تحوَّل منتزه الحسين العائلي في كربلاء إلى لوحةٍ فنيةٍ تتنفس ألوانًا وعبقًا، مع انطلاق فعاليات "مهرجان الزهور والصناعات اليدوية"، الذي افتتحه محافظ كربلاء المقدسة، المهندس نصيف جاسم الخطابي، بمشاركة واسعة من دوائر البلدية، والبلديات، والعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، ومحافظات عراقية أخرى.
وأكد الخطابي في كلمته الافتتاحية أن المهرجان "رسالةٌ للعالم بأن كربلاء عنوان المحبة والسلام"، مشيرًا إلى دوره في تعزيز الثقافة البيئية والجمالية في المحافظة.
عندما تُنطق الأزهار لغة الذكريات
انعكس فرح الأهالي بين أروقة المهرجان، حيث قالت أم علي (50 عامًا) وهي تلمس إحدى الحرف اليدوية: "هذه الأعمال تعيدنا إلى زمن الآباء.. كنا ننتظر سنواتٍ لنرى تراثنا يُحيى من جديد".
بينما عبّر الأطفال عن حماسهم بطريقتهم، مثل زهراء (10 أعوام) التي قالت: "أحببت الورود الملوّنة! سأصمّم حدائق أجمل عندما أكبر"، ملوّحةً بزهرةٍ حمراء في يدها.
جماليات تواجه تحدّيات
رغم الإقبال الكبير، طرح المواطنون ملاحظاتٍ لتحسين التجربة مستقبلًا، إذ اقترح أبو حيدر (65 عامًا) "توسعة المساحات العائلية وتنظيم المواقف"، بينما طالبت سيداتٌ بورشٍ لتعليم الحرف اليدوية للأطفال.
سعادة بنجاح المهرجان
عبّرت مريم علي عن ابتهاجها بتحوّل المهرجان إلى إنجازٍ ثقافيٍّ بارز، قائلةً: "هذا الحدث ليس مجرد عرضٍ للزهور، بل هو لوحةٌ إبداعيةٌ تعكس هوية كربلاء الحضارية التي تجمع بين عمق التراث وحداثة الرؤية".
وأضافت أنّ المهرجان نجح في ترسيخ الجمال كقيمةٍ مجتمعيةٍ من خلال تفاعل الأجيال، حيث رأت في إقبال العائلات والأطفال دليلًا على أن المدينة تُزهر بفنٍّ يلامس روح الإنسان.
كربلاء.. واحةٌ تزدهر بالإبداع
أشار المحافظ إلى أن تنظيم المهرجان يهدف إلى تشجيع الإنتاج المحلي وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والأهلية، مشيدًا بدور العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين في هذا الحدث، وما له من دور في دعم مختلف الأنشطة الثقافية والفنية في كربلاء.
ختامًا، هذا المهرجان لم يكن مجرد عرضٍ للزهور أو بيعٍ للحرف، بل كان رسالة أمل تُترجم بروح الأطفال الذين رأوا في الألوان لغتهم، وبقلوب الكبار الذين عانقوا تراثهم. فكربلاء، التي تنسج جمالها بيد الإيمان والإبداع، تُثبت أنها قادرةٌ على أن تكون حديقة العالم... وردةٌ لا تذبل، وحكايةٌ لا تنتهي.
اضافةتعليق
التعليقات