لسنا ببعيدين كثيراً عن هذا الأمر فقد اصبح مجتمع اليوم يتفنن في الانتقاد والتسقيط وتتعدد الاساليب والغايات ولم تقتصر فئة معينة على ذلك بل تعددت وشملت الجميع بل حتى الدين اصبح محط انتقاد لثلة من الناس محاولين بذلك (اطفاء نور الله بافواههم ويأبى الله ان يتم نوره ولو كره المشركون).
غايتهم الكلام الفارغ الذي لا جدوى منه عن رجال الدين مثلاً وانتقاد الناس رفيعة المستوى، كل ذلك يصب في مجرى التسقيط محاولين زعزعة الفتن بين الناس، فنراهم يتخبطون ويتكلمون دون وعي مسبق بذلك لأنهم عباد السمع فقط معتمدين على بصرهم مسكنين بصيرتهم بسبات عميق، فنحن اليوم بحاجة الى انتقاد منطقي وموضوعي نخرج معه بنتيجة تكون ذات فائدة ونبتعد عن النقد الذي يكون مبنياً على اساس الحقد والكره واظهار للسلبيات فقط وهدفه التجريح ومحاولة تقليل شأن الشخص.
ويمكن ان نقول عن الانتقاد، هو توجيه رسالة من شخص فحواها أنه قد أخذ عليه مأخذا ويريد أن يبينه وهو يعلم أنها أخطاء في واقع الأمر، دافعها الحب والإحساس الشديد بالولاء، فعند انتقادنا للآخرين يجب أن يكون انتقادنا بدافع الحب وان نجعله مطويا في ثنايا كلماتنا فهذا أبقى للود وأكثر تأثيرا على النفس البشرية ولا نندفع غير مكترثين لمشاعر الطرف المقابل فيثير هذا الامر عداوة وبغضاء.
وفي هذا الموضوع قمنا بعمل استطلاع رأي لمعرفة اراء الناس بذلك وكان السؤال كالتالي:
برايكم هل يعتبر اليوم الانتقاد حلاً؟!
اجابت رقية عن ذلك: ارى الانتقاد اليوم بسبب ضعف في شخصية المنتقِد التي يعاني منها،
وكذلك يعتبر نوع من انعدام ثقة ذات الشخص بنفسه ويحاول ان يقلل ويخل في ثقة الشخص المقابل مما يسبب تحطم لمشاعر الطرف المقابل وكذلك يحبط من عزيمته.
وابدى نزار ابو احمد برأيه حيث قال: ان الانتقاد لا يعد حلاً في مواطن واخرى يعد حلاً لها لأن الانتقاد بذاته ينقسم الى قسمين الانتقاد الهادم الذي يسبب تحطم للعزيمة ويكون في غير محله ليهدم من عزيمة الشخص ويسبب في جرح مشاعره أما القسم الاخر فيكون النقد البناء الذي يساعد على اثارة روح الابداع والحماس لديه.
كما ابدت ام نرجس رأيها قائلة: ان الانتقاد بحد ذاته حل فقط اذا كان في محله الصحيح، وان نعرف كيف ننتقي الكلمات لنثني على الشخص الذي نريد انتقاده لنساعده على ان يكمل ما هو عليه وليرتقي الى الافضل، اما اذا تغافلنا عن ذلك فسوف نقع في اخطاء نحن في غنى عنها، لأن الكلمات التي نطلقها جداً مؤثرة وتقع في خاطر الطرف المراد نقده.
أما محمد فعبر عن رأيه فيقول: نحن اليوم نعيش في مجتمع منتقد للجيد والسيئ فلا احد يسلم من تلك الكلمات التي تطلقها العقول الفارغة واصحاب النفوس الضعيفة الذين يتحينون الفرص لاعلاء صوتهم وابداء ارائهم ليثبتوا مكانتهم محاولين خطف الاضواء بذلك غير مكترثين لمشاعر الاخرين.
اما ضمياء العوادي فقالت مبدية رأيها في ذلك: الانتقاد يمكن ان يوجه توجهين، الايجابي منه النصيحة وهذه عادة تكون سرا وهي ممدوحة جدا، اما الاخر وهو السلبي وهذا بالواقع ينقسم حسب غايات الفرد مرة يستخدم لتسقيط شخص ما ومرة يكون بلا سبب، مجرد قلة وعي وثقافة
وهذا يدرج مع الذين ينعقون مع كل ناعق، واخرى تتدخل فيها الاغراض السياسية والدينية
واكثرها سذاجة ذلك الذي يأخذ شكل خالف تعرف، والحقيقة كل تلك الأنواع علاجها يكون بالتجاهل لتثبت ان النقاش مع مثل تلك العقول المتصنمة لا يجدي نفعا.
اضافةتعليق
التعليقات