لم يقتصر الدور في النهضة الحسينية على الرجال فقط فعندما اقتضت الضرورة للدفاع عن الدين ساهمت النساء فيها مع الحفاظ على حجابهن وعفتهن على أتم وجه فكان لهن بصمة فاعلة ومؤثرة في هذه الملحمة الخالدة ولكن دورهن يختلف عن دور الرجال القتالي في ميدان المعركة، فدور السيدة زينب (عليها السلام) كان إعلامياً حيث بينت أهداف ثورة الامام الحسين (عليه السلام) ونقلت ما جرى في كربلاء من مصائب وفضحت يزيد وأعوانه وكشفت زيفهم وأبطلت إشاعاتهم في الكوفة والشام فسجلت انتصاراً خالداً يتناقله الصغير والكبير على مدى الدهر.
وفي الوقت ذاته لم يقتصر افتضاح يزيد وأعوانه ونقل آلام واقعة الطف في الشام والكوفة ففي المدينة ساهمت السيدة أم البنين (عليها السلام) في فضح الحكومة الأموية الملطخة بدماء أبي الأحرار الحسين (عليه السلام) وأهله وأصحابه، من خلال قيامها بدور اعلامي مهم في تلك المرحلة الحساسة والخطرة حيث كانت تخرج إلى البقيع وترثي بنيها الأربعة "فيجتمع الناس إليها ويسمعون منها " *.
رثاؤها لم يكن اعتباطياً ولا من أجل اثارة العواطف فقط ! ففعلها هذا يحمل رسالة مبطنة وهي نشر مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام) ولتبين للناس حقيقة ما جرى في يوم عاشوراء وفي المقابل أيضاً تواجه الحملة الاعلامية المُضللة التي قامت بها الدولة الأموية في المدينة لتشويه صورة الامام الحسين (عليه السلام) وتحريف أهداف ثورته التي خرج بها ضد الطاغية يزيد.
فما قامت به أحدث تأثيراً قوياً ونجحت بدورها الذي شكل خطراً على الدولة الأموية، وأسقطت الحملة الإعلامية الأموية ارضاً وفجرت ثورة بمراثيها فانقلب الناس ضد آل أمية وارتفع مستوى وعي أهل المدينة وتنورت بصيرتهم بفضل ما قامت به هذه السيدة الحُرة (عليها السلام).
اضافةتعليق
التعليقات