كالعادة بداية كُل عام تُكتب لستات طويلة لأهداف العام الجديد التي يعمل الشخص على تحقيقها، وتختلف بإختلاف الشخصيات وطاقاتهم.
هذا الأمر جميل ومحفز، يُلهم الآخرين على استغلال أوقاتهم لتحقيق أهدافهم فيكون لوجودهم تأثير على المجتمع .
ولكن، لماذا لم نجد يوماً ما بين تلك الأهداف هدف لنصرة سادة الوجود وخدمهتم، هدف لرفع المستوى العلمي والثقافي للمجتمع الشيعي، هدف لتقوية العلاقة بإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه؟
أعلم بأن هناك الكثير ممن ينوي ذلك في أهدافه ولكنه لا يكتبه، وبعضهم لا يُشير إليه بوضوح .وكأننا أصبحنا نخجل من ذكرهم، نخشى أن تكون أهدافنا لا تُتقبل من الآخرين.
أصبحنا نذكرهم في أيام شهادتهم وولاداتهم، نذكرهم في الحسينيات والتجمعات الشيعية، أصبحنا نعزل حياتنا عنهم .
خُلقنا من فاضل طينهم، حيث روي عن مولانا الصادق (عليه السلام): رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا.
كبرنا بخيرهم ورعايتهم، إذ جاء من الناحية المقدسة عن مولانا بقية الله (عجل الله تعالى فرجه): إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جل جلاله،
وسنُسأل في القبر عن حبهم، حيث روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لا تزولُ قدما عبد يوم القيامة حتى يُسألَ عن أربع: عن عمرهِ فيما أفناهُ، وعن جسدهِ فيما أبلاهُ، وعن مالهِ فيما أنفقهُ ومن أين كسبهُ، وعن حُبنا أهل البيتِ.
أما يكفي ذلك لنجعل حياتنا بكل ساعاتها وقفاً لهم؟
ولو سُألنا: هل تُحبوهم؟
سنُجيب بلا تردد نعم، ولأن المحب لا ينفك يذكر حبيبه ويطلب رضاه ويتأمل نظرة منه، يجب أن تكون دراستنا لخدمتهم، عملنا لنصرتهم، حساباتنا في مواقع التواصل منصة لنشر علومهم .
قد يعتقد البعض أن عمل بسيط ككتابة هدف لنصرة الآل عليهم السلام لن يؤثر، الواقع مختلف تماماً، هذا العمل وإن عُد بسيطا سيؤثر على صاحبه أولاً إذ إنه سيعمل على الاعتناء بأفكاره وطاقاته لتنمو في خدمتهم صلوات الله عليهم، سيؤثر على الآخرين في رفع الهمم للقيام بعمل يُمهد لدولتهم، بالإضافة إلى نيل دعاء مولانا الصادق عليه السلام بالرحمة، روي عن مولانا الصادق عليه السلام: (رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً حَبَّبَنَا إِلَى النَّاسِ).
في الختام: ماهذه الحياة إلا رحلة قصيرة تقودنا إلى حياة خالدة تاركين هنا إرث لمن هم بعدنا، فختر الآن ما هو إرثكَ الذي ستتركه؟ وهل سيبقى فترة طويلة أم يزول سريعاً؟.
اضافةتعليق
التعليقات