هناك من يرى التقرب إلى الله من خلال التعبد والتهجّد فقط ويصبح من العابدين ويقضي معظم وقته في اتيان الصلوات المستحبة والقيام بأمور مستحبة كقراءة القرآن والأدعية، يشارك في الاعتكاف ويبتعد عن الآخرين تقرباً إلى الله تعالى.
بالتأكيد هذه الأمور تقرب الانسان إلى ربه ولكن ديننا الحنيف دين الوسطية والإعتدال حيث يطلب من المرء أن يهتم بجميع جوانب الحياة ولا ينسى نصيبه من الدنيا ولا يتراجع عن معاملته الحسنة مع الآخرين والاهتمام بهم وقضاء حوائجهم، كما قال رسول الله صلى الله عليه واله: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
إذن المسؤولية تعني فرض مطلوب من الانسان ولا يستطيع الانسان أن يهمل هذا الجانب لأن هناك حق يقع على عاتقه من قبل الآخرين، تخفيف الأذى عن الآخرين ومساعدتهم من الأشياء الرائعة في حياة الإنسان لأن أصحاب الفرح، الذين يتواجدون عند الفرح والرخوة كثيرون ولكن قليل من يقف مع الانسان عندما يعاني من مشكلة أو يعيقه عائق في طريقه.
مساعدة الآخرين تنشر جواً من الحب والعطاء والطاقة الإيجابية وتملأ المجتمع بالتفاؤل والجمال وتزيد في المجتمع حب التعاون والتآخي والشعور بالاخر وتعزز من انجازات اهل ذلك المجتمع ويرتقي الجميع معاً، عندما يصبح هذا الفعل من القيم العليا في المجتمع سنلاحظ الاختلاف الكبير الذي يحدث في المجتمع ونلمس الرضا والطمأنينة في وجوه افراد ذلك المجتمع.
كيف نساعد الآخرين؟
-(مادياً) هناك أمور كثيرة نستطيع من خلالها ان نرسم بسمة الرضا على شفاه الآخرين ونساعدهم من خلال تلبية حاجاتهم المادية والصدقة ودفع الديون كما كان هذا الأمر شائعاً في الزمن القديم فأصحاب الأموال كانوا يقومون باعطاء مبلغ من المال لأصحاب الحاجات والفقراء وبعد تحسن حالاتهم كانوا يرجعون المبلغ والله سبحانه وتعالى كان يبارك في أموالهم ويزيد في ارزاقهم وكانوا في احسن حال.
-(ثقافياً) تعليم الآخرين من خلال تثقيفهم وارتقائهم علمياً.
-(روحياً) الوقوف بجانب الآخرين في الأوقات العصيبة حيث يطمأن الفرد بأن هناك من يعينه وانه ليس وحيداً في بحر همومه ويشعر بدفء يد المساعد ويخرج من البحر إلى ساحل الأمن والأمان.
-دفع الأذى عن الآخرين.
وهناك أمور أخرى حسب حاجة كل شخص في لحظات العصيبة، يقال:
من الحقائق الثابتة إن الانسان يستطيع أن ينجح وبأفضل طريقة عندما يساعد الآخرين على النجاح.
إن الإسلام سلط الضوء على كل أمر من أمور الدين ويريد السعادة للانسان ولكن احيانا ينسى البعض إن مساعدة الآخرين لا تقل ثوابها عن الأعمال الأخرى وكما تشير الروايات إنها أعظم لذلك قال الامام الحسن (عليه السلام): لقضاء حاجة أخ لي في الله أحب من اعتكاف شهر.
وقال عليه السلام: من عقل المرء ومروءته ان يسارع الى قضاء حوائج اخوانه وان لم ينزلوها به. كلمة الامام الحسن (عليه السلام) ص139.
اضافةتعليق
التعليقات