• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الغرغرة بالعلم.. موضة العصر الحديث

رقية تاج / الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024 / ثقافة / 553
شارك الموضوع :

مانريد قوله أنّ مشكلتنا اليوم هي (السطحية) وهي في كل شيء سامّة لكنها في العلم أكثر خطورة

يقول نيوتن: إننا في العلم كأطفال على شاطئ بحر زاخر، يقذف إليهم الموج حين يموج بقطع من الصدف فيحسبونها كل مافي البحر، وفي البحر ما تعلم!.

ويوافقه الشاعر جزئياً في أبياته:

العلم بحر لا قرار له      والناس ما بين تفريطٍ وافراط

فسابحُ هالك أو موغلٌ غرقاً  والعارفون مشوا رفقاً على الشاطئ.

وما بين قول نيوتن وأبيات الشاعر، ما هو ياترى حظنا من هذا البحر؟، هل مشينا على الشاطئ واستقبلنا بنهِم مايجود به من نفائس، أم سبحنا أم غرقنا وهلكنا؟!

بما أننا نعيش في عصر السرعة ومافيه من تشتت ومُلهيات، عزمنا بأن نخترع طريقة جديدة في ذلك، توائم ظروفنا التي اجتاحتها وسائل التكنولجيا الحديثة، ففي كبسة زر نستطيع أن نكون على الشاطئ، وإذا أردنا _وياليتنا كذلك_ بإمكاننا التواجد وحتى الغوص في قلب البحر بل العوم في أكثر المحيطات عمقاً.

لكن وبما أنه لا وقت لدينا، كانت طريقتنا هي الآتي:

يتجه فلان _وما أكثر أشباه فلان_ إلى البحر، وبحسب ميوله وتوجهه واختصاصه، وبدل أن ينهل ويرتوي أو يجمع بعضاً من الكنوز، يكتفي بالغرغرة!

وليست المشكلة هنا، فهذا شأنه، لكن المصيبة تكمن عندما يعود ذلك العالم المتغرغر وينشر فتات العلم، وكأنها جوهر وحقيقة!.

إذن، مانريد قوله أنّ مشكلتنا اليوم هي (السطحية) وهي في كل شيء سامّة لكنها في العلم أكثر خطورة.

نماذج عملية

سنكتفي بمثالين يوضحان تأثير هذه الطريقة على الفرد والمجتمع:

يأخذ شخص ما من الدين قشوره، ويترك اللبّ، فلا صبر لديه أو بالأحرى لم يعجبه الكثير من ذلك العمق.

والنتيجة تتجسد في نقطتين أو مصيبتين:

إما أن ينفّر الناس من تعاليم جلّها رحمة ويُسر، أو يفتي بما لا يعلم.

لماذ؟

لأنه تشبّث بحديث أو آية، ولم يتعب نفسه بقراءة أوجه التفاسير أو التأويل للأخيرة، وفي الحديث لم يبحث في خلفية وحيثيات الموقف التي جعلت من النبي أو الامام يقول حكماً أو رأياً ما، أو حتى التأكد من مدى ضعف الرواية أو قوتها.

ويتناسى أيضاً صاحبنا الذي يظن نفسه (مثقف دينياً) بانّ الدين ليس فقط كلام وعبادات بل سلوك وتعاملات.

يأتي شخص آخر، وهذا عصري وحضاري أكثر مثلما يظن، وهذا النموذج يتواجد في كل مؤسسة تعليمية حكومية كانت أو خاصة، قد أكمل مشكوراً مشوار الدراسات العليا، وأنفق من عمره وماله ما يستحق كل الاجلال والتقدير من الآخرين، لكن تناسى هذا أيضاً بأن الشهادة وحدها لا تكفي أبداً، فلا بد أن يصاحبها جهد جهيد، وتطبيق فيما بعد يجسد قيمة المعلومة لاسيما في المجال العلمي، وهو هنا نصف مثقف إن لم يكن أقل من ذلكّ.

إذن، العلم ليس حفظاً ودراسة والثقافة ليست قراءة واطلاع، _وحتى القراءة في يومنا هذا لا تجد مكانها في أوقات جل شبابنا_، بل هو أكثر من ذلك بكثير، هو انفتاح ووعي ومتابعة وتزوّد وبحث عن المعلومة كمّاً وكيفاً وباستمرار، فضلاً عن ضياع حلقة مهمة جداً في طلبة العلم ألا وهي الاخلاص.

صدق مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بحديثه عن حملة العلم حين قال:

"الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم، والعلم كله حجة إلا ماعمل به، والعمل كله رياء إلا ماكان مخلصاً، والاخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم به".

ما نود قوله بأنّ الأصل في طلب العلم هو النهل ومن ثمّ الغربلة، وهي على النقيض من مفهوم الغرغرة، فما علينا فعله هو التزوّد بأكبر كمية من المعلومات ثمّ التفكر والسؤال والانتقاء، وليست غرغرة فقط، تكون بمثابة ورقة توت تسقط  مع أول سؤال عميق أو موقف يوضح مدى الكفاءة والأعلمية.


العلم
الدين
الشخصية
المجتمع
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    آخر القراءات

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    النشر : منذ 3 ساعة
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ملتقى خادمات المنبر الحسيني بنسخته الرابعة في جمعية المودة والازدهار

    النشر : الأحد 22 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    اجعل رحلة حياتك مميزة

    النشر : الأثنين 22 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    حل المشكلة بقطعة كيك!

    النشر : الأربعاء 24 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    تساؤلات!

    النشر : الأربعاء 23 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأدب بوح النفس البشرية.. ضمياء العوادي عن تجربتها في بعد فوات الإعتراف

    النشر : الثلاثاء 23 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1031 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 512 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 397 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 383 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 381 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1461 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1424 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1083 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1071 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1031 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي
    • منذ 3 ساعة
    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي
    • منذ 3 ساعة
    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟
    • منذ 3 ساعة
    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة