في يوم 20 مايو/ايار يحتفل بيوم النحل العالمي واختير هذا اليوم نظراً لأنه يصادف يوم ميلاد انطون جانشا الذي كان رائداً في القرن الثامن عشر لأساليب تربية النحل الحديثة في بلده الأصلي سلوفينيا، التي قادت جهود الاحتفال بهذا اليوم وأشاد بقدرة النحل على العمل بجد واجتهاد دون حاجتها إلى الكثير من الرعاية.
وتعمل نحلة العسل بشكل خاص بجهد كبير وتؤدي دوراً مهماً كملقح حيث أنها تستطيع زيارة نحو 7,000 زهرة في اليوم، كما أنها يوفر العسل الذي اعتبر على مدى ألف عام غذاء ودواء كما يوفر النحل فرصاً كمصدر عيش ولا يتطلب رأس مال كبير أو حيازة أراضي.
ما هي النحلة:
حشرة تنتمي لرتبة غشائيات الأجنحة، ووظيفتها إنتاج العسل وشمع النحل والتلقيح، يعرف منها ما يقارب 20.000 نوع، وتنتشر في جميع قارات العالم عدا القطب الجنوبي. وبالرغم من أن أكثر الأنواع المعروفة من النحل تعيش في مجتمعات تعاونية ضخمة، إلا أن النسبة الأكبر منها انعزالية وذات سلوكيات مختلفة.
كبقية الحشرات، جسم النحل مقسم لثلاثة أجزاء (الرأس، الصدر، والبطن)، لدى النحلة 5 أعين، ولجميع أنواع النحل تقريبا قرنا استشعار مقسمة إلى 13 جزء عند الذكور، و12 جزء عند الإناث، أما الإبرة، فتتواجد عند الإناث فقط، وتستخدم بشكل أساسي كوسيلة دفاعية. تتراوح أحجام أنواع النحل ما بين 2 ملم إلى 39 ملم تقريبا.
ويعتبر نحل العسل من أهم وأشهر أنواع النحل، نظرا لاستفادة الإنسان من العسل الذي يصنعه بكميات قابلة للاستهلاك والتغذية. كما يعتبر النحل بشكل عام من أكثر الحشرات نفعا، نظرا لمساهمتها في تلقيح الأزهار. يصنف النحل حاليا تحت تصنيف غير مندرج هو: ال "Anthophila".
يحصل النحل على كفايته من الطاقة انطلاقا من الرحيق الذي يجمعه، فيما يحصل على البروتين والمواد المغذية الأخرى انطلاقا من حبوب اللقاح حيث يتم توجيه معظم كمية اللقاح المجموعة من طرف النحل لتغذية اليرقات. النحل ملقح طبيعي يكتسي أهمية بالغة سواء من الناحية البيئية أو التجارية. حيث أن انخفاض أعداد النحل البري في بعض المناطق يؤدي إلى زيادة في استعمال التلقيح بواسطة خلايا النحل المدارة تجاريا.
عمل الإنسان في تربية النحل منذ آلاف السنين، بغرض الحصول على عسله المفيد انطلاقا من مصر القديمة واليونان القديمة ووصولا إلى عصرنا الحاضر، وهناك عدة أنواع من عسل النحل وفقا لطبيعة المنطقة والأزهار التي يتغذى النحل على رحيقها، على غرار عسل السدر والكشميري.
تدخل لسعات ومنتجات النحل ضمن قائمة المواد العلاجية التي يشاع استخدامها في الطب البديل انطلاقا من قوله تعالى (فيه شفاء للناس) بصرف النظر عن العسل، يمكن انطلاقا من النحل الحصول على شمع العسل والغذاء الملكي، والنحل أيضا هو جزء من الأساطير والفولكلور الشعبي للبشر على مدى جميع مراحل تطور الفن والأدب، من العصور القديمة وحتى يومنا هذا.
النحلة السكرى
من عجائب النحل ظاهرة يسميها العلماء ظاهرة السكر عند النحل، فبعض النحل يتناول أثناء رحلاته بعض المواد المخدرة مثل إثانول وهي مادة تنتج بعد تخمر بعض الثمار الناضجة في الطبيعة، فتأتي النحلة لتلعق بلسانها قسما من هذه المواد فتصبح "سكرى" تماما مثل البشر، ويمكن أن يستمر تأثير هذه المادة لمدة 48 ساعة. إن الأعراض التي تحدث عند النحل بعد تعاطيه لهذه "المسكرات" تشبه الأعراض التي تحدث للإنسان بعد تعاطيه المسكرات، ويقول العلماء إن هذه النحلات السكرى تصبح عدوانية، ومؤذية لأنها تفسد العسل وتفرغ فيه هذه المواد المخدرة مما يؤدي إلى تسممه. وهذا ما دفع العلماء لدراسة هذه الظاهرة ومتابعتها خلال 30 عاما، وكان لابد من مراقبة سلوك النحل. بعد المراقبة الطويلة لاحظوا أن في كل خلية نحل هناك نحلات مزودة بما يشبه "أجهزة الإنذار"، تستطيع تحسس رائحة النحل السكران وتقاتله وتبعده عن الخلية!!
إن النحلات التي تتعاطى هذه المسكرات تصبح سيئة السمعة، ولكن إذا ما أفاقت هذه النحلة من سكرتها سمح لها بالدخول إلى الخلية مباشرة وذلك بعد أن تتأكد النحلات أن التأثير السام لها قد زال نهائيا. حتى إن النحلات تضع من أجل مراقبة هذه الظاهرة وتطهر الخلية من أمثال هؤلاء النحلات تضع ما يسمى "bee bouncers" وهي النحلات التي تقف مدافعة وحارسة للخلية، وهي تراقب جيدا النحلة التي تتعاطى المسكرات وتعمل على طردها، وإذا ما عاودت الكرة فإن "الحراس" سيكسرون أرجلها لكي يمنعوها من إعادة تعاطي المسكرات!
علاقة النحل في الانسان
ظهر قبل قرابة خمس وأربعين مليون سنة قبل البشر، بدأ البشر في وقت مبكر من مراحل تاريخه في إدراك أهمية النحل، الشيء الذي جعله يفكر في طرق تمكنه من احتوائه حتى توصل إلى فكرة تربيته بالقرب من مناطق عيشه والاستفادة من منتجاته ومنافعه الأخرى.
العلاج بالنحل
(شمع العسل، العكبر، هلام الملكي، مختلف أنواع العسل وحتى الزعاف) منتجات النحل تدخل ضمن طائلة المكونات التي تستعمل في علاجات الطب البديل، حيث أن لمنتجات النحل فوائد واستخدامات وقائية وعلاجية وغذائية لا تعد ولا تحصى، وقد أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة الكثير من هذه الفوائد والاستخدامات، في دراسة علمية حديثة أثبتت بعض التجارب التي أجراها باحثون كرواتيين أن منتجات النحل مثل العسل والشمع والغذاء الملكي أو حتى المادة الزعاف الذي تفرزه النحلة أثناء اللسع، يمكنها لعب دور وقائي وعلاجي ضد مرض السرطان.
هل صادف ولسعتك نحلة؟ تعرف معنا على لسعة النحل
لسعة النحل: إبرة اللسع على عكس حشرات الزنبار والزنبور، النحل ليس مفترسا ولا يصطاد حشرات أخرى ليتغذى عليها، في طريقها للبحث عن الطعام تكون النحل في العادة غير مؤذية، مع ذلك، النحل هو مدافع شرس عن أعشاشه وطرق الهوائية ضد الدخلاء.
أنواع أخرى، مثل النحل القاتل، وهو نوع هو هجين ظهر في البرازيل خلال سنوات الخمسينيات، هي أكثر عدوانية عند الاقتراب من أعشاشها، وفي حين تملك بعض أنواع أخرى مثل الميليبونات، ابرة لسع عير متطورة لا تسمح لها باللسع؛ يدافع النحل عن نفسه بواسطة عضة لاذعة.
عنما يتعرض للتهديد يلجأ النحل لاستخدام إبرة اللسع لحقن الزعاف في جسم المعتدي سواء كان آفة شرسة كالحشرات أو حيوانات مفترسة لها أو لعسلها أو حتى الإنسان، وتبقى هذه الإبرة المسننة التي تتوفر عليها الإناث فقط عالقة في جلد الضحية، لتتمزق وتنفصل عن بطن النحلة وأثناء انفصال الإبرة عن جسم النحلة فإنها تأخذ معها جزءا من الأعضاء الداخلية للنحلة، بما فيها كيس الزعاف خاصتها، يتسبب هذا التمزق دائما تقريبا في مقتل النحلة اللاسعة.
تضخ النحلة في المتوسط خلال كل لسعة من 50 إلى 140 ميكروغرام من الزعاف (مقابل 10 ميكروغرام للدبور الذي يملك إبرة سلسة تمكنه من اللدغ عدة مرات)، اعتمادا على أنواع النحل والوقت الذي يتم فيه انفصال الإبرة.
على اعتبار أن الإبرة تنفصل عن جسم النحلة حاملة معها كيس الزعاف، تستمر عملية حقن الزعاف حتى بعد رحيل النحلة، نتيجة للتقلصات المنعكسة التي تمارس ضغطا على كيس الزعاف الذي يتطلب حوالي ثلاثين ثانية لتفريغه بشكل كامل. لذلك فمن الضروري تجنب الضغط عليه عن طريق ازالته في ثوان الأولى التي تلي اللسعة.
