينب الأسدي/ كاتبة، قالت:
يتناول الكاتب الأمريكي (فانس باكار) في كتابه (الإقناع الخفي) عوامل التأثير على الفكر من المنظور الإقتصادي فيقول:
إن الشركات في أمريكا تستخدم كل الوسائل للتأثير على المستهلك والّتي تجعله عاجزاً عن الاختيار.
يعمل على ذلك ثلّة من علماء النفس، وعلماء النفس الجنائي والخبراء في الألوان والأذواق وعلماء في دراسة الشعوب وعلماء في الاجتماع.
يجنّدون لذلك الإعلانات في التلفزيون وفي السينما وفي الصحف وفي الشوارع وفي صناديق البريد وفي كلّ ورقة يلمسها أي مستهلك وعلى سيارته وعلى القلم الذي يمسكه بيده.
فلا تترك فرصة للمستهلك لكي يفكر بل تجعله عاجزاً عن التفكير، ولا يملك إلا أن يترك غيره يفكّر ويرى له..
هذا الواقع فارض في كلّ المجتمعات والأمم وفي كلّ المجالات، الاقتصاديّة والعلميّة والدينيّة والمذهبيّة والفكريّة وغيرها.
في كثير من الأحيان نحن نفكر كما يريدنا الآخرون أن نفكر.
تساهم رسالة المولى سيّد الشهداء في تحريك المجتمع؛ متى ما استطاعت البشريّة أن تجعل من الحسين عليه السلام ومدرسته الفكريّة وسيلة للوصول إلى الغاية التي استُشهد في سبيلها وهي (وما خرجت إلّا لطلب الإصلاح في أمّة جدي رسول الله).
وأن التوازن بين مفهوم العِبرة والعَبرة على قاعدة المولى الإمام الرضا عليه السلام (لا إفراط ولا تفريط ولكن أمر بين أمرين).
وإلّا اضمحلّت القيم الّتي دعا إليها الإمام وأصبح مجرّد غاية نشعر بأننا حققناها بمجرّد الإنتهاء من إحياء الذكرى.
نجاح الجيزاني/ كاتبة قالت:
إنّ نهضة الإمام الحسين (ع) بفدائيّتها وبنتائجها المأساوية المروعة استطاعت أن تؤسِّس لاستعادة الأُمّة وعيها ودورها المفقود وعزّتها وكرامتها المهدورة وإرادتها المسلوبة، فأشعلت نار الثورة بوجه الظالمين وأسهمت في إيقاظ الضمائر وتصحيح المفاهيم الإسلامية..
فالمفاهيم الاسلامية قد جرى تحريفها وتغييرها.. وكما نلاحظ أنّ المفاهيم التي تمّ تزويرها لم تكن مُبتدعة أو مكذوبة بالكامل، إنّما لها أصل إسلامي في الكتاب أو السنّة، لكنّ الأهواء السياسية وتوجه الطغاة عملت على تحريفها وتفسيرها تفسيراً خاطئاً، خدمةً لمصالحها وأهدافها الخاصة.. ولكي يخضعوا رقاب الناس لسلطتهم.. خصوصا أيام الحكم الأموي.
مثلا مفهوم إطاعة السلطان ولو كان جائراً هو مفهوم مزوّر وغير دقيق.. وقد عمل عليه حكام بني أمية لكي يكون رادعا لمن يحاول القيام بوجههم أو الثورة عليهم.
أما الإمام الحسين (عليه السلام) حارب هذا المفهوم وأعني به عدم جواز الخضوع للسلطان الجائر بفعله قبل قوله، فإنّ ثورته بوجه يزيد واختياره الشهادة على البيعة هو خير برهان على رفض الإسلام شرعية السلطان الجائر وضرورة الخروج عليه، كما إنّه (عليه السلام) ركَّز على هذا الأمر في كل مراحل ثورته، ففي كتابه إلى أهل الكوفة يقول (عليه السلام): فلعمري ما الإمام إلّا الحاكم بالكتاب القائم بالقسط الدائن بدين الحقّ الحابس نفسه على ذات الله.
وليس فقط الامام الحسين، بل إنّ مدرسة أهل البيت (عليه السلام) ككل ترفض هذه الفكرة رفضاً قاطعاً وتعتبر أنّ عدالة الحاكم هي المسوّغ الشرعي لبقائه في الحكم، وبفقدها يفقد شرعيّته، وهذا ما يُستفاد من الكتاب الكريم في قوله تعالى: (لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
إذن جميع المفاهيم تبدأ بفكرة.. والأفكار هي التي تصنع الأمم وتؤسس الحضارات.
