أفكاره كانت وليدة اللحظة، كان يظن ان افكارهم هي الملاذ الآمن، الوطن، او هي حقنة الانسولين الأخيرة.
بعد أزمة داعش وماترتب عليها من شروط ظهرت جماعات ترتب احاديث وتزرع افكار خلف الكواليس في اذهان الشباب وكان احد الضحايا (عمار) هل هو ضحية ارهاب أم شهيد كما يزعمون..
بدأ وضع عمار غريب جدا كان من اعز الابناء على قلب أمه حيث لم تكن مستعدة لزف خبر موته او استشهاده كما يقول، ومنعته من الذهاب، بدأ يتردد الى بعض الاماكن غرض الدراسة والتمعن في الدين ودون ادراك تغير كل اسلوبه وباتت تظهر عليه ملامح غريبة جم مايذكر علـى لسانه هذا محرم وذاك لايجوز، الابتسامة غير محبذة في الدين، الكلام الزائد لافائدة منه، لما الضحك، انتم وانتم حتى كللت عائلته بوضع مضطرب ويسود جو شبه بائس عند وجوده ويخرج من المنزل ليعود بوقت متأخر وعند سؤاله يقول ذهبت للصلاة وحضور المحاضرات الدينية وما ترتب عليها من احكام فقهية وبعض الافكار المتطرفة، لكن من هؤلاء لااحد يعلم وماذا زرعوا بأذهان الشباب ايضا لاجواب وبقيت متوقفة في الاذهان علامات الاستفهام حتى بدأ عمار بالأنغلاق على نفسه وظهر عليه التعصب الديني او هو مازرع في ذهنه من الاقوال والطريقة الخاطئة لمن يستعمل الدين مفتاحا لأبادة المسلمين كداعش الإرهابي ومنظمات اخرى.
حتى عارض والدته وذهب نحو ساحات القتال تاركا دمعة أُم تعلم انه لن يعود مرة اخرى وحسرات متتالية حول ماخزن في عقله والذي جعله يعتزل العالم وترك حتى الاصدقاء ازاء اقوال من مصدر غير موثوق ذهب متجها كله امل (بالأستشهاد) وكل أمل أمه رؤيته مرة اخرى لتحتضنه كطفل صغير سقط علـى رأسه لأنه لم يتعلم خطوات السير الصحيحة، لتستقبل العيد فاقدة اياه متى سيعود ليقول لـها كل عام وانتِ امي كل عام وانتِ معنا.
لتسمع صوت الهاتف يرن هل هو، هل سيهنئني، ترفع السماعة، صوت غريب صوت يزف لـها خبر الاستشهاد وتسقط السماعة وتستمع لدوي الصراخ هل حقيقة ام خيال مايقال ليصبح كل عيد هو ذكرى للشهيد وهل هو شهيد وهل أفكاره كانت صحيحة!.
ثم ليزفوا خبر آخر ربما لم يقتل لكنه مختفي وخبر آخر قد صلب علـى يد داعش الاعداء وخبر آخر وآخر ليزيد المرض مرضا ويبنى له قبر مع وقف التنفيذ لترتل الفاتحة علـى ميت دون جسد ومفقود، حتى الان لاخبر عنه يستجد هل مات وهل جسده اضحى فتات، هل مازال علـى قيد الحياة هل صلب كما يزعمون على أيدي الاوغاد.
وهل سيبقى القبر دون جثمان يزار في كل الأعياد وهل نحيي له ذكرى (الاستشهاد).
هل يمتلك الفقه الإسلامي مصادر للمحاججة، تتيح له دحض الادعاء القائل إن "العنف الممارس باسم الإسلام يستند إلى آيات في القرآن"؟ نعم، تقول الباحثة في العلوم الإسلامية كاتايون أميربور، مشيرةً إلى رسالة مفتوحة بهذا الشأن أطلقها علماء مسلمون، وتضيف في مقالها التالي لموقع قنطرة: "أسلوب انتقاء آيات منفردة من القرآن بهدف إثبات فرضية مسبقة الصنع -كما يفعل بعض منتقدي الإسلام والأصوليون على حدٍّ سواء- يعتبر من وجهة نظر الفقه الإسلامي أمرًا أخرقَ ودليلَ جهل".
وهذا ماتفعله بعض الجماعات المتطرفة البعيدة كل البعد عن الاسلام للعب في عقول الشباب وزرع مفاهيم لاتمت للأسلام بصلة كتحريم الضحك وماشابه مـن الأمور التي تهيء فكرة ان الأسلام دين عسر لكن الاسلام لايعني الابتعاد عن الحياة بل الابتعاد عن الحرام.
ولازالت بعض الدول تقول عن إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية انه مفاهيم من الاسلام، إلا أنَّ ما لم يلتفتوا إليه إلى حدٍّ بعيد هو أنَّ كل الجمعيات الإسلامية المهمة، وعلى وجه الخصوص المرجعيات الإسلامية، وحتى الدوائر المحافظة والتقليدية، قد أدانت بوضوح هذا التنظيم باعتباره تنظيمًا متوحِّشًا وغير إسلامي ولايمت للاسلام بأي صلة.
وتحشد بعض الجماعات لتكوين مجالس تدعي الأسلام وتحفيز عقول الشباب بمفاهيم خاطئة واحاديث مقتبسة من رؤوس السطور لتكوين بعض الدلائل التي لا وجود لـها.
يرى كاتبو الرسالة أنَّ منهج التفسير الذي وضعه الله في القرآن والرسول في الحديث هو كالتالي: لابدَّ وأنْ يُجْمَع كلُّ ما أنزل في مسألة ما والإحاطة به، ولا يُركن على الجزء أو البعض. ينبثق هذا المنهج من النصوص ذاتها، على سبيل المثال من الآية القرآنية التالية: "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ..." (سورة البقرة - الآية ٨٥).
شرح كاتبو الرسالة في هذا السياق أيضا الآيات القرآنية التي تشرّع العنف في ظاهرها ويستخدمها التنظيم المتطرف كدلائل على العنف او أن الله اتاح لهم هذا.
فقط لغسل الادمغة وتحليل ماحرم الله: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" (سورة الحج، الآية ٣٩).
(يَجري عادةً اقتباس هذه الآية وكذلك آياتٍ مشابهةٍ في سورة البقرة. من قبل منتقدي الإسلام بالمعنى السلبي الذي يتيح لهم ان يضعوا احكام توفر لهم الفرص لدحر الأسلام الحقيقي، ومن الجهاديين بالمعنى الإيجابي) لإثبات ما يزعمون عن تأصُّل العنف في الإسلام.
اليوم انتهى عهد داعش وغدا سيبدأ عهد كونته هذه الافكار بأسم مستجد ولكن جذوره هي ذاتها، ويبقى السؤال متى ستقلع هذه الجذور؟.
اضافةتعليق
التعليقات