يقال جاور جميل الروح تُصِبك عدوى جماله. السَعادة مُعدية فاحرصْ على مُخالطة السُعداء، فقد قَالت العرب قديماً: من جَاور السعيد سَعد. بما إن السعادة معدية فالبؤس و السلبية معدية أيضا كم وكم من لحظات التي اسودت بسبب من حولنا حيث كلامهم السلبي و أفعالم أثر على نفوسنا و أصبحنا تائهين في زقاق الظلمة، هذا بالنسبة لحالات روحية والأدق من ذلك إن الانسان لديه قدرات فائقة فحتى سكوته باستطاعته فعل شيء ! كيف؟ نقرأ في زيارة عاشوراء ولعن الله أمة أسرجت و ألجمت و تنقبت وتهيأت لقتالكأي جعلوا السرج واللجام على خيولهم ومراكبهم و النقاب أيضا معروف هو الذي يبدو منه محجر العين ومن عادة العرب التنقب أي أخذ النقاب عند المحاربات و تهيأت أي استعدت بإعداد اسلحة الحرب والظاهر المراد بهم الاتباع من الجيوش والعساكر فانهم مستحقون اللعن كالرؤساء المشار اليهم لولا هذا العدد الهائل لما تمردت وتشجعت الرؤساء لتلك الأفعال الشنيعة بل إن الانسان يطغى ويتمرد عندما يجد عونة ! ونقرأ في زيارة الامام الحسين (عليه السلام): فـَلَعـَنَ اللهُ اُمَةً قَتـَلَتـكَ وَلَعَنَ اللهُ اُمَةً ظَلَمَتكَ وَلَعَنَ اللهُ اُمَةً سَمِعت بـِذلك فَرَضِيَت بـه. كيف يمكن لشخص يأتي بعد مئات السنوات من القضية أن يكون مشاركا فيها؟ و يكتب اسمه في هذه القائمة؟ باختصار: لرضايته بما حدث! لولا نصرة أهل الباطل للباطل لما اتسعت دائرة الظلم والأدق من ذلك لولا سكوت الناس أمام الظلم لما تشجع أهل الباطل لارتكاب الظلم ، من هنا نجد أهمية كلامنا وحتى سكوتنا لما يحدث حولنا فقد نكتب في زمرة الظالمين لمجرد سكوتنا لأننا أيدنا الظلم، مولانا الامام الجواد (عليه السلام) يشير إلى أطراف القضية والأفراد المحكوم عليهم حيث يقول (عليه السلام): العامل بالظلم , والمعين عليه , والراضي به شركاء ثلاثتهم. يا ترى نحن في أي صنف من الأصناف؟ قد نندهش عندما نرى صحيفة أعمالنا فقد نجد في السجلات المكتوبة القتل و الدمار وتخريب البيوت والفتنة ليس لأننا كنا العامل الأساس وليس لأننا كنا عونة للظالمين، بل لأننا سكتنا أمام الظلم ورضينا . من الجميل أن نغتنم الفرصة في أيام ميلاد أهل البيت (عليهم السلام) أن نغترف من ذلك النبع الصافي المبارك ونستهل من علومهم و نراجع حساباتنا مع أنفسنا لنرى أين نحن؟ و أين موقعنا من الإعراب في قائمة الموالين.!
اضافةتعليق
التعليقات