• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الغرغرة بالعلم.. موضة العصر الحديث

رقية تاج / الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024 / ثقافة / 425
شارك الموضوع :

مانريد قوله أنّ مشكلتنا اليوم هي (السطحية) وهي في كل شيء سامّة لكنها في العلم أكثر خطورة

يقول نيوتن: إننا في العلم كأطفال على شاطئ بحر زاخر، يقذف إليهم الموج حين يموج بقطع من الصدف فيحسبونها كل مافي البحر، وفي البحر ما تعلم!.

ويوافقه الشاعر جزئياً في أبياته:

العلم بحر لا قرار له      والناس ما بين تفريطٍ وافراط

فسابحُ هالك أو موغلٌ غرقاً  والعارفون مشوا رفقاً على الشاطئ.

وما بين قول نيوتن وأبيات الشاعر، ما هو ياترى حظنا من هذا البحر؟، هل مشينا على الشاطئ واستقبلنا بنهِم مايجود به من نفائس، أم سبحنا أم غرقنا وهلكنا؟!

بما أننا نعيش في عصر السرعة ومافيه من تشتت ومُلهيات، عزمنا بأن نخترع طريقة جديدة في ذلك، توائم ظروفنا التي اجتاحتها وسائل التكنولجيا الحديثة، ففي كبسة زر نستطيع أن نكون على الشاطئ، وإذا أردنا _وياليتنا كذلك_ بإمكاننا التواجد وحتى الغوص في قلب البحر بل العوم في أكثر المحيطات عمقاً.

لكن وبما أنه لا وقت لدينا، كانت طريقتنا هي الآتي:

يتجه فلان _وما أكثر أشباه فلان_ إلى البحر، وبحسب ميوله وتوجهه واختصاصه، وبدل أن ينهل ويرتوي أو يجمع بعضاً من الكنوز، يكتفي بالغرغرة!

وليست المشكلة هنا، فهذا شأنه، لكن المصيبة تكمن عندما يعود ذلك العالم المتغرغر وينشر فتات العلم، وكأنها جوهر وحقيقة!.

إذن، مانريد قوله أنّ مشكلتنا اليوم هي (السطحية) وهي في كل شيء سامّة لكنها في العلم أكثر خطورة.

نماذج عملية

سنكتفي بمثالين يوضحان تأثير هذه الطريقة على الفرد والمجتمع:

يأخذ شخص ما من الدين قشوره، ويترك اللبّ، فلا صبر لديه أو بالأحرى لم يعجبه الكثير من ذلك العمق.

والنتيجة تتجسد في نقطتين أو مصيبتين:

إما أن ينفّر الناس من تعاليم جلّها رحمة ويُسر، أو يفتي بما لا يعلم.

لماذ؟

لأنه تشبّث بحديث أو آية، ولم يتعب نفسه بقراءة أوجه التفاسير أو التأويل للأخيرة، وفي الحديث لم يبحث في خلفية وحيثيات الموقف التي جعلت من النبي أو الامام يقول حكماً أو رأياً ما، أو حتى التأكد من مدى ضعف الرواية أو قوتها.

ويتناسى أيضاً صاحبنا الذي يظن نفسه (مثقف دينياً) بانّ الدين ليس فقط كلام وعبادات بل سلوك وتعاملات.

يأتي شخص آخر، وهذا عصري وحضاري أكثر مثلما يظن، وهذا النموذج يتواجد في كل مؤسسة تعليمية حكومية كانت أو خاصة، قد أكمل مشكوراً مشوار الدراسات العليا، وأنفق من عمره وماله ما يستحق كل الاجلال والتقدير من الآخرين، لكن تناسى هذا أيضاً بأن الشهادة وحدها لا تكفي أبداً، فلا بد أن يصاحبها جهد جهيد، وتطبيق فيما بعد يجسد قيمة المعلومة لاسيما في المجال العلمي، وهو هنا نصف مثقف إن لم يكن أقل من ذلكّ.

إذن، العلم ليس حفظاً ودراسة والثقافة ليست قراءة واطلاع، _وحتى القراءة في يومنا هذا لا تجد مكانها في أوقات جل شبابنا_، بل هو أكثر من ذلك بكثير، هو انفتاح ووعي ومتابعة وتزوّد وبحث عن المعلومة كمّاً وكيفاً وباستمرار، فضلاً عن ضياع حلقة مهمة جداً في طلبة العلم ألا وهي الاخلاص.

صدق مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بحديثه عن حملة العلم حين قال:

"الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم، والعلم كله حجة إلا ماعمل به، والعمل كله رياء إلا ماكان مخلصاً، والاخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم به".

ما نود قوله بأنّ الأصل في طلب العلم هو النهل ومن ثمّ الغربلة، وهي على النقيض من مفهوم الغرغرة، فما علينا فعله هو التزوّد بأكبر كمية من المعلومات ثمّ التفكر والسؤال والانتقاء، وليست غرغرة فقط، تكون بمثابة ورقة توت تسقط  مع أول سؤال عميق أو موقف يوضح مدى الكفاءة والأعلمية.


العلم
الدين
الشخصية
المجتمع
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    لماذا أنجبتني؟

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    آخر القراءات

    القراءة: رحلة مستمرة دون وجهة

    النشر : الأربعاء 24 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    لا تقيدي لجام حريته.. استخدمي الحب

    النشر : الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    امتلك لحظاتك.. ولا تنس الاسترخاء والتروي

    النشر : الخميس 09 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    مزيفان مع الجميع

    النشر : السبت 25 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الأطفال والمعاناة من فوبيا الذهاب الى المدرسة

    النشر : الخميس 06 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الامام الصادق.. العلامة الفارقة في كل العلوم

    النشر : الأحد 08 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3742 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 455 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 365 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 356 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 313 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3742 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1346 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1324 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1193 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 867 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 852 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن
    • منذ 9 ساعة
    لماذا أنجبتني؟
    • منذ 9 ساعة
    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف
    • منذ 9 ساعة
    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • الأثنين 19 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة