• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كاظم الغيظ.. اتخذ السجن مسجداً

سماح الجوراني / الأثنين 01 نيسان 2019 / حقوق / 3064
شارك الموضوع :

عندما يقف الإنسان على لغز الكون، تتدفق ينابيع السلام في ذاته، فتستحيل ظلمة السجن عند ذاك إلى نور، والسلاسل والحديد إلى حرّية، غير أن الروح و

عندما يقف الإنسان على لغز الكون، تتدفق ينابيع السلام في ذاته، فتستحيل ظلمة السجن عند ذاك إلى نور، والسلاسل والحديد إلى حرّية، غير أن الروح وهي ما تزال في إهاب الجسد تتوجّع كلّما توجّع وتئنّ كما أنّ فالجسد مظهر الروح والمرآة التي تنعكس فيها أشعة الحياة، وليس هناك ما هو آلم للنفس من السجن.

حينها تتعدى كل حدود الحياة، لما تظن أنك لن تستلم ولو وضعوك بين أربعة جدران لايصلها نور الله، جدران معتمة ظلماء، لاتعلم متى يحين الصباح أو الليل، مغلقة بأبواب لاتفتح، تظن أنك أنهيت حياتك وهنا لامكان لك سوى القبول فيه والرضوخ لتلك الجدران المعتمة.

لكن هناك شخص جعلها روضة من رياض الله فاتخذ المكان مسجداً، إنها رحلة التقرب إلى الله والوصول إلى معرفته لا تختلف من مكان إلى مكان، ولا تتغير من حال إلى حال، بل كلما ضاقت الحياة وعظمت الشدائد وتراكمت المحن ازداد الانسان قرباً إلى الله تعالى، واستعان بالصبر والصلاة.

لقد اتخذ الامام الكاظم (عليه السلام) من السجن مسجداً، ومن وحشة الحبس ووحدته معتكفاً ومأنساً بذكر الله وقربه سبحانه، فنهاره صيام وليله مناجاة وقيام.

فقد روى أحد الذين كلفوا بمراقبة الامام (عليه السلام) في سجن عيسى بن جعفر في البصرة إنه سمع الامام يقول:

(اللهم إنك تعلم أني كنت اسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت ذلك فلك الحمد).

ولما رأى عيسى بن جعفر ذلك من الامام كتب إلى هارون الرشيد قائلا، بعد إن قضى الامام (عليه السلام) عنده في السجن سنة:

(خذه مني، وسلمه إلى من شئت والا خليت سبيله، فقد اجتهدت أن آخذ عليه حجة فما أقدر على ذلك، حتى اني لأتسمع عليه إذا دعا لعله يدعو علي أو عليك، فما أسمعه يدعو إلا لنفسه، ويسأل الله الرحمة والمغفرة).

أما العلاقة مع الله، تؤكد لنا كتب التاريخ أن الامام "عليه السلام" عاش بارتباط مع الله "عزّ وجلّ" بأعلى الدَّرجات، فقد كان الله حاضراً في عقله وقلبه، فقلبه دائم بذكر الله تعالى، وحياته كانت للرّسالة كلّها، حيث كان يعيش اللّذّة باللّقاء بالله، ولذلك كان يطيل السجود، فكان يقول "عليه السلام" "اللّهمّ إنّي كنت أسألك أن تفرّغني لعبادتك، وقد فعلت فلك الحمد" وكان يكرّر في سجوده: "اللّهمّ إنّي اسألك الرّاحة عند الموت، والعفو عند الحساب".

على الرغم أن الامام "عليه السلام" لم يكن له ذنب يستغفر الله "عزوجل" منه، ولكنّه تواضع لله، اصبح يجلس بين يديه ليعيش كما يعيش العبد أمام سيده.

لذا علينا أن نتعلم من حليف السجدة الطويلة كيف يكون القرب لله تعالى؟

ولنعلم أن مهما ضاقت علينا أمورنا الدنيوية فهي لاتساوي شيئا أمام الضيق الذي عاشه الامام عليه السلام.

فلنتخذه قدوة، ولنهيىء أنفسنا لنكون قريبين من الله عزوجل ونخضع ونخشع بين يديه رافعين أكفنا بالعفو والمغفرة عنا، ونرجو فضله، وأن يحسن ختامتنا ويجعلنا من الموالين لأهل بيته عليهم السلام والثبات على دينهم.

فالسلام عليك ياموسى بن جعفر

السلام عليك ياحليف السجدة الطويلة

السلام عليك باب الله ياباب الحوائج.

-مقاتل الطالبين : ص٥٠٢
- محمد باقر المجلسي ، بحار الأنوار، الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (طهران: احياء الكتب الإسلامية ) ، ج48، ص107.
- الكليني ، اصول الكافي، تحقيق محمد الاخوندي، (طهران: دار الكتب الاسلامية، 1363ه)، ج3، ص323

الامام الكاظم
الشيعة
التاريخ
الدين
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    الأمهات في زمن كورونا.. مدرّسات بمسؤولية مضاعفة وبلا رواتب مادية

    النشر : الأثنين 08 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    جذور الأزمة الاقتصادية في العالم العربي: الرشوة والربا

    النشر : الأثنين 08 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الدرس الأخير وجرس الموت

    النشر : الأثنين 08 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    استطلاع رأي: كيف يؤثر الضغط النفسي على ظهور المرض الجسدي؟

    النشر : الأحد 26 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    تحكم في أعصابك

    النشر : الأثنين 06 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    لم يبقَ إلا القليل..

    النشر : الأحد 03 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3316 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 341 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3316 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2323 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1319 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 23 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 23 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 23 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة