إن تصنيف اعتلال الشبكية التكاثري بناء على إنذار الرؤية واستطبابات الإحالة إلى الاختصاصي الذي يحدده الطبيب، وإن أمهات الدم المجهرية وشذوذات الأوردة والنزوف اللطخية الصغيرة والنضحات المتوضعة في المحيط لا تؤثر على الرؤية إلا إذا ترافقت مع وذمة البقعة في منطقة البقعة أو ما حولها وهذا الأمر ليس من السهل تحريه بتنظير العين لكن يجب الشك به خاصة إذا كان هناك ضعف في حدة الإبصار مترافقا مع اعتلال الشبكية المحيطي غير التكاثري دون موجودات مرضية ملحوظة أخرى.
بعض خطوات الوقاية:
1. ضبط سكر الدم:
إن ضبط سكر الدم الجيد خاصة في السنوات الأولى بعد تطور الداء السكري ينقص خطر تطور اعتـلال الشبكية، إن التشخيص الباكر الذي تتبعه معالجة فعالة أمر هام خاصة عند مرضى النمط 2 من الداء السكري حيث يراجع 30% منهم باعتلال شبكية موجود مسبقاً وعند آخرين لا يتم تشخيص اعتلال الشبكية إلا عندما يتم تحويل المريض للطبيب الاخصائي بعد سنوات من المعالجة غير الفعالة للنمط 2 من الداء السكري، يحرض فرط سكر الدم فرط الإرواء Hyperperfusion في الشبكية لذلك فإن التخفيض السريع لغلوكوز الدم قد يسبب تدهوراً بدئياً لاعتلال الشبكية بسبب إحداثه لنقص تروية نسبي ولهذا السبب يجب أن يكون تحسين ضبط سكر الدم بشكل متدرج، إن معدل ترقي اعتلال الشبكية ما يزال أبطأ بشكل هام عند المرضى المعالجين بشكل مكثف مقارنة مع مجموعة الشاهد الموافقة وإن تخفيض ضغط الدم له فائدة مثبتة عند المرضى المصابين بفرط ضغط الدم.
2. التحري Screening
إن التحري المنتظم عن اعتلال الشبكية أمر ضروري عند كل المرضى السكريين لكن له أهمية خاصة عند المرضى الذين لديهم عوامل خطورة وتشمل هذه العوامل البداية الباكرة للداء السكري وطول مدته وفرط ضغط الدم والضبط السيئ لسكر الدم والحمل واستخدام حبوب منع الحمل الفموية والتدخين واستهلاك الكحـول الشديد ووجود دلائل على اعتلال الأوعية الدقيقة في مكان آخر خاصة عند المرضى المصابين باعتلال الأعصاب والبيلة البروتينية فيجب إجراء التحري من قبل أشخاص مدربين وفق برنامج منظم ومدقق ويمكن للطبيب الممارس العام أن يقوم بإجراء التحري إذا كان له خبرة كافية أو يجريه مصحح البصر Optometrist المدرب. إن الخيارات المفضلة هي أنظمة التصوير الرقمي أو تنظير العين بواسطة الفحص المجهري البيولوجي المجسم Stereo Biomicroscopy. وتبقى المشكلة أن العديد من الأشخاص المصابين بالداء السكري لا يحضرون لإجراء التحـري وبالتالي لا يخضعون للإشراف الدوري.
التدبير:
يمكن معالجة اعتلال الشبكية التكاثري واعتلال الشبكية غير التكاثري الشديد بواسطة التخثير الضوئي الشبكي الذي أظهر أنه ينقص فقد الرؤية الشديد بنسبة 85% واعتلال البقعة بنسبة %50.
- تخریب مناطق الإقفار الشبكي (حيث يعتقد أن هذه المناطق تلعب دوراً رئيسياً في تطور تكون الأوعية الجديدة).
- إنقاص إنتاج عامل النمو مثل VEGF.
- القيام بسد تسرب أمهات الدم المجهرية وإنقاص وذمة البقعة.
- القيام بسد الأوعية الجديدة مباشرة على سطح الشبكية (ولكن ليس على القرص البصري).
يستخدم التخثير الضوئي بليزر الأرغون الأخضر عادة للتخثير الضوئي الشامل للشبكية لكن صمام الليزر ثنائي يستخدم أيضاً لعلاج وذمة البقعة وإن هذا الإجراء البسيط يمكن أن يجرى تحت التخدير الموضعي وهو ذو مخاطر قليلة إذا أجري بأيد خبيرة ويمكن أن يكون فعالاً جداً. يؤدي التخثير الضوئي الشامل للشبكية إلى التخلص من الأوعية الجديدة مع المحافظة على الرؤية عند نسبة تصل إلى 90% من المرضى الذين لديهم أوعية جديدة على الشبكية والقرص البصري.
كذلك تعالج وذمة البقعة بنجاح عند العديد من المرضى بواسطة المعالجة البؤرية بالليزر فيجب مراقبة المرضى بانتظام للتحري عن تطور المزيد من الأوعية الجديدة واعتلال البقعة، قد تسبب ندبات التخثير الضوئي الشديد فقداناً هاماً لساحة الرؤية وهذا قد يتداخل مع القدرة على القيادة وينقص الرؤية الليلية.
يمكن اللجوء لاستئصال الزجاجية Vitrectomy أيضاً في بعض الحالات المختارة عند المصابين إصابة عينية سكرية شديدة الذين يكون فقد الرؤية لديهم ناجماً عـن نـزف الزجاجي المتكرر الذي لم يتراجع أو عن انفصال الشبكية التالي لالتهاب الشبكية التكاثري.
قد تترافق الأنماط الأكثر شدة من اعتلال الشبكية مع تطور أوعية جديدة على السطح الأمامي للقزحية ،احمرار القزحية Rubeosis Iridis. وهذه الأوعية قد تسد زاوية النزح في العين موقفة تدفق الخلط المائي ومسببة الزرق الثانوي وإن طريقة التدبير الرئيسية هي الوقاية من امتداد الاحمرار بواسطة التخثير الضوئي الباكر الشامل للشبكية.
اضافةتعليق
التعليقات