كثيرة هي الأفكار التي حُرّفت وجرى تغييرها وتزييفها.. وبعضها أُلبس لباس الدين كما ذكرت في المقدمة..
منها أيضا عقيدة الجبر.. ومفهوم الحياد.. ومفهوم الاعتزال.. وإلتباس مفهومي الثورة والفتنة وغيرها كثير.
من هنا أرى أن الرسالة الفكرية لثورة الامام الحسين عليه السلام لها الفضل الأول في تحريك المجتمعات نحو التحرر واستعادة الهوية الاسلامية المفقودة.
جنان الهلالي/ كاتبة قالت:
بالنسبة للسؤال الأول، المجتمعات البشرية بحاجة دائمة للإصلاح، وتوجيه الناس نحو عبادة الله عزوجل، ومحاربة الفساد، وإشاعـة القيم والمثل العليا، وتكريس مكارم الأخلاق، وبناء جيل صالح ومجتمع راشد، الإصلاح هو هدف رئيس من أهداف الأنبياء والأئمة "عليهم السلام". فقد كانوا يسعون دوماً إلى إصلاح العقيدة، الأخلاق، وإصلاح المجتمع، وإصلاح الفكر والثقافة وإصلاح السلوك والعادات الفاسدة.
ويحتاج هذا الأمر إلى برمجة وتخطيط وسعي علمي متواصل لتحقيق هذا الهدف.
وقد أشار الإمام الشيرازي إلى أهمية ذلك بقوله: علينا أن (نرفع من كَمِّ - المنابر الحسينية- وكيفها باستمرار ودوام، وذلك بأن نقيم المجالس إقامة حسنة، وأن نراعي فيها الكيفية المطلوبة لدى الناس، وخاصة ما يفيد الشباب والناشئة، وأن ندعو الخطباء البارعين والمبلغين الحسينيين المبرزين لإدارة المنبر والخطابة في الناس).
أما بالنسبة للسؤال الثاني، المبادئ التي خرج من أجلها الإمام الحسين هي كالنور تضيء الطريق لكل العصور وليست لزمن معين أو ظرف معين، هي ثورة وعي وإصلاح للإنسانية جمعاء.
وعندما يلتقي الفكر مع القيم والمبادئ والتآخي بين المسلمين، فإن نصف المسافة إلى الهدف تكون قد أنجزت، لهذا ركّزت رؤية الإمام الحسين على صنع مجتمع متعاون مرصوص الصفوف قوي ومتكافل.
كل المطلوب منا هو السير على نهج أهل البيت لأنهم سفينة النجاة.
زينب حسن/ مهندسة قالت:
ما نجده في المجتمعات الغربية أن هناك تأثيرا عميقا للأفكار التي يطرحها كبار المفكرين والمثقفين والفلاسفة ونرى ذلك التأثير في مفاصل الحياة العامة وأنماط التفكير ومستوياته في المجتمع.
ومن هنا نجد أن المجتمع تتشكل هويته الفكرية والسياسية والحزبية نتيجة أن النظريات والأفكار هي التي تؤسس لماهية المجتمع وهويته ولاتجاهاته الفكرية والسياسية والآراء التي من خلالها يتشكل الرأي العام لهذا المجتمع.
أما ما نجده في المجتمع العربي فقد تأثر معظم الناس بنجوم السينما ومشاهير الرياضة والبرامج ذات المحتوى التافه، لذلك تأسس مجتمعا يحب التفاهة ويبغض الجد والعمل.
جنان الرويشدي/ مدرسة، قالت:
أدمغتنا مثل عضلاتنا تنمو بكثرة الاستعمال وكسر تحديات جديدة أي علينا استعمال تمارين وإجراءات إرشادية صادقة فلكي نرفع من مستوى التفكير العقلي والذهني نقوم بالتمارين التالية:
لا تشغل نفسك بدرجة ذكائك فقط كن مؤمنا بأن الذكاء هو تصرفك الواعي بطريقة ذكية، راقب ما يفعله الاغبياء وبالمقابل راقب الأذكياء وحاول التعلم منهم.
ولاحظ أن الأغبياء يكررون أخطائه أما الأذكياء فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، تعيش أدمغتنا دائما من صراع الأفكار إن لم تحدد موقفك منها قد تنضم للجانب الخاسر فيها.
أفكارنا تشكل شخصياتنا وإن لم تغسل مخك بنفسك سيغسله المجتمع نيابة عنك، الإيحاء ومحادثة النفس تغيرنا من الداخل وتهيئنا لمواجهة الخارج.
