• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الغرغرة بالعلم.. موضة العصر الحديث

رقية تاج / الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024 / ثقافة / 492
شارك الموضوع :

مانريد قوله أنّ مشكلتنا اليوم هي (السطحية) وهي في كل شيء سامّة لكنها في العلم أكثر خطورة

يقول نيوتن: إننا في العلم كأطفال على شاطئ بحر زاخر، يقذف إليهم الموج حين يموج بقطع من الصدف فيحسبونها كل مافي البحر، وفي البحر ما تعلم!.

ويوافقه الشاعر جزئياً في أبياته:

العلم بحر لا قرار له      والناس ما بين تفريطٍ وافراط

فسابحُ هالك أو موغلٌ غرقاً  والعارفون مشوا رفقاً على الشاطئ.

وما بين قول نيوتن وأبيات الشاعر، ما هو ياترى حظنا من هذا البحر؟، هل مشينا على الشاطئ واستقبلنا بنهِم مايجود به من نفائس، أم سبحنا أم غرقنا وهلكنا؟!

بما أننا نعيش في عصر السرعة ومافيه من تشتت ومُلهيات، عزمنا بأن نخترع طريقة جديدة في ذلك، توائم ظروفنا التي اجتاحتها وسائل التكنولجيا الحديثة، ففي كبسة زر نستطيع أن نكون على الشاطئ، وإذا أردنا _وياليتنا كذلك_ بإمكاننا التواجد وحتى الغوص في قلب البحر بل العوم في أكثر المحيطات عمقاً.

لكن وبما أنه لا وقت لدينا، كانت طريقتنا هي الآتي:

يتجه فلان _وما أكثر أشباه فلان_ إلى البحر، وبحسب ميوله وتوجهه واختصاصه، وبدل أن ينهل ويرتوي أو يجمع بعضاً من الكنوز، يكتفي بالغرغرة!

وليست المشكلة هنا، فهذا شأنه، لكن المصيبة تكمن عندما يعود ذلك العالم المتغرغر وينشر فتات العلم، وكأنها جوهر وحقيقة!.

إذن، مانريد قوله أنّ مشكلتنا اليوم هي (السطحية) وهي في كل شيء سامّة لكنها في العلم أكثر خطورة.

نماذج عملية

سنكتفي بمثالين يوضحان تأثير هذه الطريقة على الفرد والمجتمع:

يأخذ شخص ما من الدين قشوره، ويترك اللبّ، فلا صبر لديه أو بالأحرى لم يعجبه الكثير من ذلك العمق.

والنتيجة تتجسد في نقطتين أو مصيبتين:

إما أن ينفّر الناس من تعاليم جلّها رحمة ويُسر، أو يفتي بما لا يعلم.

لماذ؟

لأنه تشبّث بحديث أو آية، ولم يتعب نفسه بقراءة أوجه التفاسير أو التأويل للأخيرة، وفي الحديث لم يبحث في خلفية وحيثيات الموقف التي جعلت من النبي أو الامام يقول حكماً أو رأياً ما، أو حتى التأكد من مدى ضعف الرواية أو قوتها.

ويتناسى أيضاً صاحبنا الذي يظن نفسه (مثقف دينياً) بانّ الدين ليس فقط كلام وعبادات بل سلوك وتعاملات.

يأتي شخص آخر، وهذا عصري وحضاري أكثر مثلما يظن، وهذا النموذج يتواجد في كل مؤسسة تعليمية حكومية كانت أو خاصة، قد أكمل مشكوراً مشوار الدراسات العليا، وأنفق من عمره وماله ما يستحق كل الاجلال والتقدير من الآخرين، لكن تناسى هذا أيضاً بأن الشهادة وحدها لا تكفي أبداً، فلا بد أن يصاحبها جهد جهيد، وتطبيق فيما بعد يجسد قيمة المعلومة لاسيما في المجال العلمي، وهو هنا نصف مثقف إن لم يكن أقل من ذلكّ.

إذن، العلم ليس حفظاً ودراسة والثقافة ليست قراءة واطلاع، _وحتى القراءة في يومنا هذا لا تجد مكانها في أوقات جل شبابنا_، بل هو أكثر من ذلك بكثير، هو انفتاح ووعي ومتابعة وتزوّد وبحث عن المعلومة كمّاً وكيفاً وباستمرار، فضلاً عن ضياع حلقة مهمة جداً في طلبة العلم ألا وهي الاخلاص.

صدق مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بحديثه عن حملة العلم حين قال:

"الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم، والعلم كله حجة إلا ماعمل به، والعمل كله رياء إلا ماكان مخلصاً، والاخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم به".

ما نود قوله بأنّ الأصل في طلب العلم هو النهل ومن ثمّ الغربلة، وهي على النقيض من مفهوم الغرغرة، فما علينا فعله هو التزوّد بأكبر كمية من المعلومات ثمّ التفكر والسؤال والانتقاء، وليست غرغرة فقط، تكون بمثابة ورقة توت تسقط  مع أول سؤال عميق أو موقف يوضح مدى الكفاءة والأعلمية.


العلم
الدين
الشخصية
المجتمع
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    كيف يولد الحب؟!

    النشر : الأربعاء 26 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    موسى بن جعفر

    النشر : السبت 18 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    كيف تعمل استراتيجية التدريس التبادلي؟

    النشر : الأثنين 01 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 43 ثانية

    فَقدُ الأَحِبة غُربة.. ولكن!

    النشر : الأربعاء 18 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 47 ثانية

    حمامة اليمن أمل حسين: شهيدة الطفولة

    النشر : الأثنين 05 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 49 ثانية

    ما هي حبوب زيادة الوزن؟

    النشر : الأثنين 14 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 49 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1238 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 446 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 440 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 424 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 422 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    • 361 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1332 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1238 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1180 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 776 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 650 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة