الضعف لم يطرق تاريخ المرأة العراقية يوما، بل سيرا ملؤها الشجاعة والحكمة، غالبا ما كانت تعاضد الرجال وتسانده وتسجله حتى سجل لها بطولات متفردة.
في الآونة الأخيرة يشهد العراق تغيرا فكريا يريد به تغيرا سياسيا وبرلمانية عسى أن ينهض الوطن ويقف على قامته بعد أن أثقلته الجراحات فتحشد الشباب في الساحات لتتبعهم النساء تظاهرا واسنادا ليضفن إلى قائمة بطولة النساء بطولة جديدة وموقف حكيم.
فرأينا نساء وسط للموت يسعفن الرجال وأخريات أعدن الحياة لأرصفة المدن وغيرهن ممن عملن بتحضير الطعام فضلا عن الدعم اللوجستي، حتى سقطن شهيدات لتعيش مطالبهن لجيل آخر بعدهن.
في جولة لمعرفة مطالب النساء ومدى وعيهن بدورهن في التظاهرات ووجدنا نساء مرابطات في الساحات "أم رعد" نموذج حي في تظاهرات كربلاء منذ طفقت الثورة جعلت لها بصمة مبكرة فيها فكانت ولا زالت الأم الراعية لأبنائها حتى بعد أن تعرض محلها الصغير لبيع البنزين إلى هجمة وتهديد صريح لها ألا أن تعود لفلكة الأحرار، بقيت مع أبنائها ثم انتقلت من فلكة الأحرار إلى خيمة اعتصام جامعة كربلاء فاحتوت أبنائها.
وعندما سألناها عن سبب مجيئها إلى فلكة الأحرار أجابت: أتى بي الوطن لأننا بحاجته وهو كذلك، وأتت بي روحي الانسانية المطالبة بما لها من حقوق، أتيت منذ أول يوم للتظاهرات وكنا نذهب ونعود ثم نصبنا الخيمة فحملت ما لدي من أدوات خاصة بخدمة الزوار بعد انتهاء الزيارة مباشرة وأتيت بها إلى هنا من أجل تقديم الطعام والشراب إلى ابنائي المتظاهرين فأعمل على ثلاث وجبات بمساعدة الشباب حتى أستطيع أن أوفر لهم ما يحتاجونه من مساعدة.
وعن التبرعات قالتْ: بأننا بما لدينا من إمكانيات بسيطة وتبرعات الشباب استطعنا أن نوفر بعض احتياجاتنا فضلا عن تبرعات الخيرين.
وعن دورها في التظاهر وضحت: رفعت الشعارات التي أطالب فيها بحقي كمواطن عراقي وحقوق هذه الشباب وشهدتُ اللحظات التي تعرض لها الشباب للغاز المسيل للدموع والضرب وغيرها مما تعرضوا له وحقيقة أشعر بالفخر لذلك.
وفي كلمة أخيرة قالت: بإننا سنبقى هنا حتى تعود مطالبنا وحقوقنا ويعود وطننا حرا.
مواقف نسائنا المشرفة ودورهن في كل مكان من محافظات العراق مفخرة لهذا البلد تبقى سيرتها على مر السنين وتنقل للأجيال القادمة ليتعلموا دروسا في المواجهة والبطولة.
اضافةتعليق
التعليقات