مسلم وما أدراك ما مسلم، إنه سفير الثورة الحسينية ومفتاحها فعندما نريد أن نذكر قضية عاشوراء أو نقرأ عنها فلا يمكن أن نتجاهل هذه الشخصية الفذة التي نالت موضع ثقة الامام الحسين (عليه السلام) بل نقف عندها لنتزود منها ونتعلم من طاعتها وشجاعتها ونصرتها وتضحيتها لإمام زمانها الحسين (عليه السلام) إلا إن الاعلام الأموي وبعض المؤرخين حاولوا الاساءة لشخصية مسلم بن عقيل وتضعيفها والتقليل من مهمة السفارة التي ألقاها الامام (عليه السلام) على عاتقه فغيبوا بعض الحقائق وطرحوا شبهات عدة كزعمهم إن مسلماً أتى إلى الكوفة لغرض جس نبض أهلها وهل هم على العهد مع إمامهم الحسين (عليه السلام)؟.
فإذا كان زعمهم صحيح فلأي هدف أرسل الإمام الحسين (عليه السلام) ابن عمه سفيراً للكوفة؟
بعد أن كتبت قيادات الشيعة الكبرى في الكوفة رسالة للإمام الحسين (عليه السلام) أمثال حبيب بن مظاهر والمسيب بن نجبة والبقية الباقية من المؤمنين الشيعة يطلبون قدومه فكان جواب الإمام الحسين (عليه السلام) على رسائلهم كما ورد في النص المشهور (... وإني باعثٌ إليكم أخي وإبن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل فإن كتب إلي إنه قد إجتمع رأي ملئكم وذوي الحجى منكم والفضل منكم على مثل ما قدمت به كتبكم ...) فإنطلق مسلم بن عقيل سفيراً للإمام إلى الكوفة بعد أن حدد مزاياه وأوضح مهمة سفارته فلم يكن هدف إرساله لغرض السيطرة على الكوفة أو جس نبض أهلها.
الإمام الحسين (عليه السلام) كان قد عاش في الكوفة في أيام حكومة أبيه الإمام علي (عليه السلام) ما يقارب الخمس سنوات فكيف لا يعلم حال أهلها وولاء الشيعة فيها إليه؟
بل كان إرسال مسلم بن عقيل إلى الكوفة من أجل هدف أكبر، فالكوفة كانت تضم عدد كبير من الشيعة وفي الوقت ذاته تعد ثكنة عسكرية ففي الحروب السابقة كانت تزود المسلمين بالجيش والسلاح كما ذكر هذا في التاريخ، ويشير أيضاً الباحث في التاريخ الاسلامي الشيخ عقيل الحمداني إلى ذلك بقوله "إن مهمة مسلم كانت هي إعداد المقاتلين وشراء السلاح وتنظيم الكتائب العسكرية وإرسال عدد منها إلى كربلاء فمثل كتيبة مسلم بن عوسجة وحبيب بن مظاهر كانتا من الكتائب التي أعدها مسلم بن عقيل وارسلها لكربلاء قبل تطويق الكوفة بشكل أمني".
قد يقول قائل إن مسلماً أتى لأخذ البيعة ، هذا صحيح ولا ننكره أبداً ولكن منطقياً كيف يأخذ البيعة؟ هل يأتي بورقة وقلم ويدون أسماء المبايعين ويرسلها للإمام (عليه السلام)؟ فمعنى أخذ البيعة يتمثل بما ورد أعلاه.
اضافةتعليق
التعليقات