عندما علم قلمي ان موضوعي بعنوان التعايش اتاني راكضا والاوراق تجهزت، اجتمعت افكاري، تناسقت الحروف، تجمعت عند اطراف قلمي لكنني حائرة كيف ارتبها معا، اريد ان اجعلها لوحة متكاملة المعاني.
فالتعايش بنظري هو حب الاخر، التسامح، التعاون، وانه اهم من الكلمة التطبيق، مافائدة كلمة تعايش بدون تطبيق ومافائدة السلام والحرب المستمرة، موضوعي واسع الافاق فحاولت ان انطلق من خلال ديني لأجد انه عزز التعايش والتعاون بشتى الطرق فلما كل هذا يحصل؟ فعندما قال تعالى ((ياأيها الناس انا خلقنكم من ذكر وانثى وجعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)). هنا يخاطب الله تعالى الناس جميعا ولم يحدد طائفة معينة فإن التعايش هو احد المقاصد لوجودنا بالكرة الارضية.
نحن نعيش في العراق فيجب ان نعرف اهمية التعايش لان بلادنا تحتوي على شتى القوميات لكننا نجد الكثير من الانقسامات، هل هذه الانقسامات لأن البعض وظّف الدين لاجل مصلحة ضيقة والدين بريء من افكاره؟.
يتكلم اناس ويقولون ان التعامل مع غير المسلمين محرم، سأذكر لكم جزء من رسالة الامام علي (عليه السلام) الى مالك بن الأشتر عندما ولاه على مصر جاء فيها (واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم.... فأنهم صنفان أما أخ لك في الدين وأما نظير لك في الخلق)، هنا يقول الامام علي (عليه السلام) الناس نوعان اما اخوك في الدين او اخوك في الانسانية، هذا مايدعونا اليه الاسلام النظر الى الناس بعين المساواة والتعايش معهم بغض النظر عن ديانتهم او عن عملهم...الخ)، ولم يطلب ديننا عكس ذلك.
نحن نستطيع التعايش مع بعض ونفهم بعضنا لو اردنا ذلك فكل هذه المجتمعات التي سبقتنا كيف كانوا مع بعض وحققوا انجازات عظيمة لهم لكن اليوم نشهد تفرقة في مجتمعنا وهذا برأيي بسبب الانقياد خلف أناس لم يفهموا الاسلام بصورة صحيحة، فلو اردنا الحل هو شيء بسيط نتبعه بحياتنا اليومية وهو التفكير بالنتائج التي نصل اليها عند تسليمنا بهذه الامور ونأخذ معادلة لحياتنا ننظر اولا للفعل وردة الفعل ونتيجتها وان كان صحيحا نعمل به وان كان خطأ نتركه.
يرتبط التعايش بالتسامح، فالتسامح ثمرة للتعايش ونتيجة عنه فلا يمكن ان يكون التسامح الا بعد ان يعيش جماعة من الناس تحمل افكار وتصورات متباينة وتمارس عادات مختلفة ويجب ان نضع قانون تطبيقه يراعي حقوق كافة افراد المجتمع دون المس بهم، ونستنتج مما سبق أن تفكروا، تعايشوا، تسامحوا، وانظروا الى ما هو سبب في تشتيت مجتمعنا برأيكم، وحاولوا معالجته.
اضافةتعليق
التعليقات