• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كاظم الغيظ.. اتخذ السجن مسجداً

سماح الجوراني / الأثنين 01 نيسان 2019 / حقوق / 3179
شارك الموضوع :

عندما يقف الإنسان على لغز الكون، تتدفق ينابيع السلام في ذاته، فتستحيل ظلمة السجن عند ذاك إلى نور، والسلاسل والحديد إلى حرّية، غير أن الروح و

عندما يقف الإنسان على لغز الكون، تتدفق ينابيع السلام في ذاته، فتستحيل ظلمة السجن عند ذاك إلى نور، والسلاسل والحديد إلى حرّية، غير أن الروح وهي ما تزال في إهاب الجسد تتوجّع كلّما توجّع وتئنّ كما أنّ فالجسد مظهر الروح والمرآة التي تنعكس فيها أشعة الحياة، وليس هناك ما هو آلم للنفس من السجن.

حينها تتعدى كل حدود الحياة، لما تظن أنك لن تستلم ولو وضعوك بين أربعة جدران لايصلها نور الله، جدران معتمة ظلماء، لاتعلم متى يحين الصباح أو الليل، مغلقة بأبواب لاتفتح، تظن أنك أنهيت حياتك وهنا لامكان لك سوى القبول فيه والرضوخ لتلك الجدران المعتمة.

لكن هناك شخص جعلها روضة من رياض الله فاتخذ المكان مسجداً، إنها رحلة التقرب إلى الله والوصول إلى معرفته لا تختلف من مكان إلى مكان، ولا تتغير من حال إلى حال، بل كلما ضاقت الحياة وعظمت الشدائد وتراكمت المحن ازداد الانسان قرباً إلى الله تعالى، واستعان بالصبر والصلاة.

لقد اتخذ الامام الكاظم (عليه السلام) من السجن مسجداً، ومن وحشة الحبس ووحدته معتكفاً ومأنساً بذكر الله وقربه سبحانه، فنهاره صيام وليله مناجاة وقيام.

فقد روى أحد الذين كلفوا بمراقبة الامام (عليه السلام) في سجن عيسى بن جعفر في البصرة إنه سمع الامام يقول:

(اللهم إنك تعلم أني كنت اسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت ذلك فلك الحمد).

ولما رأى عيسى بن جعفر ذلك من الامام كتب إلى هارون الرشيد قائلا، بعد إن قضى الامام (عليه السلام) عنده في السجن سنة:

(خذه مني، وسلمه إلى من شئت والا خليت سبيله، فقد اجتهدت أن آخذ عليه حجة فما أقدر على ذلك، حتى اني لأتسمع عليه إذا دعا لعله يدعو علي أو عليك، فما أسمعه يدعو إلا لنفسه، ويسأل الله الرحمة والمغفرة).

أما العلاقة مع الله، تؤكد لنا كتب التاريخ أن الامام "عليه السلام" عاش بارتباط مع الله "عزّ وجلّ" بأعلى الدَّرجات، فقد كان الله حاضراً في عقله وقلبه، فقلبه دائم بذكر الله تعالى، وحياته كانت للرّسالة كلّها، حيث كان يعيش اللّذّة باللّقاء بالله، ولذلك كان يطيل السجود، فكان يقول "عليه السلام" "اللّهمّ إنّي كنت أسألك أن تفرّغني لعبادتك، وقد فعلت فلك الحمد" وكان يكرّر في سجوده: "اللّهمّ إنّي اسألك الرّاحة عند الموت، والعفو عند الحساب".

على الرغم أن الامام "عليه السلام" لم يكن له ذنب يستغفر الله "عزوجل" منه، ولكنّه تواضع لله، اصبح يجلس بين يديه ليعيش كما يعيش العبد أمام سيده.

لذا علينا أن نتعلم من حليف السجدة الطويلة كيف يكون القرب لله تعالى؟

ولنعلم أن مهما ضاقت علينا أمورنا الدنيوية فهي لاتساوي شيئا أمام الضيق الذي عاشه الامام عليه السلام.

فلنتخذه قدوة، ولنهيىء أنفسنا لنكون قريبين من الله عزوجل ونخضع ونخشع بين يديه رافعين أكفنا بالعفو والمغفرة عنا، ونرجو فضله، وأن يحسن ختامتنا ويجعلنا من الموالين لأهل بيته عليهم السلام والثبات على دينهم.

فالسلام عليك ياموسى بن جعفر

السلام عليك ياحليف السجدة الطويلة

السلام عليك باب الله ياباب الحوائج.

-مقاتل الطالبين : ص٥٠٢
- محمد باقر المجلسي ، بحار الأنوار، الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (طهران: احياء الكتب الإسلامية ) ، ج48، ص107.
- الكليني ، اصول الكافي، تحقيق محمد الاخوندي، (طهران: دار الكتب الاسلامية، 1363ه)، ج3، ص323

الامام الكاظم
الشيعة
التاريخ
الدين
اهل البيت
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    خدمة الدين للعقل

    النشر : الأحد 26 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    وقفة تأمل..

    النشر : الجمعة 02 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    التحام الجزئيات درة الصدف تتلألأ في فضاء الحسين (ع)

    النشر : الأحد 16 تشرين الاول 2016
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    التفاخر والتباهي بالأبناء!

    النشر : الخميس 11 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    قراءة في كتاب: العمى

    النشر : الأثنين 21 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    هُتكت حرمة الدار ما إن رحلت يا رسول الله!

    النشر : السبت 04 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1192 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 428 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 428 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 391 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 364 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 362 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1531 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1315 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1192 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1170 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 932 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • منذ 5 ساعة
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • منذ 5 ساعة
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • منذ 5 ساعة
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة