عالقة بين حبال القدر، حبل يشنق وآخر يهدد والأخير يخنق الوريد في عنقي!.
أتجول في أزقة الليل علّني أجد بعض من الراحة لتعيد لي فقداني في هذا العالم الذي يشبه الجلاد في حكاية الأساطير من الأزمان الغابرة!.
لكن حكايتي كانت مختلفة أشد الاختلاف، حسنا لقد كنت أظن أنها جلاد ويجلدني.. جلاد حقير لا يرحم!.
كلما أتذكر أو في الحقيقة لم تمر عليّ ثانية من النسيان لأنسى بشاعة التشوّه في وجهي وجسدي ونفور الناس حين رؤيتهم لي ولا ألومهم على ذلك أنا ذاتي أخاف مني وأبتعد عني كما لو أنني لم أعرفني يوما!.
حتى الأشخاص الذين كانوا يحاولون أن يبينوا أن شكلي لا بأس به وهم لا يملكون مشكلة في تواجدنا في مكان واحد، مكان يضج بالصراخ الذي لا يخاف أن يتعدى صدرونا، لقد كانوا أشخاص محدودين لا يتعدون الخمسة اصابع ثابتين على أن لا تُجرح مشاعري المذبوحة اكثر!.
إنسان مثلي أصابت عيناه بالتمزق وجسده أضحت رؤيته مقرفة للغاية ومخيفة بالأخص للأطفال ما الفائدة من وجوده المضر بهذا الكون الواسع والخالي من الألفة؟!
هنا يكمن سر دفين لا يمكن البوح به أكثر من هذا الحد الذي حاكيت به الخيال.
لقد كنت أعرف النهاية على ماذا ستقع، فإن سئم أحدهم من الحياة واعترض طريقها معترضا على ما فيها سيجدها تقدم له أسوء ما يمكن للنيل منه، لأنها الحياة..
والحياة غير مثالية كما يعتقد البعض فإن ألعابها لا يمكن النفاذ منها بسهولة، فنحن لا نعرف اللعبة من اسمها إلا بعد أن نخوضها ونحرز فيها المطلوب سواء كان بشكل جيد أو العكس المهم أننا نحرز فيها النتيجة بعد أن توشك قوانا على الانتهاء!.
وهذا ما حصل مع اليأس الذي تربع وسط صدري والذي كان ينهش بي بلا رحمة أو رأفة حتى وصلت لقناعة تامة بأن اليأس المقرون بالرضا من أخطر الوسائل التي تقتلنا دون أن نعلم لأننا سلمنا زمام الأمر لها وجعلناها بقوة أكبر من قوتنا وهذا أكبر خطأ ممكن يرتكبه الإنسان حين تصيبه نوبة اليأس والخذلان أو نوبة كره الروح..
ومن بعد كل هذه المشاعر المعلقة على مقصلة الأذى والتي أدت اليوم دور المضحي شعرت أنني خسرت، خسرت خسارتي الأكبر.
كان عليّ التزام القواعد والتلاعب على أنغامها لكنني كمن غسل الماء بالماء وسمح للحيز المطلق بالقضاء عليها لأصل اليوم بيأسي إلى فراش الرحيل وأنا أجول بنظري حولي كيف سأتركهم، كيف سأرحل والأهم بأي وجه نادم ألاقي خالقي ليغفر مصيبتي التي اشتريتها بروحي ودفعت ثمن شفقة وخوف واستهزاء كل من نظر إلي وخلق بداخلي حلقة تضيق كلما اتسعت ضلوعي!.
واليوم وخصوصا في هذه اللحظة الحرجة من الندم بعد ذلك اليأس الذي أوصلني إلى هذا الفراش أعترف وبكل خجل أنا إنسان نادم لم يجتاز أي اختبار مرّ به وقبل أن تنام عيني النومة الأبدية أتمنى لو أصرخ بوجه اليأس وأطرده.. لكن الأوان قد فات وزال وحملت هذه خطيئتي إلى يوم الحساب.
اضافةتعليق
التعليقات