قبل مدة ليست بعيدة كنا نسمع في الأخبار عن رمي (الجادر الإيراني) من قبل مجموعة من الفتيات ثم تواترت الأخبار حتى نسمع برمي الحجاب والتظاهر وغيرها من الأحداث التي جرت في المنطقة هناك، وكنا نستغرب مما وصل إليه الوضع هناك.
اليوم ومع محاولات تبدأ بالتزايد صرنا نرى العباءات تُرمى في المحافظات الوسطى والجنوبية، في أماكن معينة كالجامعات والأماكن المقدسة والحدائق وبدأ هذا الأمر يزداد حتى أصبح واضحا، وبدأ مجموعة من الأشخاص يتحدثون عن هذا الموضوع، في مواقع التواصل لكن للآن لم نلاحظ أي إجراء من جهات تعنى بهذا الأمر او مراقبة حقيقية للموضوع!.
بالرغم من إن الدين واضحا حين صرح: "لا إكراه في الدين" وإن هناك طريقان واضحان لمن يريد أن يسلكهما، والإنسان مخير بأن يحدد طريقه، ولم يكره أحد على (العباءة) أو العفة (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (الكهف 29).
وفي تكملة الآيات التي تليها تفاصيل أدق وأجمل لمريد يريد أن يعود إلى مصحفه، هذه الاتاحة هي قوانين إلهية لها ثوابها وعليها عقابها، فالنساء اليوم يملكن زمام مقود السيارة إن شاءت عملت حادث في جدار أو محال تجارية او تستطيع أن تضرب سيارة أحدهم، لكن هي من تتحمل نتائج ما يجري بعدها فلا تلقي اللوم على القوانين أو الانظمة او احيانا كلام جارح، والعكس أيضا صحيح عليها اذا رغبت بالالتزام بالقوانين وهنا لا اتحدث عن العباءة والفروض الأخرى فهذا الأمر مفروغ منه ومنذ أكثر من ألف عام وإلى اليوم أسهب الجميع بالتحدث عنه، كتب ومقالات ومحاضرات وندوات وغيرها، بل عن فكرة أخرى كان بالإمكان أخذها ممن علمهم فكرة التمرد والتحرر السلبي والتعري وغيرها من خرافات الماديين، وهي فكرة القوانين الخاصة بكل مدينة أو الخاصة بمكان معين، وعدم التعدي على هذه الأنظمة فمن حقّ صاحب المكان أن يفرض قوانينه، فمن شاء أن يدخل اليه يحترم أنظمته ومن لم يشأ فهو غير مجبر، فمن غير المنطقي أن أفرض وجودي في مكان وأخالف قوانينه عنوة فمن البديهي أن يطردني منه، وعليه أن أتقبل فكرة أن أطرد لأنني منذ البداية وضعت نفسي بموضع المخالف.
فعليه عندما نشاهد في مدينة كربلاء المقدسة والنجف الأشرف عدم احترام للعباءة والتقليل من شأنها بحملة رمي (العباءة)، فمن الطبيعي أن ينتفض أهلها أو على الأقل أصحاب الغيرة من هذه المحافظة ووضع حدود لهذه المحاولات وطرد من يقوم بها، قبل أن تكون أمرا غير مسيطر عليه، وبالتالي هذه المحافظات لا تخلو ممن لا يرتدين العباءة ولم يتعرض لهن أحد إلا في المساحة المحيطة بأضرحة الأئمة، اذن هذه الحملات لا داعي لها من الأساس وهدفها واضح، مجرد اثارة الفتن، فعلى من يشاهد مثل هذه الحالة يردعها مباشرة، لأنها ما وضعت إلا من ورائها غايات لقياس ردود أفعال المجتمع الملتزم.
اضافةتعليق
التعليقات