أم محمد طالقاني/ ناشطة قالت:
الأفكار تؤثر في المجتمعات التي تكون مهيئة وتقبل التغيير وهذا من تأثير الحرية واحترام الآخر.
وخير مثال دول تقدمت في الغرب أما الدول العربية والاسلامية بقيت تفقد هذه النقاط المهمة. إلا بعض خطوات تقوم بها مؤسسات هنا وهناك لكن إلى الآن لم تؤثر وخير دليل بقاء الحكام والنظام السياسي في هذه الدول. طبعا حتى الكثير من الدول الأجنبية تعاني نفس المشكلة لكن كالهند مثلا وطالعت اليوم عن ألمانيا وفرنسا دول تقرأ وتتطور.
أما القضية الحسينية نحتاج أن تواكب اليوم الظروف الصعبة لأن التلفزيون والانترنت برامج غريبة على العراق، انفتاح يخيف العائلة وإلى الآن لا توجد برامج تهم الشباب والمرأة وحتى الرجل. حتى قنواتنا الشيعية لا أجد فيها فقط محاضرات وعبادات.
الأسئلة
جنان الهلالي سألت:
هل نستطيع أن نظهر أفكار الأمام الحسين بطريقة جديدة ومستحدثة للشباب لأن الكثير جافى الإستماع للمنبر الحسيني وابتعد عن قراءة الكتب النافعة؟
أجاب الشيخ معاش: أحسنتم على هذا السؤال القيم، نعم هذا هو المطلوب وهذا مانبحث عنه، أن تكون عندنا كفاءات عالية المستوى تستطيع أن تنشر أفكار الامام الحسين (عليه السلام) للعالم، دائما نحن بحاجة للإبداع والابتكار لإيصال هذه الأفكار وفي الاطار الشرعي، هذا مهم جدا أن نستطيع أن ننشر المنبر الحسيني والكتاب الحسيني، المسرح، الرسم، القصة، الرواية، بأساليب جديدة وأن نوصلها من خلال شبكات التواصل.
أم حسين سألت:
على ضوء التحولات والمفارقات المطروحة حاليا في ساحة الحوار، يواجه الفرد صدى يعيق نشر المفهوم الصحيح وأداء الدور الأمثل للفكر الحق.. ماهو في رأيكم المحور الأصلح، لجذب الطرف الآخر وترويضه لمنهج أهل البيت؟!
أجاب سماحته:
أولاً لابد أن نعتمد على الحوار الهادئ بعيدا عن الجدل، الجدل دائما سيء، الحوار الذي علمنا عليه أهل البيت عليهم السلام، كذلك استخدام أسلوب اللاعنف مطلقاً، اللاعنف القلبي واللفظي والجسدي، وأيضا صناعة النموذج الصالح لأن النموذج الذي يجسد منهج أهل البيت عليهم السلام يجذب الناس، الناس تحب الانسان الخلوق صاحب الروح الجميلة والكلمة الطيبة، هذه نقاط مهمة في الحوار والتعامل مع الآخرين، وكذلك يجب توافر الثقافة الجيدة، والتفكير والمعرفة الجيدة حتى يستطيع أن يجذب الأخرين لفكر أهل البيت.
زينب حسن سألت:
ذكرتم أنه يجب أن نربي أطفالنا على الحرية هل أستطيع أن أبدأ بترسيخ مبادئ الحرية من عمر سنتين وكيف؟
أجاب الشيخ: نعم، هذا هو المطلوب، أن يتعلم الطفل ويشعر بالكرامة والاحترام، لأن أي عنف يستخدم ضد الانسان سيهين كرامته، فيبدأ تعلم الاذلال والخضوع، نحن نعتقد أننا إن أذللنا أطفالنا سنجعلهم خاضعين لنا ومؤدبين، هذا خطأ، فلابد أن نربي أطفالنا على الشجاعة والاحساس بالحرية والكرامة والاحترام، هذا يحتاج بالطبع إلى معرفة وثقافة وصبر وتحمل، يجب تعلم مناهج التربية والمناهج العلمية السليمة حتى نستطيع أن نربي أبناءنا على الكرامة والحرية والتفكير الحر.
جدير بالذكر، أنّ جمعية المودّة والازدهار للتنمية النسوية، تهدف إلى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحدّيات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها، وإعداد العلاقات التربوية الواعية التي تُعنى بشؤون الأسرة، وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واع، وتسعى الجمعية إلى تحقيق أهدافها عبر إقامة المؤتمرات والندوات والدورات وإصدار الكرّاسات وإعداد البحوث والدراسات المختصّة بقضايا المرأة والطفل.
اضافةتعليق
التعليقات