في الآونة الأخيرة انتشرت فكرة البودكاست في مواقع التواصل فاستثمرها متبنوا التنمية البشرية وبعض الأطباء ومستشاري الأسرة وغيرهم ممن شهاداتهم حقيقة ومن لا يملكون سوى بعض الخبرات القاصرة في هذا المجال، _ولعل هذا الأمر ليس ما أريد التركيز عليه_ وضعوا أولئك صفات للشخص النرجسي، وكيف يشعر وصعوبة العيش معه، لأن معاملاته غير منطقية.
وفي الحقيقة هذه الشخصية موجودة فعلا وعليها دراسات عديدة ومهمة إلا أن هذه الدراسات فجأة تظهر إلى السطح لتكون (ترندا) جديدا في عالم التواصل الاجتماعي، ولفترة تتجاوز الثلاثة أشهر كلما كان يظهر لي مقطع يتحدث عن الشخص النرجسي أدخل لأقرأ التعليقات التي كُتِبتْ في هذا الباب وقرأتْ آلاف التعليقات التي تقول بأنها تعيش هذا الصراع مع أشخاص نرجسيين قلبوا حياتها رأسا على عقب، وأخريات أعلن انفصالهن وهن يشعرن بالراحة بعد تخلصهن من هذه الشخصية.
وبعد تشبعي بما مكتوب شعرتُ أن الرجال كلهم نرجسيون وشعرتْ بأن أبي وزوجي وأخي يتمتعون ببعض هذه الصفات، وبدأتُ أستعيد بعضا من ذكرياتي مع زوجي وأنظر إليه وأتسائل هل هو فعلا نرجسي، وكم عانت أمي؟ وزوجة أخي هل تعاني من شخص نرجسي؟
هذه الأسئلة التي أخذتني لوهلة لمدى تأثري بهذه التعليقات وهنا كان القرار أن أوقف هواجسي وأبحث عن نسبة وجود هذا النوع من الشخصيات على أرض الواقع فوجدت أن نسبتهم لا تتعدى (1) بالمئة الذين يعانون من صفات النرجسية بكل ما فيها، أما بعض الصفات السلبية المتفرقة فتوجد بنسبة 10-15بالمية، وهذه نسبة قليلة مقارنة بآلاف التعليقات ولو تطرقنا إلى السمات العامة للنرجسي نجدها سمات ممكن أن يمتلكها كل فرد لكن بنسب متفاوتة وحتى استعرض بعض الصفات استعنت بجات gbt وعرض لي قائمة ملخصها:
1- الأنانية: يعتقد النرجسي أن كل شيء يجب أن يدور حوله، ويُعطي الأولوية لاحتياجاته ورغباته على حساب الآخرين، وهذه السمة العامة لأي شخص تربى على الحصول ما يريد وبالتالي تكبر معه هذه الصفة، ويصبح شخصية امتلاكية وله تعامله الخاص ومعالجاته الخاصة.
2- الاستعلاء: يشعر الشخص النرجسي بتفوقه على الآخرين ويميل إلى تقليل من شأن الآخرين أو التقليل من قيمة آراءهم، وكثرة مدح الطفل بشخصيته دون أفعاله تخلق منه طفلا يرى نفسه بنظرة الأوحد الذي ليس له مثيل وهذه إحدى الثغرات التربوية.
3- الحاجة إلى الإعجاب: يسعى النرجسي للحصول على إشادة وإعجاب مستمر من الآخرين، ويشعر بالتحقير إذا لم يحصل على ذلك، في كل منا حاجته الخاصة الى الثناء لكن بقدر مشذب.
4- عدم التعاطف: يفتقر الشخص النرجسي إلى القدرة على فهم مشاعر الآخرين أو مراعاة احتياجاتهم العاطفية، والرجال عامة يصعب عليهم فهم مشاعر المرأة، وهذا صراع يحتاج فقط الى القراءة عنه والاستعانة بأحاديث الآل في العلاقات الزوجية.
5- التلاعب: قد يستخدم الشخص النرجسي تقنيات التلاعب للسيطرة على الآخرين أو الحصول على ما يريد، وطرق الحيلة بعضها مذموم وغيرها ممدوح.
6- الغيرة والتنافس: يشعر النرجسي بالغيرة تجاه الأشخاص الذين يحققون نجاحًا أو يعجبهم الآخرون، وقد يسعى لإيذائهم أو التقليل من قيمتهم.
7- حساسية مفرطة للنقد: رغم أنه يظهر بمظهر متفاخر، إلا أن الشخص النرجسي يكون حساسًا جدًا للنقد أو أي تعليق سلبي.
8- التفاخر المفرط: قد يبالغ في الحديث عن إنجازاته ونجاحاته، ويستخدم ذلك لتحسين صورته أمام الآخرين.
كل الصفات الموجودة لا تعدو عن كونها صفات لها أسبابها ومعالجاتها، وفي قبال هذه الصفات هناك صفات أخرى جيدة يتميز بها زوج عن آخر وبالتالي آلاف الرجال من غير المنطقي أن تخلو صفاتهم من جميلها، فمن غير المنطقي التشجيع على الانفصال من هؤلاء الرجال فقط لأنهم يتمتعون بصفة دون غيرها وتحترق الأسر والأولاد بنار الطلاق، فما يبث في مواقع التواصل له من خطورته ما استطاع أن يهدم الأسر، فعلى المرأة المؤمنة أن تستعين بوصايا أهل البيت (عليهم السلام) ومحاولة الحفاظ على السلامة النفسية للمنزل وتعين زوجها على تغيير أو تقليل من حدة بعض الصفات فنحن لا نمتلك العصمة من ناحية السلوك نحن نقوم ما نستطيع إصلاحه فقط لنصل إلى عائلة متماسكة الأهم فيها أن لا يكون للحرام نافذة تطل على الحياة الأسرية.
اضافةتعليق
التعليقات