هل أصبح لدينا هواتف ذكية نكبسها بضغطة زر، لا بل تحدّثت وأصبحت بلمس اليد، شكلها جميل، البعض منها صغير والاخر كبير، دخلت هذه الاجهزة بيوتنا وحملها الجميع في جيوبهم، واستمتعوا بها كثيراً، ليس فقط الكبار ولا الشباب بل الصغار ايضا، الكل يندمج حينما يمسك هاتفه ويراسل هذا وذاك ويدخل في برامج ويخرج منها، حياتنا أصبحت أجهزة فقط.
ففي أحد المرات جاء رجل إلى دارنا فرحبنا به وأدخلناه في ذلك المكان المخصص للضيوف، وتحدثنا معه وجلسنا، وبعد برهة من الزمن فإذا به يطلب رمز الشبكة أو ما نسميه (الرواتر، الويفاي)، ها هي حياتنا رمز هاتف، برامج، أخبار هذا وذاك، والبعض يستخدمها في مجالات سيئة تسحبه نحو الخطأ، فكثير من شبابنا يفعل مايحلو له فاذا بها تجر مصائب بين الاشخاص، وحينما تتجول في الطرقات تجد الكثير ذاهب بعيدا وفاتح عينيه لتلك البرامج، فأصبح الهاتف شيئا لايستغنى عنه، فاليوم لدي سؤال أقوله لنفسي قبل أن أوجهه لكم:
هل خصصنا وقتا لذكره، واحترمنا اوقات صلاته، وفعلنا كل مايريد منا كجهاز الهاتف حينما يتلف نبدله أونشتري غيره، لماذا لا نبدل قلوبنا السيئة الخاطئة بحق خالقها، المقصرة كثيراً، لما لا نجعل عبادتنا تنتشر كما ننشر في تلك البرامج! لما لانتواصل مع الله دائما ونتقرب منه لنمحو سيئاتنا مثلما نمحو من هواتفنا الصور، هل وضعنا في جيوبنا كتابه، مثلما نضع هواتفنا التي لاننسى وضعها، وان نسيناها نتذمر ونندم، ونردد: (لما لا أتذكر، ماذا حدث لي ونسيته!) فيصيبنا التوتر والقلق وكأنه حدث عظيم، لما لانفعل ذلك مع الله حينما يفوتنا وقت الصلاة ونفعل مانفعله حينما ننسى هواتفنا؟!
حينما ذكرت ذلك الرجل قصدت بذلك بأنه لم يسأل أين القبلة لأجل الصلاة بل لا يدخل الا ويطلب رمز الشبكة، أين نحن من ربنا؟! ما هذا الجفاء بحقه، صلاتنا متأخرة ونتجاهل حقوقه علينا، اذن من أين تحدث مشاكلنا والبلاء الذي ينزل علينا، انه من أفعالنا وايدينا، ننساه ونتجاهله ودائما نؤجله، أصبحت علاقتنا مع الله سطحية..
أنا أقول لكم، كفانا لعباً وتهورا، لنتوجه اليه بخالص نيتنا ولنُرسي قلوبنا وعقولنا في شواطى ودائعه، ليحملنا إلى السفينة التي تسمى سفينة النجاة، لتحط في رحاب معبود هواه عشاقه الذين لاذوا به في كل زمن، وشربوا من حلاوة قرآنه عبرا وصورا لأجل لقياه، اللهم أجعلنا من ذاكريه دائماً وأبدا.
اضافةتعليق
التعليقات