أفضل أنواع النحل: يعد أفضل أنواع النحل بالنسبة للمربين هو سلالة نحل العسل الأوروبي ويتميز بغزارة الإنتاج، النحل الجبلي والنحل اليمني أفضل أنواع العسل في العالم هو السدر الصافي.
النحل في الكتاب والسنة
يقول تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69].
وقال الرسول (ص):((عليكم بالعسل, فو الذي نفسي بيده ما من بيت فيه عسل إلا وتستغفر الملائكة لذلك البيت, فإن شربه رجل دخل في جوفه ألف دواء وخرج عنه ألف داء)).
وقال (ص): ((من شرب العسل في الشهر مرة, عوفي من سبع وسبعين داء)).
وقال (ص): ((نعم الشراب العسل يرعى القلب ويذهب برد الصدر)).
وقال (ص): ((من أراد الحفظ فليأكل العسل)).
العسل و الفوائد الصحية:
العلاجات الطبيعية الصحية المختلفة مثل الجروح، واحتقان الانف، السعال والربو وغيره.
امراض يعالجها العسل
عرف العسل منذ القدم باستخدامه في التداوي من الأمراض نظرًا لفوائده الصحية الكثيرة التي من اهمها تقوية الجهاز المناعي، دام استخدام العسل بالطب الشعبي التقليدي والحديث أيضًا لعلاج عددًا من الأمراض منها:-
علاج أمراض الجهاز التنفسي والروماتيزم: بفضل المعادن الموجودة بالعسل من أهمها الحديد
والزنك والفيتامينات ومضادات الاكسدة التي تعمل على تحييد الجذور الحرة يستخدم العسل لعلاج الامراض الناتجة عن اضطرابات الجهاز التنفسي من بينها ثقل الصدر وعدم القدرة على التنفس والسعال الديكي والتهابات الغشاء المخاطي وبعض حالات الزكام وانسداد الانف، يتم ذلك عن طريق اما تناول ملعقة من العسل الخام على الريق صباحًا أو تناول ملعقة عسل مع كوب من الماء الدافئ، او العسل و الليمون مع الماء الدافئ لعلاج الاحتقان وتطهير المجرى التنفسي والحنجرة.
علاج الحروق و الجروح: واحدة من اهم الاستخدامات ليس للعسل فقط بل لمشتقات العسل من الشمع و بقايا الخلية اهمية كبيرة في علاج الحروق والامراض الجلدية المختلفة، كان قدماء الاطباء قديمًا يضعون العسل على الحروق والجروح من ثم يضع الطبيب دماضة لتغطية الجروح لمنع التلوث، لذلك يستعمل العسل ومشتقاته اليوم لتداوي من الامراض الجلدية بل ان العسل بمكوناته يدخل في صناعة عددًا من المراهم والكريمات المرطبة للحروق، بفضل مضادات الاكسدة و الخمائر التي تعمل على امتصاص الحرارة من الجلد، فإنه يشكل طبقة بيضاء على الجروح او الحروق معزولة عن طبقة الجرح الاساسية للمساعدة على التئام الجروح بسرعة شديدة، حيث ان مكونات العسل الغذائية تعمل على اصلاح الانسجة التالفة وتترك المجال لأنسجة الجديدة بالتكوين، بالإضافة إلى كونه مرطب ومهدئ للجروح المتقيحة بطيئة العلاج
والالتئام، يعمل العسل على افراز مادة تسمى الجلوتاثيون تساعد في عمليات الاكسدة وتسرع من نسب الشفاء.
علاج الامراض الجلدية:
مثل الأكزيما الجلدية والتسلخات والصدفية والتهابات جلد البطن والثدي عند النساء وعين السمكة حيث يتم دهان المناطق المصابة بالعسل المتجمد قليلًا عادة يكون من عسل النحل المستخرج من رحيق الازهار التي تنمو بالجبال يسمى عسل السدر يتم وضعه على المناطق المصابة إما يومًا بعد يوم أو كل يوم حسب حالة المريض لحين الشفاء تمامًا من المرض و يفضل بعد الشفاء الاستمرار في وضع العسل لمدة ثلاثة أيام لقتل أي ميكروبات او جراثيم موجودة بمكان الجرح نهائيًا.
يدخل العسل أيضًا في صناعة مسكنات البشرة من اجل اكساب البشرة النعومة والترطيب الدائم، يستخدم إما بطريقة منفردة على الوجه يوميًا او اسبوعيًا أو مع اللبن أو مع زيت الزيتون أو مع الليمون في حالات البشرة الدهنية.
علاج حب الشباب وأمراض الأنيميا وفقر الدم، وامراض السرطان: يحتوي العسل على 15 نوع من مضادات الاكسدة القوية التي تعمل على تحييد الجذور الحرة التي تتكون نتيجة لمخلفات عملية الأيض الخلوي بذلك يساهم العسل في الحد من تكون الخلايا السرطانية قبل تكونها.
اضافةتعليق
التعليقات