يسبب ارتفاع التوتر البابي المديد احتقاناً معدياً مزمناً يكشف بالتنظير على شكل بقع حمامية نقطية متعددة. في حالات أندر تحدث مثل هذه الآفات في مناطق أبعد من الجهاز الهضمي. قد تتقرح هذه البؤر التسبب النزف من عدة مواضع، قد يحدث نزف حاد، ولكن النزف الخفيف المتكرر الذي يسبب فقر دم بعوز الحديد أكثر شيوعاً .
يمكن الوقاية من هذه المشكلة بإعطاء مستحضرات الحديد الفموية ولكن قد نضطر لنقل الدم بشكل متكرر. إن تخفيض الضغط البابي بإعطاء محضر بروبرانولول بجرعة 80-160 ملغ يومياً هو الإجراء العلاجي الأولي الأفضل، فإذا لم ينجح عندها يستطب تركيب المسرب القالب البابي الجهازي داخل الكبدي عبر الوداجي الحبن، يعرف الحبن بأنهتراكم السائل الحر ضمن جوف البريتوان. بينما يعد التشمع سبباً شائعاً له توجد أسباب أخرى يجب التفكير بها حتى عند المريض المصاب بداء كبدي مزمن.
الآلية الإمراضية
يسبب القصور الكبدي وارتفاع التوتر البابي الملاحظ في التشمع احتباساً عاماً للصوديوم والماء في الجسم، وتوضع السائل في الجوفالبريتواني نتيجة الضغط الوريدي المرتفع ضمن الدوران المساريقي. إن آلية احتباس الماء والصوديوم غير معروفة، ولكن توجد نظريتان لتفسيره الأولى تفترض أنه بعد فقد السائل إلى البريتوان يحدث احتباس كلوي معاوض للماء والصوديوم (نظرية الامتلاء الناقص، بينما تفترض الثانية أن حبس الكلى للماء والصوديوم هو الحدث الأول الذي يؤدي لزيادة تدفق السائل إلى جوف البريتوان نظرية الامتلاء المفرط. ربما يكون التوسع الوعائي الحشوي الذي يؤدي لنقص في الحجم الدوراني الفعال أهم عامل ممرض. (نظرية الموسع الوعائي يؤدي ذلك لتفعيل نظام الرينين - أنجيوتنسين مع ما يرافقه من فرط ألدوستيرونية ثانوية وزيادة تفعل الجملة العصبية الودية وتبدل في إفراز الهرمون الأذيني المدر للصوديوم وتبدل فعالية نظام كاليكرين - كينين.
أسباب الحبن:
أسباب شائعة
الأمراض الخبيثة الكبدية البريتوانية.
قصور القلب.
التشمع الكبدي.
أسباب أخرى
نقص بروتينات الدم
المتلازمة الكلائية
الاعتلال المعوي المضيع للبروتين
سوء التغذية
الانسداد الوريدي الكبدي
متلازمة بود - كياري
الداء الوريدي الساد
التهاب المعتكلة
الانسداد اللمفاوي
الخمج التدرن التهاب البريتوان الجرثومي العفوى
أسباب نادرة
متلازمة ميغ
التهاب الأوعية
قصور الدرق
التحال الكلوي
المظاهر السريرية:
يسبب الحبن تمدد البطن مع امتلاء الخاصرتين وانزياح الأصمية بالقرع وظهور هرير عندما تكون كمية الحبن كبيرة، لا تظهر هذه العلامات إلا بعد أن يزيد حجم سائل الحبن عن ليتر واحد حتى ولو كان المريض نحيفاً، وقد يصعب كشف الكميات الأكبر من السائل فيما لو كان هذا المريض بديناً تشمل المظاهر المرافقة كلاً من تشوه شكل السرة أو انقلابها والفتق وظهور الخطوط البطنية وتباعد (افتراق) المستقيمتين، وأحياناً يحدث ألم الفخذ بشواش الحس ووذمة في الصفن.
قد يشاهد انصباب الجنب عند حوالي %10 من المرضى، على الجانب الأيمن عادة يكون هذا الانصباب قليلاً في معظم الأحيان ولا يكشف إلا بصورة الصدر البسيطة، ولكن قد يحدث موه صدر شديد أحياناً . يجب ألا نفترض أن انصبابات الجنب ولاسيما التي تحدث على الجهة اليسرى ناجمة عن الحبن.
الاستقصاءات
يعد التصوير بأمواج فوق الصوت الطريقة الأفضل لتأكيد وجود الحبن، ولاسيما عند المرضى البدينين أو الذين يكون لديهم كميات ضئيلة فقط من السائل. قد تظهر صور البطن الشعاعية البسيطة الحين ولكنها غير حساسة وغير نوعية. يمكن اللجوء لبزل البطن لتأكيد وجود الحبن أيضاً، ولكنه يفيد أكثر للحصول على عينة من سائل الحبن لفحصه قد يتم ذلك بتوجيه التصوير بأمواج فوق الصوت إذا دعت الحاجة. قد يساعد مظهر سائل الحين في تخمين السبب المستبطن.
يقاس تركيز بروتين سائل الحبن ومدروج ألبومين المصل - سائل الحبن بقصد التمييز بين شكلي الحين الرشحي والنتحي فالحين الذي يقلتركيز البروتين فيه عن 25 غ / ليتر أو يكون مدروج (ألبومين المصل - سائل الحبن فوق 1.5 (رشحي) يكون ناجماً عادة عن التشمع. أما الحبن النتحي تركيز بروتين سائل الحبن فوق 25 غ / ليتر أو مدروج ألبومين المصل - سائل الحبن دون (1.5) فيرجح احتمال الخمج ولاسيما التدرن أو الخباثة أو الانسداد الوريدي الكبدي أو الحبن المعثكلي أو في حالات نادرة يرجح قصور الدرق، إن فعالية أميلاز سائل الحبنالتي تزيد عن 1000 وحدة/ليتر تشخص الحبن المعثكلي، بينما يشير انخفاض تركيز غلوكوز سائل الحبن إلى الخباثة أو التدرن. قد يظهرالفحص الخلوي لسائل الحبن وجود خلايا 3 خبيثة، وإن وجود كريات بيض متعددة أشكال النوى بتعداد يزيد عن 250 كرية / ملم يشير بقوة للخمج (التهاب البريتوان الجرثومي العفوي)، إن تنظير البطن إجراء مفيد لكشف الأمراض البريتوانية.
اضافةتعليق
التعليقات